| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق أطيمش

 

 

 

 

الأثنين 30/7/ 2007

 

 


يوم أخرس الشعب الكوردي المتقولين 


د. صادق إطيمش

ألإحتفالت التي عمت الوطن بمناسبة فوز أسود الرافدين بكأس أمم آسيا لهذا العام والتي برهنت بشكل لا يقبل الجدل والنقاش على صحة ألأطروحة العراقية الوطنية التي راهنت وستظل تراهن , رغم كل المآسي التي تحل بالوطن , على التوجه الأصيل لدى الناس بنبذ ما تُسوٍقه أحزاب ألإسلام السياسي من طائفية مقيتة وعنصرية قومية شوفينية وتلاعب بالمشاعر الدينية والثوابت المقدسة التي يعتز بها الشعب العراقي الذي تعامل مع هذه الثوابت طيلة حياته التي ما عرفت النعيق المذهبي والعنصري إلا من خلال أبواق السلاطين وأجهزتهم القمعية التي طالت كل الشعب , بكل طوائفه وقومياته وأديانه . إلا أن النعيق الطائفي السلاطيني ما كان إلا لذر الرماد في العيون كي لا ترى بوضوح الشياطين التي تتلاعب بمصيرها وتستهين بمقدساتها باسم الدين تارة وباسم العروبة تارة أخرى وهذا وذاك من كل ذلك براء . ألإحتفالات التي عمت الوطن جاءت في هذا الظرف العصيب الذي سارت به ألأحزاب الدينية المسيطرة على توجيه السياسة العراقية في الوقت الحاضر ومن خلال سماسرتها المنتشرين في كل زاوية من ارض الوطن شمالآ وجنوبآ , شرقآ وغربآ نحو الخراب والفساد والتدهور والتخلف والبؤس والترحيل والتشريد والقتل والإختطاف , جاءت هذه الإحتفالت لتقول لكل هؤلاء السماسرة ولكل من يقامر بوحدة الوطن من أي مذهب أو قومية أو عشيرة كان , لتقول لهم بانكم خاسرون لا محالة , فالعراق وأهل العراق جميعآ كشفوا أوراقكم الزائفة , وإن مرَّتْ عليه أكاذيبكم ومناوراتكم وخزعبلاتكم في السنين التي تلت سقوط البعثفاشية المقيتة , فإنها لن تمر اليوم أو غدآ , حيث بدأت غشاوة الديكتاتورية البعثفاشية التي وضعتها على العيون لأربعة عقود مضت , بدأت هذه الغشاوة بالزوال التدريجي وليس هناك أي مجال لإستبدال غشاوة الزيتوني بغشاوة العمامة والجبة . ألإحتفالت الشعبية التي عمت الوطن أبكتنا , نحن البعيدون عن الوطن , ولكنه بكاء الفرح والسعادة التي غمرت القلوب وهي ترى المشاعر الحقة الخالية من الزيف لدى الجماهير المحتفلة . لقد هيجت مشاعر الفرح التي كانت الدموع سبيلها إلى الظهور على تلك الساحات والشوارع التي تواجد فيها عراقيوا المهجر كل في موقعه وعلى جميع بقاع الأرض التي سمع معظمها إسم العراق لأول مرة وهو يرتبط بفرحة , بعد أن ملأت أخبارالإرهاب ولإرهابين وجرائمهم بحق هذا الوطن وأهله جميع وسائل إعلامهم وفي كل يوم تقريبآ . لقد تميزت الإحتفالات الشعبية التي جرت بهذه المناسبة على ربوع كوردستان العراق بلذة خاصة ونكهة متميزة لأنها عبرت حقآ ليس عن فرحة شعب بكامله في هذه المناسبة السعيدة فحسب , بل أنها أعطت درسآ في الوطنية الصادقة والإنتماء العراقي الأصيل الذي لا يعرف التزييف والتسويف , أعطت درسآ في التعامل المبدأي مع الحدث والنابض من ضمير الشعب ومن أعماق الجماهير التي شاركت في هذه ألإحتفالات العراقية . لقد أعطت الجماهير الكوردية المُحتفلة هذه الدروس القيمة لكل أولئك المطبلين المزمرين المتباكين على وحدة العراق وشعب العراق والمتاجرين بالشعارات القومية والدينية عربآ كانوا أم غير عرب مسلمين كانوا أم غير مسلمين . لقد أخرس الشعب الكوردي في كوردستان الجنوبية , في كوردستان العراق , كل أولئك الذين يتواصل نهيقهم ليل نهار محرضين كل من هب ودب من الجهلة على الوقوف دون تحقيق ما يصبو إليه الشعب الكوردي البطل الذي عانى ما عانى , ككل شعب العراق , من بطش الدكتاتوريات الهمجية وتصرفات الشوفينيين الإجرامية . لقد ألقَم َ الشعب الكوردي في كوردستان العراق من خلال ألإحتفالت الشعبية التي عمت ربوع كوردستان الجنوبية , كما عمت أرض الوطن العراقي عامة , كل المتقولين بمقولات ألإنفصال والعداء للغير, ألقمهم حجرآ ملأ أفواههم علهم يعون ماهية هذا الشعب المناضل ألأصيل في وطنيته فيكفون عن رمي بذاءاتهم والتشهير بوطنية الكورد والتشكيك بربط نضالهم مع نضال الشعب العراقي للإبحار في سفينة هذا الوطن المشترك نحو شواطئ ألأمان والحرية والإزدهارالتي يتطلع إليها كل من عاش على تربة هذا الوطن , وكل من يتبنى هوية هذه التربة دون أية هوية أخرى .