| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق أطيمش

 

 

 

                                                                  الأربعاء  18 / 12 / 2013



رسالة مفتوحة إلى سماحة الشيخ خالد العطية المحترم

د. صادق إطيمش 

السيد ابو جهاد المحترم ..

بناءاً على توجيه معاليكم لغرض إقامة الحفل المركزي بمناسبة ذكرى تأسيس حزب الدعوة العراقي ونظراً للأعمال الجهادية التي قدمها من اجل تحرير العراق يرجى تفضل معاليكم بالإيعاز إلى وزير المالية لغرض صرف نفقات الحفل والبالغة ( 250,000,000 ) دينار مائتان وخمسون مليون دينار عراقي فقط

لتفضل معاليكم بالإطلاع...وأمركم...مع التقدير

 

سماحة الشيخ الفاضل خالد العطية المحترم

السلام عليكم ورحمة الله

يا شيخنا المحترم ،لا أخفي عليك سراً إذا ما قلت بأنني لم اصدق ما قرأت في هذه الرسالة اعلاه والموجهة من سماحتكم إلى مَن يُدعى ابي جهاد والمثبت تاريخها تحت اسمكم ومركزكم وتوقيعكم والمتضمنة طلبكم بصرف مبلغ مالي كبير جداً، بأعين فقراء العراق طبعاً وهم كثرة والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه في هذا البلد الغني، لتغطية نفقات حفل من نوع خاص . لا اعلم من هو السيد ابو جهاد الذي توجهتم لمخاطبته لصرف هذا المبلغ الكبير لتسديد نفقات إحتفال حزبي يقوم به حزب الدعوة الإسلامية العراقي المشارك في الحكم . إلا ان مضمون الرسالة يوحي بعلو شأن ابي جهاد هذا حيث طلبتم منه الإيعاز إلى وزير المالية بصرف هذا المبلغ وكأن خضوع وزير المالية ، المعروف الهوية ، لطلب ابي جهاد ، المجهول الهوية ، لدى فقراء العراق طبعاً ، امر لا شك فيه ويوحي في نفس الوقت بأن الوزير المؤتَمَن على خزينة الدولة لا شأن له بهذه الدولة وقوانين الصرف المالي فيها إذا ما تعلق الأمر بأمر من ابي جهاد وبحزب حاكم يراد الإحتفال به . ولا احسبك ، شيخنا الكريم ، قد تناسيت ذلك في رسالتك هذه .كما انني اشك في ان يكون ابو جهاد هو السيد رئيس الوزراء الذي ينبغي ان يأخذ وزير المالية الأوامر منه . فالسيد رئيس الوزراء يكنى بأبي إسراء او بأبي احمد في الأيام الأخيرة .

ما اريد التأكد منه وهذا هو رجائي إلى سماحتكم ان تحيطني علماً ، وبالتالي بقية فقراء العراق ايضاً ، فيما إذا كانت هذه الرسالة صحيحة او تعتبرها مفبركة ايضاً ، كما اخبرتنا من قبل بأن القائمة التي نُشرت حول تكاليف علاجكم على حساب الدولة العراقية كانت مفبركة إذ انها لم تكن بمبلغ 59 مليون دينار عراقي ، كما نشر الحاقدون ، بل ان المبلغ الكلي كان 47 مليون دينار عراقي فقط . وسبب رجائي هذا لكم ، شيخنا الكريم ، هو لأتجرأ وابدي وجهة نظري ، كمواطن عراقي ، واتناول هذا الموضوع بشيئ من التفصيل الذي تفرضه المواطنة هذه التي طالما ابتلينا بنكبات بسبب إصرارنا على حملها رغم مغريات الطائفة والعشيرة والقومية والمنطقة وغيرها من المغريات التي لا يسيل لها لعابنا كغيرنا والتي لا تثنينا في المستقبل ايضاً عن الإستمرار في تحمل اعباء هذه الهوية .

أما إذا لم تكن هذه الرسالة صحيحة فإنني اعتذر عن توجيه رسالتي هذه لكم ، بالرغم من ان السمعة السيئة التي إكتسبها كثير من رجال السلطتين التنفيذية والتشريعية من خلال ضلوعهم في الفساد المالي والإداري الذي إستنزف خزينة الدولة العراقية بمئات المليارات من الدولارات في السنين العشر ونيف الماضية ، هو الذي يثير الشكوك حول رسالة كهذه منسوبة إليكم .

أرجو ان لا اكون قد ازعجت سماحتك بطلبي هذا الذي لا قدرة لي على كتمانه ، متمنياً ان احظى قريباً بما يوضح الأمر على حقيقته ، وتقبلوا فائق الإحترام
 

free web counter