| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق أطيمش

 

 

 

 

الثلاثاء 15/5/ 2007

 


 

واوية الناصرية


د. صادق إطيمش

المثل العراقي المشهور يقول " ماكو زور يخلو من الواوية " وزور الناصرية , كأي زور آخر تتسكع فيه الواوية ليس اليوم فقط , بل وفي سالف ألأزمان أيضآ تنتظر هذه الفرصة أو تلك لتحوِل تسكعها الممل إلى حركة تبدو لها وكأنها نشاطآ مجديآ أو تحركآ نافعآ , إلا أنها سرعان ما تعود على أدراجها كسيرة خائبة لأن زور الناصرية , كامتداد للزور العراقي الأصيبل الذي يواصل نموه ويمد جذوره في أرض العراق الطيبة المعطاء ويستنشق من هواءها العذب مُحملآ بعذوبة دجلة الخير والفرات الجاري , لأن هذا الزور لم يسمح سابقآ ولا يسمح اليوم وسوف لن يسمح مستقبلآ لأن يجعل أرضه وماءه وهواءه ملوثآ بروغان الثعالب وموضعآ لقذاراتها التي تلفظها كل عام يتساقط فيه شعرها القذر محاولة إستبداله بشعر تحسبه نظيفآ , إلا أنه سرعان ما تزكم نتانته أنوف أهل هذا الزور الجميل الصافي النقي . الثعالب التي تعودت على تغيير شعرها كل عام تتجلى أحيانآ على شكل مخلوقات بشرية بعد أن تغير بعض ملامحها التي كانت عليها بالأمس , كالبدلة الزيتونية مثلآ أو كثرة لفات العمامة أو السيماء المستوردة على الجباه أو أي شيء آخر يجعل من هذا الثعلب أو ذاك ذلك الذي تغنى به الشاعر حينما وصفه قائلآ : برز الثعلب يومآ في شعار الواعظينا..... وثعالب اليوم التي برزت لتنال من أهل العراق في الناصرية بمحاولتها الدنيئة القذرةالسافلة النيل من ألصابئة المندائيين في هذه المنطقة التي يعيش فيها أبناء العراق ألأصلاء هؤلاء مع أخواتهم واخوانهم من الطوائف ألأخرى في تآلف قل مثيله وفي إنسجام تكاد تحسبه الذوبان في المجتمع العراقي , لولا تلك المظاهر البهية الزاهية التي يعكسها الهيكل الورع لبعض منتسبي الصابئة المندائيين الذين ما فرطوا يومآ ما بعلاقاتهم ألإجتماعية على حساب أي إعتبار آخر حتى وإن كان دينيآ . الصابئة المندائيون في محافظة الناصرية الذين يشاركون أهل محافظتهم مجالس العزاء بكل تقاليدها الدينية والإجتماعية , الذين لم يتخلوا عن المساهمة بالإحتفال بالأعياد والمناسبات التي يُحييها أهل المحافظة خاصة كانت أم عامة . بعضهم يمارس وعن قناعة وإيمان بعض الطقوس التي لا علاقة لها بدينهم, بل لها علاقة بالتقاليد ألإجتماعية التي أصبحت جزءً من تقاليدهم كإحياء حفلات " شاي العباس " أو مجالس العزاء الحسينية . أما مساهمات هؤلاء العراقيين النجباء بالنضال الوطني في سبيل وطنهم وشعبهم في كل العصور السياسية التي مر بها العراق وأهله فتكاد تكون أشهر الصفات التي تتمتع بها هذه الشريحة العراقية الأصيلة المخلصة للشعب والوطن . فهم الذين قدموا شاباتهم وشبابهم لخوض النضال الدامي المرير من أجل حرية الوطن وسعادة الشعب , فسقط منهم الشهيد تلو الشهيد وأُبعد منهم المناضلون عن أهلهم ووطنهم وعانى من عانى منهم من الملاحقات والسجون والفصل من العمل وكل ما تلقاه المناضلون من ألأنظمة الدكتاتورية الرجعية عبر ألأدوار التاريخية المختلفة من نضال الشعب العراقي المجيد .
إنني واثق تمام الثقة وأجزم بكل حزم وعزم أن الذين تجرأوا على النيل من أبناء العراق ألأشراف الصابئة المندائيين والذين وضعوا الآيات القرانية على وريقاتهم القذرة واختفوا وراء إسم تستر بالدين والعدالة والقصاص وغير ذلك من الأسماء التي أصبحت تشكل البضاعة الرئيسية لسوق مريدي في هذا الزمن الغابر, إنني واثق تمامآ من أن هؤلاء الواوية ما هم إلا حثالات المجتمع الناصري الذي رفضهم لما لصق بهم من إنحرافات بعيدة عن أخلاق وعادات وتراث وحياة أهل هذه المحافظة التي لا تسمح ظروف الحياة الطبيعية فيها لمثل شذاذ ألآفاق هؤلاء أن يخرجوا إلى واجهتها التي صبغها المجتمع بأطيافه البهية النقية , أطياف العراق وفسيفساءه الجميلة . الكرة في ملعبكم ألآن يا أهلنا في كل بقاع محافظتنا , محافظة النضال والوطنية والتضحية والفداء , محافظة العطاء والتسامح والتعاون , هل ترضون أن يلوث خصالكم السامية هذه بعض الساقطين الين لفظتموهم ليختفوا , وعلى غفلة منكم , وراء أسماء وشعارات ليمارسوا جرائم ويتصرفوا تصرفات لا تمت بصلة لا إلى تراثكم ولا تنسجم مع أسلوب حياتكم ولا تتناغم مع أفكار شيبكم وشبابكم , رجالكم ونسائكم ....؟ لا يخطر على بال أي إنسان يعرفكم ويعرف تاريخكم ويعرف نضالكم وتضحياتكم , يعرف أخلاقكم ومفاصل حياتكم بانكم ترضون على ما جرى لأهلكم وعلى أرضكم أو تسكتون عنه ...