| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق أطيمش

 

 

 

                                                                                     الخميس 25/8/ 2011



دولة بلاد الرافدين الجديدة أسمها " خان إجخان "

د. صادق إطيمش

وهي الدولة القريبة بإسمها لما يريد تحقيقه رهط الملالي من المعممين والأفندية المتسلطين على امور العراق اليوم والساعين لجعل العراق أفغانستان أو إيران بعد ان وفرت لهم السياسة الأمريكية في العراق الجديد كل ما يمكن ان يصونهم ويحميهم من تبعات ذلك الماضي الأسود الذي ينوء به اكثرهم من اعضاء الفُرَق او التنظيمات البعثفاشية السابقة بعد ان اصبحوا من التوابين المبسملين المحوقلين . فهؤلاء منتشرون اليوم في المرافق الحساسة من الدولة العراقية التي يجاهد بعضهم اليوم جهاداً إسلاموياً لجعل إسم عاصمة هذه الدولة ما يشابه او يفوق على قندهار ونجفها تختفي وراء قم وتحويل كل ما يمكن تحويله نحو الحلم الذي يراود بعثيي الأمس ومتأسلمي اليوم . وقد انجزوا ، والحق يقال ، بعض الخطوات الهامة على هذا الطريق متباهين بما انجزوه كصحوة دينية وحملة إيمانية ابوا ان يروها تنقطع بسقوط مَن كانوا يركعون امامه بالأمس هاتفين لفداءه بالروح والدم. فعملوا على الوفاء لقائدهم باستمرارهم في حملته الإيمانية على الأقل وهذا هو لعمري جوهر الإخلاص ومعدن الوفاء الذي تربوا عليه والذي ينسبونه اليوم إلى المدارس الدينية بمختلف مذاهبها بعد ان كانوا ينسبونه بالأمس إلى مدرسة أخرى أطلقوا عليها لقب " مدرسة الأجيال ". وما هي إلا مدرسة القومية الفاشية التي لبس اليوم اكثر منتسبيها الجبة والعمامة وأطلقوا اللحى وقصروا الثوب وكووا الجباه وتفضضوا بالمحابس وهم يشكرون بالسر لمن أتاح لهم هذه الفرص التي ما كانوا يحلمون بها حتى في زمن نظام سيدهم الساقط ، إلا انهم في العلن " مناضلون " ضد ولي نعمتهم هذا الذي لم يتركوا مناسبة إلا ولعنوه فيها وهو جالس مستهزئ بسبابهم هذا الذي يرتاح له طالما يحققون له أجنداته السياسية والإقتصادية في العراق.

إن تحقيق مكاسب المتأسلمين الجدد هذه في الداخل لبناء اسس الدولة الجديدة بين وادي الرافدين سوف لن تكتمل ويُكتب لها النجاح إذا لم تقترن بالدعم الخارجي الذي إشتدت ملامحه في الأسابيع الأخيرة الماضية والذي يحاول فيه كل مَن هب ودب أن يصول ويجول على الأراضي العراقية يقتل هذا ويختطف ذاك ويقصف هنا ويفجر هناك والملالي يبسملون ويحوقلون ومنهم مَن ينتعش قلبه لما يقوم به هذا الحليف او ذاك ومنهم مَن يراوغ ، وهم أهل لكل انواع المراوغة ، فيلجأ إلى العويل والبكاء على إستباحة ارض العراق ولكنه بكاء التماسيح ليس إلا .

منذ اسابيع ونظام " الحليف الصديق الإستراتيجي الجديد للعرب والعدو الأول للصهيونية العالمية ونظامها السياسي " كما يصفه حلفاؤه هؤلاء ، يقصف أراضي كوردستان الجنوبية التي لا زالت رسمياً ودولياً ضمن أراضي االدولة التي لم يزل اسمها العراقية ، وتحت حماية القوات الأمريكية منذ سنة 1991. إلا ان الملاحظ ان ما يسمى بصديق العرب الجديد هذا والعدو الأزلي للشعب الكوردي وطموحاته السياسية والثقافية ينال الحضوة الكبرى لدى القائمين على شؤون العراق اليوم حيث ان هذا النظام يلعب دوراً كبيراً ومهماً للحفاظ على سلطتهم وسطوتهم عرباً كانوا هؤلاء ام كورداً . وما صيحات الإحتجاج أو حتى بعض الكلمات الحادة التي نسمعها بين الحين والآخر من هذا المسؤول العراقي العربي او الكوردي ما هي إلا ردود أفعال آنية يضعونها تحت باب التحوط الذي لا يشمل إجراءات بطلان الوضوء أو غسل الجنابة فقط . كما ويحظى الهجوم العسكري لنظام العثمانيين الجدد بالدعم الأمريكي الذي لا يفرط بواحد من أقوى جيوش حلف الناتو بسبب الشعب الكوردي وتحقيق أمانيه . وهذا هو الدرس الذي يجب ان نستنبطه من المراهنة على الصداقة مع السياسة الأمريكية التي يتبعها ويعمل بها بعض الساسة الكورد في كوردستان الجنوبية .

جبال قنديل وثوار الشعب الكوردي والقرى الكوردية في كوردستان الجنوبية تُقصف يومياً من قبل هذا الجيش " الحليف " الذي يستبيح ارض العراق يومياً وحكامنا الأشاوس ينتظرون اليوم الذي يرمي الله به هذا الجيش بحجارة من سجيل تنفيذاً لدعاءهم المستجاب حتماً خاصة وهم يقدمون اسمى آيات الورع في شهر رمضان المبارك هذا.
واستناداً إلى النظرية العراقية " مَن حبَك لاشاك " يلاشي الحبيب حبيبه على الحدود الشرقية العراقية بدءها بقطع الحبيبة أيران المياه عن حبيبها العراق الذي لا يخفي أغلب ساسته الهيام بما في هذه الجمهورية التي يسمونها إسلامية وما هي في الحقيقة إلا مسخ دكتاتوري متعفن الفكر يصب جام غضبه على العراق وأهل العراق بعد ان توقف لفترة قد تطول او تقصر عن قمع الشعب الإيراني الذي تصدى لهذه الدكتاتورية الحمقاء وقدم الشهداء والضحايا على الشارع الإيراني الذي ستصله رياح الربيع العربي لا محالة وعندئذ سيعلم الدكتاتوريون أي منقلب ينقلبون . ولم يكتف الملالي في دولة ولاية الفقيه بقطع الماء عن العراق وهم الذين يشتمون يزيد بن معاوية ليلاً ونهاراً لأنه قطع الماء عن الإمام الحسين في ثورته ضد الظلم والجبروت ، بل اكملوا " حبهم " هذا للعراق وأهل العراق بالهجمات العسكرية على الأراضي العراقية وكأن العثمانيين والملالي يطبقون المثل العراقي القائل " واحد تافل بحلك الثاني " . الجيوش الإيرانية تقصف الأراضي العراقية وتقصف مناطق واسعة في كوردستان ولسان حال ساستنا يقول " ضرب الحبيب زبيب "
من هذا يستطيع حتى الطفل العراقي ان يتبت ان دولته اصبحت " طريق الخري مري " ليس في حدودها الشمالية فقط ، بل وعلى حدودها الشرقية ايضاً .

وليت هذا " الخان اجخان " يتوقف عند هذه الحدود فقط . فالحدود الجنوبية اصبحت اليوم تستقبل حشوداً من الدولة القزم التي هب الشعب العراقي لنصرتها اثناء إحتلال الجرذ المقبور لها . هذه الدولة التي تتطاول بعض الأصوات النشاز في حكومتها وبرلمانها على الطود الحضاري الشامخ ، على العراق ، الذي لم ولن يتمكنوا النيل منه حتى وإن صورت لهم عقولهم الضامرة بأنهم إنتقلوا فعلاً من مجتمع البداوة إلى مجتمع التعامل مع حضارة القرن الحادي والعشرين . هذه الدولة القزم التي لا تسمع اصوات حتى بعض العقلاء من مواطنيها الذين يحذرون اللاعبين بالنار من سياسييها وبرلمانييها ومتأسلميها من مغبة تحشيد جيوشهم على الحدود العراقية الجنوبية وان يحترموا مشاعر العراقيين ولا ينساقوا وراء أهواءهم ونزواتهم واستغلالهم لضعف الحكومة العراقية والجيش العراقي وانشغال العراقيين بالمشاكل العديدة والمتنوعة " والحمد لله " التي جاءت بها السياسة الجديدة في العراق الجديد والتي جعلت البعض كحكام دولة الكويت يتصورون بأن الوطن العراقي ضعيفاً كسيراً امامهم ، وما دروا ان العكس هو الصحيح حين يحل اليوم الذي سيقفون به على أعتاب هذا البلد يستجدون ما لم توفره لهم اموالهم المنفوطة ، تماماً كما كانوا يتدفقون على العراق والبصرة خاصة في ستينات وسبعينات القرن الماضي طلباً لكل ما كان مجتمعهم البدائي يفتقر له من وسائل العيش الحديث.

أما الحدود العراقية الغربية فهي تغني منذ سقوط دكتاتورية البعث وإلى يومنا هذا الأغنية العراقية المعروفة " أنا اللي باعوني هلي " ولم تتم صفقة البيع هذه هذه بكمية من الشعير ، كما تقول الأغنية، بل بوجبة جاهزة من الشعارات ، بشعارات العروبة التي إختلطت بشعارات إسلاموية لتعمل على حدود وطننا على مبدأ " إخدم نفسك بنفسك " وحسب الشهية فإن كانت عربية تولى إعداد طبختها على ارض العراق " الأشقاء " السوريون والأردنيون وإن كانت تحتاج إلى بعض البهارات الإسلاموية فإن " التبرك بمجاهدي الحرمين الشريفين، اولياء بن باز وشركاه " على اتم الإستعداد لإكمال طبخاتهم التي صار اللحم والدم العراقي مادتها الرئيسية . الأنظمة على الحدود الغربية لم تتوقف حتى يومنا هذا من دفع القتلة المجرمين من عصابات القاعدة والبعث وكل المعادين للتوجه الديمقراطي الذي يريد العراقيون السير باتجاهه بعد اربعين سنة من القمع والتهميش والتضليل والملاحقات والسجون والإعدامات وكل ما كان يعاني منه الشعب العراقي الذي ما اساء يوماً إلى هؤلاء " الأشقاء " الأشقياء حتى يجعلوا من مسيرته الجديدة هذه مسيرة دم وإرهاب يسربون أدواتها عبر حدودهم التي اصبحت مداخلها إلى الحدود العراقية اسهل من ان يصرف اي شخص وقتاً ولو كان بسيطاً للتفكير بها والتخطيط لها.

هل هذه هي دولة العراق الجديد حقاً ايها العراقيون ؟؟؟ إن كانت الدولة التي على ارض الرافدين اليوم على هذه الشاكلة فعلاً ، وهي على هذه الشاكلة فعلاً وقولاً ، فالنعمل على إبعاد إسم العراق ، او بلاد الرافدين عنها طيلة هذه الفترة التي تمر بها هذه الدولة الآن ، إذ ان إسم العراق مرتبط بنضال اهله وتضحياتهم الجسام منذ ان شعَّت حضاراته على العالم قبل آلاف عديدة من السنين . ولنعط هذه البقعة من الأرض على وادي الرافدين في وضعها الحالي وطيلة إستمرار هذا الوضع إسماً ينطبق فعلاً على المسمى .

 

free web counter