| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق أطيمش

 

 

 

الأثنين 21/9/ 2009



وهل يمكن ان ننتظر غير ذلك من بعثفاشي كصالح المطلك....؟

د. صادق إطيمش

منذ ما يقارب الثمانين عاماً والحركة اليسارية في العراق التي وقف في طليعتها منذ أنبثاقها على ساحة النضال الوطني العراقي ، الحزب الشيوعي العراقي ، تتعرض لسيل الهجمات وحملات الإبادة وفتاوى التلفيق وملاحقات وسجون وتعذيب أجهزة أمن ومخابرات السلطات الحاكمة التي بدأها العهد الملكي بإجهزة أمنه واستخباراته والتي أدت إلى إعدام قادة الحزب الشيوعي العراقي وملاحقة وسجن وتعذيب الكثير من أعضاء وأصدقاء الحزب. ولم تكن آخرها تلك الأجهزة القمعية البعثفاشية المتعددة الأسماء والمختلفة ألأقنعة والعديمة الإنتماء إلا لذلك الهمجي المتغطرس المصاب بجنون العظمة التي سرعان ما تخلى عنها بعد أن شعر بالخطر المحدق بحياته فلاذ كالجرذ المذعور إلى جحره الذي لم يحل دون تتبع آثار جرائمه وجرائم حزبه البعثفاشي المقبور والذي لم يرحم طيلة العقود الأربعة من تسلطه الأسود حتى أولئك الذين أخلصوا الولاء لرأس النظام الذي لا يذكره التاريخ إلا مرتبطاً بالجريمة وبتآمر أجهزته وكل مفاصله على بعضها البعض ، حيث أصبحت الجريمة علامته الفارقة وسبيل صعود جموع المنافقين مسلوبي الضمائر الذين ظلوا مخلصين لهذه المجموعة البعثفاشية المجرمة حتى بعد أن تخلى عنها جرذها هارباً . وحتى بعد سقوط البعثفاشية وجدت بقايا هذا الحزب ، الذي لم يخف قادته من خلال نصوص الموتمر القطري الثامن في العراق مجيئهم إلى السلطة على قطار امريكي ، مكاناً لها في سياسة العراق الجديد ، حيث سعت من خلال ذلك إلى تبرير الجرائم التي إرتكبها البعث بحق الشعب العراقي والتي راح ضحيتها أكثر من مليون ونصف عراقي بين ضحايا الحروب العبثية ومجازر الأنفال وجرائم المقابر الجماعية وضحايا التعذيب الوحشي في السجون والمعتقلات التي نشرتها البعثفاشية على كل بقعة من العراق إرضاءً لعنجهية قائد العصابة الذي لم يجرأ أي من عبيده ان يتفوه أمامه بكلمة واحدة خالية من التودد والمسكنة والتذلل بين يديه . وبين الثلاثة ملايين عراقي الذين أُجبروا على مغادرة الوطن خوفاً من تنكيل ومطاردة أجهزة البعث لكل من رفض السير على طريق الجريمة هذا ولكل من وقف بوجه هذا النظام المتغطرس . وكان الشيوعيون العراقيون ، إلى جانب القوى الوطنية الأخرى التي واجهت النظام البعثفاشي هذا ، مَن إكتووا بجرائم البعثفاشية وأزلامها الذي يقف بعضهم اليوم ليجعل من نفسه من المدافعين عن وحدة الوطن في الوقت الذي لم ينبس به بكلمة واحدة حتى الآن تدين جرائم حزب البعث الفاشي ضد الشعب العراقي ، وفي مقدمتهم النائب في البرلمان العراقي اليوم والبعثي المعروف بإخلاصه لسيده الجرذ بالأمس صالح المطلك . فحينما يتهجم البعثي صالح المطلك على الحزب الشيوعي العراقي فإن ذلك لا يزيد هذا الحزب المناضل ، حزب الشهداء ، إلا شرفاً نضالياً يُضاف إلى سجل نضاله المشرف طيلة العقود الثمانية الماضية من تاريخ العراق الحديث سواءً قبل تأسيس هذا الحزب بإسمه الحالي ، الحزب الشيوعي العراقي ، وذلك من خلال المنظمات الوطنية التي عمل بها المؤسسون الأوائل أو بعد الإعلان عن وجوده بهذا الإسم عام 1934.

وإن تهجم بعثي معروف بولائه حتى اليوم للبعثفاشية كصالح المطلك على الحزب الشيوعي العراقي ليس بالأمر الغريب أبداً إذا ما أخذنا بنظر الإعتبار الجرائم التي إرتكبها حزب البعث بحق القوى الوطنية المناهضة لأفكاره الشوفينية السوداء ، والشيوعيون العراقيون يشكلون رأس الرمح المناهض للشوفينية القومية التي جعلتها البعثفاشية شعاراً لها .

في الحقيقة لم أتلق هجوم البعثي صالح المطلك على الحزب الشيوعي العراقي إلا بالغبطة والمسرة . وسيكون العكس تماماً لو إمتدح هذا البعثي الحزب الشيوعي العراقي ، إذ عند ذلك سيشك في نهج هذا الحزب كل من ينظر إلى تاريخه النضالي البطولي وسيضع كثيراً من علامات الإستفهام على سياسة تحظى بالمديح من قبل مَن شارك بذبح الشيوعين العراقيين سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال عمله مع البعثفاشية حتى سقوطها ، كصالح المطلك ، أو من خلال وضعه كافة العراقيل ، التي إشتهر بها هذا البعثي ، أمام تنفيذ قانون إجتثاث حزبه ، حزب البعث ، أو من خلال سكوت صالح المطلك على جرائم حزبه ، حزب البعث ، هذه الجرائم التي إرتكبها ضد بنات وأبناء الشعب العراقي طيلة سنين حكمه الأسود الدامي ، أو من خلال رفضه ، كالبعثين الآخرين المتنفذين اليوم في سياسة العراق الجديد لأي إعتذار من جانبه شخصياً كبعثي ناشط سابقاً وحالياً عن هذه الجرائم .

يقال ان احد الأمراء ذم المتنبي في مجلسه ذماً شديداً ، ثم إلتفت إلى أحد جلساءه سائلاً : وماذا تقول فيه أنتَ ( أي في المتنبي ) . فأجابه جليسه قائلاً : لو لم يكن للمتنبي سوى قصيدته :

 لكِ يا منازلُ في القلوب منازلُ .........أَقفرتِ أنتِ وهُنَ منكِ أواهِلُ

لكفاه فخراً . فلما سمع ألأمير ذلك من جليسه هذا أمر حاشيته بأخذه خارج المجلس وجَلدِه .

أتدرون لماذا.....؟ فتشوا في هذه القصيدة لتجدون الجواب الذي ينطبق على البعثي صالح المطلك الذي تطاول على ثمانية عقود من تاريخ النضال الوطني بالعراق .


 

 

free web counter