| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق أطيمش

 

 

 

                                                                                     الأثنين 16/4/ 2012



انقدوا القرآن من هؤلاء المهرجين

د. صادق إطيمش 

أعلنت بعض المنظمات الإسلامية السلفية في اوربا عن مخططها الرامي إلى طبع 25 مليون نسخة من القرآن الكريم وتوزيعها مجاناً على شعوب البلدان التي إختاروها في اوربا لتنفيذ مخططهم هذا ، وألمانيا ضمن هذا المخطط . وقد تم بالفعل طبع 300 الف نسخة اصبحت جاهزة للتوزيع من قبل عصابات سلفية إعتدائية تريد من وراء ذلك خلق الفتنة بين المسلمين القاطنين في هذه البلدان والذين يتمتعون بكل حقوق المواطنة التي تنص عليها قوانينها والمتعلقة بالتعامل مع الأجانب بكل إحترام ، وبين المجتمعات التي آوتهم سواءً عن طريق اللجوء او العمل او الإقامات بمختلف اشكالها التي تنظمها القوانين السارية في البلد المضيف .

إن السبب الذي يدعونا لتفسير هذا المخطط على انه يدعو إلى الفتنة بين المسلمين وبين المجتمعات التي يعيشون فيها يستند على كثير من المعطيات التي تشير بشكل واضح إلى ان تحقيق مثل هذا المشروع لا يمكن ان يكون إلا إساءة واضحة ومتعمدة للقرآن الكريم وهذا ما يعرفه السلفيون القاطنون في اوربا قبل غيرهم . وللتأكيد على ذلك نتطرق إلى بعض ما سينجم عن التوزيع المجاني للقرآن وبالشكل الدعائي الذي يريد السلفيون تحقيق أغراضهم من خلاله.

مَن يسير في شوارع كثير من المدن الأوربية وخاصة الكبرى منها يتلقى كثيراً من الإعلانات الدعائية بأشكال وحجوم والوان مختلفة ، قد تكون على شكل ورقة بسيطة او أوراق متعددة كبيرة او صغيرة الحجم ، أو حتى على شكل جرائد ومجلات وكراسات . كما يتم توزيع هذه المواد الإعلامية لا على الشوارع فقط ، بل ويؤتى بها إلى البيوت ايضاً حيث توضع في صندوق البريد المتواجد على او قرب كل دار . ولكثرة هذه المواد الإعلامية فقد لجأ بعض اصحاب البيوت إلى لصق عبارات على صندوق البريد تشير إلى عدم رغبة صاحب البيت باستلام مثل هذه المواد الدعائية . أما مَن يستلمها رغبة أو فضولاً فيتصرف بها بطرق واساليب شتى لا يمكن ضمان عدم شمول القرآن الموَزَع مجاناُ بها . ومنها :

1. رمي المادة الدعائية في اقرب سلة للمزابل الموجودة على الشارع الذي يستلم منه المارة هذه المادة .

2. اما في حالة الإحتفاظ بالمادة الدعائية للإطلاع عليها بشكل اكثر في البيت فإن هذه المادة ستأخذ احد طريقين . فإما ان يتم الإحتفاظ بها لفترة ما ، وإما يجري وضعها مع المواد الإعلامية الأخرى لغرض التخلص منها في المستقبل .

3. وفي حالة التخلص منها يجري جمع هذه المواد الإعلامية برزمها على شكل حزم ورقية تُجمع لإعادة تصنيعها . وفي هذه الحالة لا يجري طبعاً عزل الورق عن بعضه البعض ، إذ تختلط الأكداس الورقية مع بعضها البعض بغض النظر عن محتوياتها .

4. أما في حالة الإحتفاظ بها لفترة معينة فإن اكثر الذين يقدمون على ذلك لا يعتبرون مثل هذه المواد الدعائية ذات قيمة أدبية او علمية مجدية بحيث يضعونها على رفوف مكتباتهم ، بل يجعلونها وسيلة للتلهي بها اثناء قضاء حاجاتهم اليومية في المرافق المنزلية التي يحتوي بعضها على مكان خاص لمثل هذه " ألأدبيات "

5. او يجري الإحتفاظ بمثل هذه الأوراق لإستعمالها لأغراض اخرى حسب الحاجة الآنية .

فإذا ما تصورنا وصول ولو نسخة واحدة من القرآن الكريم إلى مثل هذا المصير الذي ستصل إليه المواد الدعائية ، وهذا امر ليس بالبعيد في مثل هذا العدد الهائل الذي سيوَزَع مجاناً ، فإن ذلك سيشكل حتماً إهانة مقصودة ومعروفة مسبقاً لأقدس مقدسات المسلمين والتي يمثلها القرآن الكريم .

إن هؤلاء السلفيين لا يشغلون انفسهم بمثل هذه الإحتمالات المشينة التي سيتعرض لها القرآن من خلال تصرفاتهم الهمجية هذه ، بقدر إنشغالهم بتحقيق مآربهم السوداء الداعية إلى خلق الفتنة في المجتمع لا بين المسلمين ومجتمعاتهم فحسب ، بل بين المسلمين انفسهم ايضاً . فقد عبرت بعض المنظمات الإسلامية عن رفضها لمثل هذا التوجه المهين ودعت إلى التعاون لوقف مثل هذه التصرفات الهمجية .

ولابد لكل من يحرص على ان لا يكون مصير القرآن الذي سيوزعه السلفيون مجاناً في شوارع اوربا متعلقاً بما يشير إلى النيل منه ومن مكانته لدى كثير من المسلمين ، أن يقف بوجه هذا المخطط السلفي وبوجه منفذيه ألأشرار.

 







 

free web counter