| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق أطيمش

 

 

 

 

الأربعاء 30/5/ 2007

 


 

إنحطاط ألإعلام العروبي وغباء منظريه


د. صادق إطيمش

ألجرائم التي روعت بها عصابات المنظمة ألإ رهابية فتح ألإسلام سكان مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينين في لبنان والتي تسببت في زعزعة ألأمن وخلق الفوضى في هذا البلد المُبتلى بذوي النفوس المريضة والعقول المتحجرة التي لا يمكنها العيش في أجواء ألإستقرار السياسي والبناء الإقتصادي الذي أراد أهل هذا البلد تحقيقه بعد الحرب ألأهلية التي أحرقت كل شيء لعشرات من السنين والتي تمخضت عن ألإحتلال السوري الذي لفظه الشعب اللبناني قبل مدة وجيزة آملآ أن يستقر به المقام ليبدأ أهل البلد ببناء ما تهدم وإصلاح ما تخرب في البنى التحتية وفي الخدمات ألإجتماعية وفي بعث الحياة من جديد في المفاصل ألإقتصادية التي فقدها الوطن اللبناني لعقود من الزمن , حيث سبب كل ذلك تراجعآ شمل كل المجالات التي كان لبنان يمثل القدوة فيها ويمتاز بها على أي بلد عربي آخر على ألأصعدة السياسية والسياحية والفكرية . لم يسلم هذا البلد من ألأطماع التي لم تفارق الحاقدين عليه بالتربص له وخلق العراقيل امام إنتشاله من مآسي الحرب ألأهلية فخلقت فيه العصابات المسلحة والمليشيات الطائفية ونشرت فيه أجندة التناحر السياسي القائم على العنف والقوة , عكس ما كان معروفآ عن تاريخ النشاط السياسي في هذا البلد خاصة في منتصف القرن الماضي الذي كان لبنان يشكل فيه منبرآ يختلف عن منابرالفكر والسياسة السائدة في الوطن العربي آنذاك . لقد تكالبت العصابات على هذا البلد حتى جعلته في مهب الريح بين أكف العفريت الصهيوني الإجرامي ألأهوج وعفريت البعثفاشي السوري المتجبر وعفريت ولاية دولة الفقيه المتخلف , يتجاذبه كل منها من خلال العملاء والعصابات والجواسيس , وكل يعمل على تحقيق الهدف المشترك لهؤلاء جميعآ والمتمثل بتوجيه الضربة الموجعة المؤلمة لكل مظهر من مظاهر النهوض والتغلب على ما خلفته الحرب الأهلية وعلى كل ما دمرته المليشيات الحزبية الطائفية والسياسية . ولم تكن العمليات ألإرهابية الإجرامية التي مارستها عصابات فتح ألإسلام في مخيم نهر البارد , كمحاولة للتوسع بها على كل ألأراضي اللبنانية , بمعزل عن هذا التوجه الإجرامي المقيت . ومن الطبيعي أن تثير مثل هذه ألأعمال الهمجية مشاعر ألإعلام العربي الذي تعامل معها بشكل يختلف عن التعامل الذي مارسه مع مثيلاتها من الأعمال ألإجرامية ألإرهابية في العراق . ولغرض إعطاء صورة واضحة لقبح هذا ألإعلام وديماغوغية وغباء منظريه ومموليه ومنفذيه نحاول وضع صورة بسيطة لمقارنة ردود أفعال هذا ألإعلام العروبي للعمليات ألإرهابية في كل من لبنان والعراق .

- ألعمليات ألإرهابية في مخيم نهر البارد يذكرها ألإعلام العروبي بإسمها الصحيح , إرهاب , يقوم به إرهابيون ضد المدنيين في لبنان , في الوقت الذي يصف فيه هذا ألإعلام , ولأكثر من اربع سنوات مضت , نفس ألأعمال ألإجرامية التي راح ضحيتها عشرات ألآلاف من المدنيين العراقيين بالجهاد والمقاومة .

- ألإرهابيون في نهر البارد يصفهم ألإعلام ألعروبي بأنهم يستهدفون شعب لبنان وأمن لبنان , أما في العراق فإنهم يستهدفون المحتل , حسب أطروحات هذا ألإعلام , ولم يكلف هذا ألإعلام نفسه الخبيثة بإجراء مقارنة ولو عامة وبسيطة جدآ للمقارنة بين عدد الضحايا بين جنود ألقوات المتعددة الجنسيات وبين عدد الضحايا من الشعب العراقي الذين قتلوا على يد العصابات الإرهابية العاملة في العراق .

- يدعو ألإعلام العروبي الدول العربية والمنظمات الدولية للوقوف إلى جانب الحكومة اللبنانية للتغلب على هذه ألأزمة , في الوقت الذي يُحرض فيه هذا ألإعلام على الحكومة العراقية وعلى صب الزيت على نار القوى السياسية والدينية المتصارعة في العراق والتي , ونقولها بأسف وحرقة , أعطت لهذا ألإعلام المتخلف فرصآ مناسبة كثيرة في هذا المجال .

- ألإعلام العروبي هذا يدعو الشعب أللبناني لتوحيد صفوفه والوقوف إلى جانب الحكومة اللبنانية لدحر ألإرهاب. في حين يُحرض هذا ألإعلام , ومنذ أربع سنوات على الفتنة والطائفية وتشجيع التمرد على الحكومة في العراق .

- ألإعلام العروبي هذا يصف المنظمات الفلسطينية بأنها تنظر بقلق إلى ما يجري في مخيم نهر البارد وما يقوم به ألإرهابيون ضد المدنيين , وقد سبق وأن نشر هذا ألإعلام وبفخر المآتم التي نُصبت في فلسطين وغير فلسطين للمجرم الزرقاوي وبقية الحثالات من ألإرهابيين قتلة الشعب العراقي .

- يتبجح ألإعلام العروبي بتدفق ألمساعدات ألأمريكية من ألأسلحة والأموال على لبنان لمساعدته على مكافحة التحرك ألإرهابي ممثلآ بإرهبيي فتح ألإسلام , ومثل هذا التوجه لمحاربة ألإرهاب في العراق هو حرب على ألإسلام والمسلمين في نظر هذا ألإعلام .

- القيادات الفلسطينية التي تحاول رد ألإعتبار إلى سمعتها التي أوصلتها مليشياتها المتحاربة مع بعضها البعض إلى الحضيض , تتنكر لمثل هذا العمل ألإرهابي في مخيم نهر البارد , وهذه القيادات سواءً في فلسطين أو في ألأردن تصفق كل يوم ومنذ سقوط صنمها في العراق لمقتل كل عراقي على أيادي نفس هذه العصابات الإرهابية العاملة ألآن في لبنان .

- يعمل ألإعلام العروبي على تسويق ألإرهاب في لبنان على أنه يريد جر البلاد إلى حرب طائفية تطيح بالبلد وأهله , أما الحرب الطائفية التي يباركها نفس هذا ألإعلام كل يوم في العراق وتغذيته لها بكل وسائله فهي , في نظره , دفاع مشروع لهذه الطائفة أو تلك .

- يدعو ألإعلام العروبي الدول العربية إلى التعاون مع الحكومة اللبنانية لتقديم العرب المشتركين مع عصابات فتح ألإسلام إلى المحاكمة سواءً في لبنان أو في بلدانهم كإرهابيين يجب أن ينالوا العقاب القانوني , في حين يعمل هذا ألإعلام العروبي على دعم وإسناد وتبرير وتمويل غزو العراق من قبل التجمعات التكفيرية ألإرهابية من ألأعراب وألأغراب والتي تستهدف الشعب العراقي أولآ وأخيرآ ووصف هذه الزمر المجرمة بالمجاهدين .

هذه وغيرها من ألضلالات التي ينشرها الإعلام العروبي على الشارع العربي الذي يعاني هو الآخر من التخلف والقمع وديماغوغية الحكام إلى جانب دجل وديماغوغية ألإعلام الذي يساهم مع الأنظمة العربية المتخلفة القابعة على عروشها, بإستمرار هذا التخلف الذي يشكل الضمانة ألأكيدة لإستمرار هذه الأنظمة وإعلامها المُزيف هذا.