موقع الناس     http://al-nnas.com/

بئس المعاني في خُطب المشهداني  ...

 

د. صادق إطيمش

الأثنين 22/5/ 2006

الدورة البرلمانية الحالية التي يترأسها السيد المشهداني والتي ستستغرق أربعة سنوات ليست بتلك ألأهمية بمكان بالنسبة لرئيسها الذي يريد لها أن تكون ما يشبه التدريب العملي للمتخرجين حاليآ من الدورات التعليمية . لقد قالها الرجل بملئ فمه حينما طلب من الذين حلحلوا وفسخوا وبعثروا خطابه ألأول وجعلوه شذر مذرأن يمهلوه قليلآ ولا يقسون عليه بالنقد ويفسحون له المجال بالتعلم الجلوس على كرسي الحكم أولآ, ذلك الكرسي الذي لم يألف حرارته بعد . نعم إن الرجل الجاهل بالسياسة وأساليبها يريد أن يتعلم ( الحجامه بروس اليتامة ) كما يقول المثل العراقي المعروف . إلا أن هؤلاء اليتامى الذين إختارهم سوء حظ المشهداني هذا لم يتركوا له فرصة التعلم هذه منذ اليوم ألأول لبدئه بالتدريب العملي , فكان ما كان من الجَلد الذي تعرض له هذا الذي سماه هو خطابآ ليثبتوا له أنه ثرثرة ليس إلا, حتى فقد لحمته وانهار بناءه وتكومت أشلاءه التي أجبرت صاحبه على أن يفتش عن مخرج من هذا المأزق فتفتق ذهنه عن لجنة الإنقاذ التي دعا السيد الخطيب إلى تشكيلها لتهذيب وتشذيب وانتشال ما سقط من الكلمات المتقاطعة والجمل المبعثرة في ما أسماه خطابآ , لتعيد صياغة هذه النكتة ألأولى في برلمان يهم منتسبوه بألآف الهموم التي لا تجدي معها نُكات كهذه . وبعد الصياغة الجديدة لم يبق من ألأصل غير ألرأس والقدميين , إذ إنهار وتطاير ما بينهما كالزَبَد الذي لا يمكث في ألأرض . ومرت ألأيام والسيد المشهداني مواضب على تدريبه العملي , بالرغم من المطبات التي يقع بها يوميآ , فاليتامى لا يتركوه وشأنه يتدرب برؤوسهم كما يريد هو لا كما يريدون هم . فترى ذاك المعاكس يستهزء بإرشاداته الوطنية التي لم يرد الرجل من خلالها إلا تذكرة هؤلاء بدروس الواجبات الوطنية للصف الخامس ألإبتدائي وما هي الواجبات الملقاة على عاتقهم تجاه وطنهم , وهل في ذلك من ضير...؟ إذ أن كثيرآ من هؤلاء قد نسي هذه الدروس بسبب سنين النضال الوطني الطويلة . وآخر يتصدى للعبارات غير المقصودة التي تناولها السيد الرئيس حفظه الله ورعاه في جزء من خطابه الذي خصصه لمواصلة قص ألألسن وقطع ألأيدي . وثالث يطلب من رئيس برلمان الشعب أن يتصف بنوع من الرزانه ( أي ياخذ ثكل) كما يقول العراقي لبعض خفيفي الدم كالسيد الرئيس , ويترك النكات التي بدءها بخطابه ولا يريد أن يتوقف عنها في إدارته للجلسات . وهكذا تستمر الهجمات على هذا المتدرب المسكين الذي يريد أن يتعلم , فلم يحصل على الوقت الكافي لذلك . والظاهر حقيقة أن الرجل لم يتعلم شيئآ لحد ألآن وهذا ما يشير إليه خطابه ألأخير الذي زغرد به , كعادته في الزغردة , بمناسبة الموافقة على التشكيلة الوزارية الجديدة . فلقد بدء السيد رئيس مجلس النواب بتحية السيد رئيس الجمهورية أولآ , لا غبار على ذلك , فالسيد رئيس الجمهورية مذكر قواعديآ ويخاطَب بذلك . ثم توجه السيد رئيس المجلس إلى السيد رئيس الوزراء يخاطبه بنفس ألأسلوب , ولا غبار على ذلك أيضآ لنفس السبب . إلا أن هذا المتدرب المسكين لم يترك توجيه الخطاب بإسم السيد والسادة سواءً أكان ذلك بالنسبة للوزراء والوزيرات أو بالنسبة لزملاءه وزميلاته في المجلس أو بالنسبة للضيوف من الرجال والنساء. ألحقيقة أنه لا يزال في دور التدريب على أسلوب المخاطبة الجديد الذي لم يتعلمه مسبقآ في تكياته ومجالسه وعلى نطاق المستوى الذي كان يلتقي به السيد الرئيس مسبقآ, وربما لحد الآن أيضآ . فأمهلوه قليلآ أيها الناس .......
إلا أن الغريب في ألأمر أن السيدات اللواتي سمعن بهذا ألأسلوب الخطابي من قِبَل رئيس مجلسهن , رضين به ولم ينبسن بأي نقد أو إعتراض على هذا التهميش والإقصاء لنصف المجتمع وربع المجلس . هل أن هذا السكوت عن ثرثرة كهذه يصب في باب الإهمال المتعمد لأقوال كهذه , إستنادآ إلى المثل القائل : كيف يستقيم الظل والعود أعوج . أو أن سكوتهن هذا هو من باب الرحمة والشفقة بهذا الخطيب الذي لم يسعفه الحظ ببدء دورته التعليمية بكل ما يتطلبه مثل هذا ألأمر من تجاوب وهدوء وإسناد لم يحظ به هذا المتدرب المسكين من زميلاته وزملاءه القساة . أللهم خذ بيد هذا المسكين وأفتح عليه درب الفصاحة وفك عقدة لسانه وأزد في وزنه ليثقل قليلآ وثبت قدماه على منصة الخطابة حتى لا تخذلاه حينما يترنح في خطابه والهمه الفهم والعلم والصبر ليتم هذه الدورة بنجاح , إنك سميع مجيب .