| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق أطيمش

 

 

 

                                                                                     الخميس 26/1/ 2012



صـرح للديمقراطية

د. صادق إطيمش 

وأخيراً أنجز المناضلون الديمقراطيون العراقيون بناء الصرح الإعلامي للتيار الديمقراطي العراقي لينطلق منه الصوت المؤمن حقاً ، لا مخادعة وتسويفاً ، بالفكر الديمقراطي وبمنهجه الهادف للإنتقال بوطننا من غياهب الفكر الظلامي إلى فضاءات التحرر النيرة ومن سفاسف التخلف الطائفي إلى قمة حب الإنسان ، بعيداً عن كل إنتماءاته واختلاف لون جلدته وتباين إنحدار قومه .

إن وطننا العراق احوج ما يكون اليوم إلى مثل هذا الصرح الإعلامي الذي سينقل صوت التيار الديمقراطي العراقي الذي آل على نفسه ، من خلال منتسبيه الذين يمثلون أطيافاً متعددة من الشعب العراقي ، ان ينهض بالعملية السياسية العراقية التي ضاعت فيها المواطنة العراقية بين إنتماءات هزيلة مشوبة بالفكر المتخلف الذي ولَّد ضعفاً وهزالة وارتداداً في الأداء الحكومي الذي تجاذبته اطماع القائمين عليه بمختلف إنتماءاتهم الدينية وتشعباتهم المذهبية واصطفافاتهم القومية والعشائرية المتعصبة ، مما اتاح لقوى الحقد على هذا الشعب المناضل المُضطهَد ان تمارس نشاطاتها الإجرامية بشكل جعلها تمتلك المبادرة لتضرب اينما تريد وكيفما تريد متخللة أجهزة امنية لا يهمها الدفاع عن الوطن والمواطن قدر إهتمامها بالدفاع عن احزابها وممولي مليشياتها والسائرين في ركاب محرضيها من العربان وغير العربان ألأقارب منهم او الأباعد .

إن التيار الديمقراطي الذي إستمر التحضير على إنبثاقه في شهر تشرين الأول (اكتوبر ) من العام الماضي عدة سنوات أعلن عن نفسه من خلال الوثائق التنظيمية والسياسية التي طرحها على الشعب العراقي ليكون الفيصل في تسيير وجهة عمله وتحديد مجالات نشاطاته التي سوف لن تكون إلا تلك المجالات التي تتحقق فيها أمنيات الجماهير التي تعرضت للقمع والتهميش والإذلال من قبل النظام الدكتاتوري البعثي .

وحين مراجعة الوثائق الصادرة عن القوى السياسية والتنظيمات الإجتماعية والشخصيات الوطنية التي دعت إلى بلورة هذا التيار داخل الوطن وساهمت بعدئذ بتأسيسه في كثير من المحافظات العراقية ومن ثم إنطلاق التنظيم المركزي ، سنجد تأكيدها على عدة أمور أساسية للعمل المشترك منها :

أولاً : إن هذا التيار لا يشكل حزباً جديداً يضاف إلى مئات الأحزاب والتجمعات والتنظيمات السياسية المنتشرة على الساحة السياسية العراقية اليوم .

ثانياً : لقد أكدت هذه الوثائق ايضاً عدم سعي التيار إلى إختزال أي تجمع أو حزب أو منظمة ترغب بالعمل ضمن هذا التيار بعد توفر القناعة بالبرنامج الحالي المطروح له .

ثالثاً : وهذا يقودنا إلى تأكيد هذه الوثائق على ترحيبها بكل المؤمنين بتفعيل النهج الديمقراطي أحزاباً ومنظمات وأفراداً ضمن تيار لا يرتبط بحزب معين ولا يسعى لأن يكون البديل عن حزب أو تنظيم معين .

رابعاً : كما جرى التاكيد من قبل جميع القوى المشاركة في التيار الديمقراطي والتي إختلفت في إنتماءاتها السياسية على إستقلالية هذا التيار ، وإن ما يجمع العاملين فيه هو القناعة بالنهج الديمقراطي والعودة إلى إتخاذ المواطنة العراقية بهويتها كأساس للتعامل مع الإنسان العراقي بعيداً عن الهويات البديلة التي أبتلي بها المواطنون والتي وزعتهم على اطياف الإنتماء الطائفي العنصري العشائري السائد الآن.

وهنا يجب التأكيد على مصطلح " البديل " الذي قد يعتبره البعض نقيضاً لما ورد أعلاه حول عدم توجه التيار الديمقراطي لإختزال أي حزب أو أية منظمة فنقول ، إن البديل هنا يعني التوجه الديمقراطي الذي تمارسه القوى المختلفة المنضوية تحته كبديل عن التوجه السائد الآن على الساحة السياسية العراقية الذي تمارسه مختلف الأحزاب والتيارات المساهمة فيه منذ تسع سنوات .

إن كل ذلك يعني ان التيار الديمقراطي العراقي ينطلق في عمله على الساحة السياسية العراقية وبين الجماهير من مبدأ التعددية التي يجمع منتسبيها القاسم المشترك الأعظم المتمثل بالتعددية الفكرية المستندة على المواطنة العراقية باعتبارها هويتها الوحيدة والرافضة للهويات الأخرى مهما تنوعت اسماءها واختلفت تفاسيرها . إن مثل هذا القاسم المشترك في العمل الجماهيري سيشكل الضمانة الحقيقية لتحقيق الأهداف البرنامجية التي وضعها التيار لتحقيق تطلعات الجماهير في حياة اكثر امناً ورفاهية من تلك التي أفرزتها سياسة الصراع على سرقة اموال الدولة والتلاعب بقوت المواطنين من خلال احزاب فاشلة وتوجهات فكرية عقيمة لا شأن لها بالوطن قدر شأنها بذاتها وذوات منتسبيها .

إنطلاقاً من هذه التعددية الفكرية في عمل التيار الديمقراطي العراقي ، المؤمنة بالديمقراطية إيماناً مبدئياً لا تقيَّةً ، تبرز مسألة الحوار الديمقراطي والموضوعي بين مكونات هذا التيار كأساس لا يمكن الإستغناء عنه لإنجاز عمل واعد ومثمر يسير باتجاه الأهداف التي وضعها التيار لنفسه . فالحوار الهادف الجاد المتكافئ هو الطريق الأسمى والأفضل لتناول الموضوعات المطروحة ، وما اكثرها اليوم على الساحة السياسية العراقية ، والخروج بها إلى نتيجة واقعية بعيدة عن اوهام الخداع والتضليل التي تعيشها الجماهير العراقية منذ تسع سنوات .

وهنا تبرز اهمية وجود صرح ديمقراطي حقيقي يتبنى هذا الحوار ، وليس إقتسام الغنائم والشراكة في السرقات ، لإنتشال الوطن الذي أوصلته البعثفاشية السوداء إلى أسوا المواقع في عالم القرن الحادي والعشرين من عمر البشرية ،والذي إستمرت قوى الطائفية المقيتة وأساليبها المتخلفة في الإجهاز عليه وزيادة آلامه وجروحه وكأنها تعاهدت مع دكتاتورية البعث على تفعيل سياستها مضموناً وإن إختلفت اشكال ووسائل التطبيق .

وما على القوى التقدمية العراقية والعربية التي يهمها رفع راية الديمقراطية ليس على ارض العراق فقط ، بل وعلى ارض المنطقة برمتها ، وخاصة في هذا الوقت بالذات الذي غادر فيه الخوف اكواخ وقلوب المعدمين ليتخذ له مرتعاً خصباً في قصور وعقول الجبابرة الطغاة ، إلا ان يشاركوا المناضلين الذين أنجزوا بناء هذا الصرح العظيم بمواصلة البناء والإرتقاء به نحو آمال الشعوب التي لا يقف امامها حاجز ولا تخضع لرقابة سلطان .

فليكن لنا جميعاً شرف المساهمة في ذلك من خلال متابعة آخر مستجدات العمل في التيار الديمقراطي العراقي عبر الرابط :

http://www.altayaraldemokrati.com /

ومن خلال التواصل والإغناء بكل ما نريده ان يصب في مجرى هذا التيار العراقي الأصيل عبر العناوين :

info@altayaraldemokrati.com
swedana57@gmail.com

وبذلك نكون قد أنجزنا بعض ، وربما البعض القليل جداً ، مما تنتظره الجموع الجائعة والقلوب الفزعة على ارض وطننا الحبيب .







 

free web counter