| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق أطيمش

 

 

 

الأحد 24/10/ 2010



المقصود كان عيد الأضحى ... إصبروا فالعجلة من الشيطان

د. صادق إطيمش

حينما يجري الحديث عن الصيام وفوائده في كل سنة يحل فيها شهر رمضان يتطرق المؤمنون الورعون إلى أن الصيام لا يعني الإمتناع عن الأكل والشرب والقضايا الأخرى فقط ، بل أنه يعني أيضاً صيام العين عن رؤية الباطل وصيام الأذن عن سماع القبيح وكذلك صيام اللسان عن قول الكذب . وما يهمنا في موضوعنا اليوم هو القسم الأخير من هذا الصيام المتعلق بصيام اللسان عن الكذب خاصة لدى أولئك المؤمنين الراكعين الساجدين الذين أطلقوا التصريحات المتعددة عن تشكيل الحكومة العراقية العتيدة المنتظرة بعد العيد في اللقاءات التي نشطوا بها على الفضائيات ومن خلال الصحافة والإعلام المقروء طيلة شهر رمضان الماضي . نعم لقد اكدوا للعالم أجمع ان العيد سيكون عيدين ، وعيد تشكيل الحكومة أحدها . وبما أن هذا الكلام قد تردد على ألسنة المؤمنين المعممين منهم وغير المعممين وفي شهر رمضان ، شهر صوم اللسان عن الكذب ، فإن الناس بالعراق إستبشرت خيراً واعتقدت أن العيد المقصود هو العيد الذي سيلي رمضان مباشرة ولا يوجد عيد في هذه الحالة إلا عيد الفطر الماضي ألذي إعتقد العراقيون بأن هؤلاء المؤمنين الأخيار يقصدونه في أقوالهم هذه .

العراقيون لا يعرفون التأني وهم في عجالة من أمرهم دوماً . ألمؤمنون هؤلاء قالوا بعد العيد ، فلماذا تتهمونهم بالكذب عليكم الآن ؟ وهم بعيدون عن الكذب وكل الموبقات المرئية وغير المرئية بعد الإنسان عن جِلدِه. هل قالوا لكم بالصوت والصورة " بعد عيد الفطر هذا لسنة 2010 ميلادية و 1431 هجرية ؟ هل قالوا لكم بعد العيد مباشرة بدون تأخير ؟ أي بدون مدة زمنية فيها شيئ من المطاطية التي يجب ان تتوفر خاصة في الفهم السياسي الجديد لدى ذوي الكفاءات الجدد ، وهم والحق يقال كفوئين بإنجاز كل ما تقع عليه أيديهم وألسنتهم وعيونهم خير كفاءة اثبتتها السنين السبع الماضية من تصدرهم العمل السياسي في العراق الجديد الذي سلمه لهم أصحابهم ألأمريكان الذين يشتمونهم ليل نهار . وهذا ليس بنكران للجميل ، كما يريد ان يصوره البعض ، ولكن دفاعاً عن الوطن المسكين وأهله الأكثر مسكنة كما يريد أن يصوره هؤلاء المؤمنون للناس الغشيمين جداً . وكيف يكون الدفاع إن لم يكن بالوعود اللامحدودة التي سمعها الناس عن الكهرباء والخدمات ومكافحة الفساد والتصدي للإرهاب وتعويض الشعب عما أصابه في العهد البعثفاشي الأسود و...و... والذي كان وعد تشكيل الحكومة بعد العيد واحداً منها . فيا أيها العراقيون لا تخضعوا لوسوسة الشيطان الذي وسوس لكم ان المقصود بالعيد هو عيد الفطر الذي مرَّ على إنتهاءه أكثر من شهر ونصف وعلى الإنتخابات أكثر من سبعة اشهر ولم تتشكل الحكومة المنتظرة بعد .

المثل يقول تفاءلوا بالخير تجدوه . فكونوا متفائلين وليس عجولين ومتشائمين . هناك عيد آخر هو المقصود في أحاديث المؤمنين في جوامعهم وحسينياتهم وفضائياتهم وصحفهم على أغلب الظن وهم بذلك غير كاذبين أبداً ، إذ كما قلنا فإن الكذب بعيد عنهم ، خاصة إذا ما نظرنا إلى أن كافة تصريحاتهم " البعدعيدية " جاءت في شهر الإمتناع عن السرقات والرشاوي والإختلاسات والكذب على الناس أيضاً . هناك عيد آخر قادم ، فكونوا رحبي الصدور أيها العراقيون وفسروا كلام السياسيين العراقيين على ما قد ، والتأكيد هنا على قد ، يحمله من بعض الصدق ، ونؤكد على " بعض الصدق ايضاً " ولا تحملوهم ما لا طاقة لهم عليه ، فهم مهما كنزوا من ثروات وعمروا من عمارات وجمعوا من الأحمر والأبيض المنهي عنه في القرآن والسنة ومهما تكن طريقة حياتهم اليوم مقارنة بما كانوا عليه بالأمس ومهما كان موقعهم السياسي والإجتماعي وحتى الحزبي قبل سقوط الطاغية ، فإنهم سيظلون بشراً ، بالرغم من أن بعضهم يدعي بشكل غير مباشر ومن خلال الفتاوى والأحكام والتصريحات التي يطلقونها بإنه ربما يوحى إليه في المنام ، ليبلور هذا الإيحاء على شكل أوراق نقدية أو أسهم مالية أو ضياع متناهية الأطراف تخجل امامها ضياع ومقاطعات زملاء لهم في مناطق أخرى من هذا العالم الرحب الفسيح .

إنتظروا بعد العيد القادم لتشكيل الوزارة المنتظرة ولا تستعجلوا ، فالناس قالوا وأكدوا بعد العيد ، وهذا يعني بعد العيد ولا نقاش في ذلك . النقاش ربما سيكون في تحديد هذا العيد ، وفي أية سنة سيكون ؟

 

free web counter