| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق أطيمش

 

 

 

الجمعة 19/6/ 2009



مآزق منظري ولاية الفقيه
(1)

د. صادق إطيمش
 
الفوران الذي يعيشه الشارع الإيراني اليوم وضع رواد دولة ولاية الفقيه في أوضاع لا يحسدون عليها ، يسعون من خلالها إلى تضميد الجرح العميق الذي يهز كيان هذه الدكتاتورية الدينية السوداء باعتباره يفرز اعقد مرحلة واجهتها منذ نشوءها عام 1979 ولحد الآن . لقد عبر هؤلاء المنظرون عن مساعيهم للدفاع عن ولي نعمتهم كل على طريقته الخاصة واستناداً إلى العلاقة التي تربطه مع قادة ولاية الفقيه . إلا أن عاملاً أساسياً يضع إهتماماتهم جميعاً بهذا النظام الدكتاتوري في مقدمة الإهتمامات الأخرى ألا وهوالدعم المادي الذي يتلقاه هؤلاء المنظرون ومنظماتهم والذي ينفقه القائمون على أموال الشعب الإيراني لشراء ضعاف النفوس الذين يستلمون أموال الشعب الإيراني هذه غير آبهين بما يتعرض له هذا الشعب على يد عصابات حرس الثورة وأجهزة مخابرات هذا النظام وشرطته منذ ثلاثين عاماً .

فقادة حماس الذين يدعون بانهم يقاتلون في سبيل حرية شعب ويزعمون بالعمل على إسترداد حقوق مسلوبة من قبل نظام تعسفي يتخذ من الدين اليهودي وسيلة له لتمرير وتبرير سياسته القمعية التوسعية التي تسعى إلى تحقيقها المنظمة العنصرية الصهيونية ، لا يتوانون عن التهريج لإسناد نظام يسير على نفس هذه الخطى تحت شعارات دين آخر ، الدين الإسلامي ، وعلى حساب شعوب أخرى ، وفي مقدمتها الشعب الإيراني بكل قومياته الفارسية والعربية والكوردية والأقليات الأخرى المناهضة للتوجهات السياسية والإجتماعية لهذا النظام ، وعلى حساب الشعوب الأخرى في المنطقة التي تعاني من ويلات هذا النظام المقيت وتدخلاته الوقحة في شؤونها الداخلية والسعي لزعزعة أمنها لفرض سيطرته عليها كما يجري الآن ضد الشعب العراقي مثلاً . ولا يخجل قادة حماس حينما يخرجون اليوم مهللين مكبرين لهذا النظام الذي يواجه الشعب الغاضب عليه يفتشون له عن التبريرات الهادفة إلى إسناد مواقعه التي بدأت المظاهرات الشعبية الساخطة تهزها بشكل قد يطيح بها. فهل ينسجم ذلك مع مبادئ التحرر التي تدعي حماس الإلتزام بها ....؟ وكلنا يعلم بأن الإلتزام بمثل هكذا مبادئ له طابع الشمول والعمومية التي لا تخضع لدفع الأموال وشراء الذمم وبيع القيم ، هذه الإنتهاكات التي تمارسها حماس اليوم من خلال وضع وسائل إعلامها في خدمة الدكتاتورية الثيوقراطية الممولة لها والتنظير لتبرير الإنتهاكات التي تقوم بها وآخرها تزييف انتخابات الرئاسة الأخيرة .

ولم يختلف منظرو حزب الله ورئيسه حسن نصر الله عن أقرانهم من المتسكعين على أبواب المصادر المالية الإيرانية والذين يتقاضون الملايين سنوياً من اموال الشعب الإيراني لتوظيفها في العنجهيات التي لم تؤد لحد الآن إلا إلى خراب لبنان وتدمير بنيته كنتيجة منطقية من قبل النظام الصهيوني الذي ينتهز جنون وعنجهيات قادة هذا الحزب الذين لم يعرفوا هول الفاجعة إلا بعد أن حل الخراب والدمار ليخرجوا إلى الملأ بعبارات مثل : لو كنا ندري بأن رد إسرائيل سيكون بهذه القوة لما قمنا باختطاف الجنديين الإسرائيليين ، وغير ذلك من السخافات التي لم يخجلوا من التصريح بها على الملأ ، كما فعل قائدهم نصر الله . فهل هناك من سياسة رصينة يُعتمد عليها تقوم على مثل هذا الفراغ الفكري وعلى منطق العنجهيات هذا ....؟

وعلى نفس النهج يسير حكام البعثفاشية في سوريا الذين سخروا أجهزتهم الإعلامية لتشويه التحرك الجماهيري على شوارع المدن الإيرانية والذي رددت الأجواء صدى هتافاته ضد الدكتاتورية والتسلط والقمع الذي تمارسه سلطات ولاية الفقيه ضد الشعب الإيراني . فالحكم الدكتاتوري البعثي في سوريا يردد إدعاءات الدكتاتورية الملائية التي تبرر بها قتل المتظاهرين باعتبارهم من أتباع " الرتل الخامس " كما زعم هذا النظام ، وكما توقعنا في ما كتبناه حول هذا الموضوع بلجوء نظام ولاية الفقيه الدكتاتوري إلى مثل هذه التبريرات التافهة في قمعه للتحرك الجماهيري على الشارع الإيراني . وإن دل ذلك على شيئ فإنما يدل على مدى خنوع نظام البعثفاشية السورية لدكتاتورية الملالي وعمق سقوطها في مستنقع الإستجداء لهذه الدكتاتورية .

أما بعض ملالي العراق من منظري ألإسلام السياسي والمرتبطين بزملائهم ملالي ولاية الفقيه فلم يختلفوا عن منظري هذا النظام الآخرين من حيث تسخير كل ما لديهم من وسائل إعلام ومن عصابات تهريج للدفاع عن إستمرار وجود ولي نعمتهم الذي بدأ الشعب الإيراني من خلال مظاهراته الصاخبة يهد مضاجعه ويزعزع كرسيه ويهدد نظامه . فمعممو العراق من أنصار ولاية الفقيه وجدوا أنفسهم في حالة لا يحسدون عليها بعد أن شعروا فجأة بانهم امام وضع جديد قد يهدد المصادر المالية لتمويل عصاباتهم المسلحة التي تجوب شوارع العراق ويأتي على عامل إسنادهم السياسي وبالتالي فقدهم لما يتمتعون به من بأس وقوة يرهبون بهما الناس ، كذلك باسم الدين أيضاً ، كما يفعل سادتهم قادة ولاية الفقيه .

فعن أي شيئ يدافع هؤلاء....؟ هل أنهم يدافعون عن قِيَم حقاً ....؟ أم أنهم يدافعون عن ولي نعمة لا قيَم له غير التسلط على رقاب الجماهير ، وقتل كل مَن يقف بوجهه ، شأنه في ذلك شان أية دكتاتورية في العالم ، وما القتلى الذين سقطوا على شوارع المدن الإيرانية في الأيام الماضية التي مرت على هذه الإنتفاضة الجماهيرية إلا دليلاً واحداً من كثير من الأدلة على هذا التصرف الدكتاتوري الهمجي لنظام ولاية الفقيه . وإلى متى سيستمر الدفاع عن هذه السياسة التي يتناطح قادتها فيما بينهم بعد ان وصلت الخلافات بينهم على السلطة التي يريد الكل ممارستها باسم الدين إلى حد اللارجعة...؟ أجوبة هذه الأسئلة المرتبطة بتطور التحرك الجماهيري على الساحة الإيرانية ستكون مواضيع حديثنا القادم .

 

free web counter