| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق أطيمش

 

 

 

الأحد 17/1/ 2010



الشـــــــــَّـــــر.......قية .... بوق البعثفاشية

د. صادق إطيمش

منذ أن أسس أحد البعثيين هذه المحطة الفضائية التي أراد لها أن تكون منبراً لأفكاره التي شكلت في وقت ما مصدر المشورة للدكتاتورية البعثفاشية بالعراق وكلنا يعلم ما آلت إليه هذه المشورات التي تبادلها البعثيون فيما بينهم مع جرذهم المقبور بين الحين والحين من مآسي للشعب العراقي ، منذ ذلك الوقت وهذه المحطة الفضائية الـشـــــــريــــــرة تعمل بطاقمها الدائم والثابت تقريباً في مجالات ألأخبار والتعليقات ونشر الدعايات الكاذبة والأقوال الملفقة والريبورتاجات المفُبركة على بث كل ما من شأنه صب الزيت على نار الطائفية التي أشعلتها بعض القوى السياسية التي تطفلت على العملية السياسية والتي وجدت فيها هذه الفضائية الــشـــــَّر.....قية وفي ممارساتها الجنونية اللامسؤولة أرضاً خصبة للثأر لإنهيار البعثفاشية ونظامها الدكتاتوري الأسود وهرب جرذانها وتشتت عصاباتها . قد يقول البعض بأن هذا البعثي المؤسس لهذا الصوت القبيح الفج قد إختلف مع سيده الدكتاتور وألف كتاباً يعتبره البعض إنتقاداً لتصرفات سيده الهوجاء ، والمسمى " حرب تلد أخرى " والذي " إضطر " بسببه لمغادرة العراق وممارسة نشاطاته من خارجه . ونقول بأن كل ذلك محض هراء وتجارة سياسية ، إذ أن من يقرأ هذا الكتاب لا يجد في معظم فصوله غير التحايل على طرح موضوع الكتاب ليخرج بالنتيجة التي أرادها له مؤلفه والتي تسعى إلى وضع اللوم على الآخرين الذين أجبروا " قائده " على خوض هذه الحرب " مكرهاً لها وآسفاً .....كذا " على ما جرَّته من خراب وتدمير على الشعب والوطن . إن الذي لا يعرف البعثفاشية العراقية من العرب العاربة والمستعربة التي وقفت إلى جانب الدكتاتورية وضد الشعب العراقي وطموحاته خلال أربعة عقود من الزمن بدءً من الحكومات إلى جامعتهم الهزيلة إلى كثير من مؤسساتهم السياسية والنقابية ، والذي يطلع على كتاب كهذا لا ينطلق من مفاهيم السياسة الدكتاتورية ، بل من الننتائج التي تترتب عليها هذه السياسة الرعناء مع إضفاء نوعاً من مُقبلات القبول بها واستساغة طعمها ، أن مثل هؤلاء قد يصدقون أكاذيب البعثيين وهم الحائزون على قصب السبق بمهارة عالية في هذا المجال حتى غلب عليهم وعلى حزبهم ما قاله أحد المعلقين على شعار حزبهم البليد ..... البعث مدرسة الأجيال ...... مضيفاً إلى ذلك ...في الكَذِب ...... ليصبح الشعار الحقيقي الذي ينطبق على هذا الحزب الفاشي : البعث مدرسة الأجيال في الكذب وللجريمة سباق بلا غلب .

هذا الصوت الإعلامي القبيح الذي صرف على تأسيسه هذا البعثي الملايين التي لا ندري من أين جمعها وعن أي طريق شرعي إكتسبها ليحملها بكل حرية إلى خارج الوطن وليتصرف بها للدعاية والإعلان والترويج إلى مجرمي البعثفاشية الذين قتلوا الشعب العراقي بكل ألوانه وقومياته وتوجهاته السياسية . هذا الصوت الفج ينشط اليوم بشكل خاص وبحُمى هستيرية وبكل ما إشتهر به من صلافة وأكاذيب وتمويه للنيل من العملية السياسية التي بدأت البعثفاشية وأذنابها داخل وخارج الوطن تشعر بمسيرتها التي قد تٌثمر عن تغيير إيجابي من خلال العملية ألإنتخابية القادمة والتي يحاول البعثفاشست إجهاضها من خلال المساهمة فيها بعد أن ظلت طيلة السنين الماضية على سقوطها تشكك بها وبشرعيتها وتدعوا إلى مقاطعتها. لقد برز هذا الصوت الإعلامي المُنكر ليستغل الكثير من الأخطاء التي مارسها القائمون على العملية السياسية من خلال تصرفاتهم الطائفية الهوجاء وشعاراتهم القومية الشوفينية وعملهم على تقسيم المجتمع العراقي إلى عشائر ومناطق وأديان ومذاهب ليؤجج النتائج التي ترتبت عليها هذه الأخطاء ولينهج منهج الهدم الذي لا علاقة له البتة بمبدأ النقد البناء الذي يوجهه العراقيون المخلصون لشعبهم ووطنهم الساعون إلى وضع العملية السياسية في مسارها الصحيح ، لا محاربتها والنيل منها بغية إجهاضها كما يقوم بذلك هذا المنبر الشرير . إن مبدأ النقد البناء مبدء غريب على هذه الشلة ممن ينسبون أنفسهم إلى الإعلامين والكل يعلم أن الإعلامي الحر الواعي هو ذلك الذي يلتزم بالمواقف التي تصب باتجاه الشعوب المظلومة والمجتمعات البائسة والأوضاع التعسة التي تعيشها هذه المجتمعات والعمل على كشفها وتعريتها واستنفار هِمم الناس على العمل على تغيرها وتوجيهها لمصلحة الإنسان وحياة الإنسان وطموحاته في هذا العالم المليئ بالإضطهاد والقمع والفقر والمرض والإستغلال . فماذا عمل كادر الــــشـــــَّر .......قية هذا ليساهم في التخلص مما خلفته البعثفاشية من مآسي وجور وظلم وقمع وحروب على الشعب العراقي الذي أنَّ تحت وطأة حرابها أربعين عاماً ....؟

إن التخبط الذي يسير فيه القائمون على العملية السياسية اليوم والذي يستغله أعداء العملية السياسية وفي مقدمتهم البعثفاشيون ومنابرهم الإعلامية بدءً بالـــــشــــَّر ......قية وانتهاءً بالخنزيرة القطرية القابعة في حماية أكبر قاعدة أمريكية في الشرق ، إن التخبط هذا لا يمكن أن يستمر على هذه الحالة التي تنم عن الجهل السياسي المطبق والغباء في تحديد مواصفات المرحلة الخطرة التي يمر بها وطننا والإستهانة بقوى الجريمة التي نالت ما نالت من شعبنا ووطننا والمساعدة على عدم الخروج النهائي من الخنادق الطائفية والقومية الشوفينية والعشائرية والمناطقية التي عملت طيلة السنين الست ونيف الماضية على سيادة الأوضاع غير الطبيعية وساهمت على إشتداد وطأة الإرهاب ونشاط المنظمات الإرهابية والتي وجدت فيها البعثفاشية فرصتها التي تعمل من خلالها على توسيع مداراتها ولملمة عصاباتها داخل الوطن واستفار العروبيين الحاقدين على العراق وعلى كل التطور الذي يسير عليه منذ سقوط البعثفاشية واستغلال الديمقراطية المُتاحة لتحرك هذه العصابات ضمن إنتسابها الكاذب إلى العملية السياسية . إن الإنتخابات القادمة هي الفرصة المؤاتية أمام جماهير الشعب العراقي لتعطي رأيها الذي ينبغي أن يصب في رفض هذين الإتجاهين أللذين أوصلا الشعب والوطن إلى هذه المرحلة من الفوضى والفساد والتخبط السياسي . رفض الجهلاء بالعملية السياسية الذين لا يجيدون إختيار الأوقات المناسبة لطرح الشعارات السياسية والعمل على تنفيذها في صالح التوجه الديمقراطي الذي ينشده الجميع . إن هذه الثقافة السياسية هي من أهم المواصفات الذي يجب أن يتمتع بها السياسي اليوم ، خاصة تحت هذه الظروف العصيبة التي يمر بها وطننا وأهله . أما الرفض الثاني فإنه يجب أن يتبلور من خلال الإنتخابات القادمة في السابع من آذار القادم بعزل وإبعاد البعثفاشية وأعوانها ومنابر إعلامها وكل عصاباتها والمروجين لأفكارها والمتهاونين معها من خلال تنظيمات التوابين التي تضم جلادي الشعب العراقي بالأمس والذين " تابوا " اليوم على يد بعض المعممين الذين ضموهم إلى أحزابهم التي لم تجد من يناصرها بين جماهير الشعب المؤمنة بوطنها فلجأت إلى هذه النكرات لتشكل بها قاعدتها الحزبية التي رأى القاصي والداني ما جرّته من خراب على مجمل العملية السياسية .

إننا نهيب ببنات وأبناء الشعب العراقي بأن يعوا صعوبة وتعقيد المرحلة التي يمر بها وطننا وضرورة تهيئة كل مستلزمات النهوض بالعملية السياسية إلى المستويات التي تساعد على إنجاحها وجعلها تراثاً ديمقراطياً عراقياً نفخر به ويضعنا في صفوف أمم القرن الحادي والعشرين .



 

 

free web counter