| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق أطيمش

 

 

 

 

الأربعاء 15/8/ 2007

 

 


هل تُحفز العزائمُ العزائمَ ......؟

د. صادق إطيمش

الظاهر أن ساستنا الميامين يشدون الرحال بلا تردد وفي كل المناسبات إلى ولائم الطعام السمينة التي لا يمكن للعراقية البائسة أو العراقي المسكين الذي لم يزل قابعآ في كوخ أو مستغيثآ بالصفيح الذي يزيد من لهيب حرارة الصيف وزمهرير ريح الشتاء أو تلك الأرملة التي لا تجد حصيرآ لأطفالها الذين فقدوا المعيل على سوح النضال الوطني ضد البعثفاشية المقيتة أو من يصل ألليل بالنهار للحصول على قنينة غاز أو لتر بانزين أو قطعة ثلج صغيرة أو شربة ماء صافية أو سويعات أمان ينعم بها مع أطفاله وعائلته أو بعض هذا أو ذاك من الحاجات اليومية التي تزداد صعوبة الحصول عليها بمرور كل يوم يمر على جمهورية المحاصصات الطائفية والزعلات الوزارية والمهازل البرلمانية .
نقول أن هذا العراقي المسكين لا يمكنه مجرد الحلم بفتات هذه العزائم الرئاسية التي أصبحت , كما يبدو ,مفتاحآ لحل المشاكل بين القادة السياسيين , كما عبر عن ذلك " ألمعزب " حينما قال " لقد بدأنا حينها في وليمة وانتهينا بإتفاق " وحتى الطفل في العراق يعلم الآن ماهية هذه الإتفاقات التي إنبثقت عن ولائم السياسيين , إتفاق النفاق الذي أصبح السمة الغالبة على المسرح السياسي العراقي اليوم . لقد قاد نَهَم الولائم إلى خلق أجواء ينطبق عليها المثل العراقي " عند البطون تعمه العيون " وتُغلق الآذان وتُلجم ألأفواه أيضآ . فقد أثبتت مآسي الشعب العراقي خلال سنين ولائم العمائم التي تلت سنين توزيع المكارم بأن الشعب هو الخاسر دومآ وإن الفقراء لا يمكن أن ينتظروا من يعينهم على مصائب الدهر من نظام لا ينتمي فيه الفقير إلى حزب طائفي او قومي متعصب أو يحمل سلاح مليشيات سائبة أو يأتمر بأمر أمير جماعة تكفيرية حاقدة .
العزائم السابقة التي أتت بكل هذه الإتفاقات الهشة التي يستشهد بها السيد صاحب الدعوة سوف لن تأتي باتفاقات أحسن منها لأن العزم على ذلك مفقود في هذه العزائم . والعزم يجده المرء عند صاحب الهمة والعزيمة الصادقة على تحقيق الوئام والوفاق والتفاهم السلمي والجدل المنطقي العلمي ,وكل هذا وذاك لم يكن على قائمة طعام العزائم الرئاسية هذه أو تلك . لم يُخطئ المتنبي حينما قال : على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم , فأين عزائم أهل العزم المخلصين حقآ للشعب والوطن , لا للحزب والطائفة والتعصب المذهبي والقومي في هذه عزائم البطون هذه التي يتبادلها الساسة العراقيون بين الحين والآخر, لينفَضَّ بعضهم عن البعض في نهاية المطاف وهو يفكر باسرع الطرق للتخلص ممن كان يشاركه المائدة الفخمة قبل قليل .
إذا إعتقد الساسة العراقيون بأنهم بمسرحيات الولائم هذه سيغازلون أفكار الشعب العراقي المتطلع أساسآ إلى الوئام الذي كان يعيشه قبل أن يعتلي هؤلاء قمة السلطة بقرون عديدة , والذي لم يعرف هذا ألإقتتال الذي خلقته مليشياتهم وأحزابهم العاجزة عن ممارسة العمل السياسي كما يمارسه ألإنسان المتحضر في القرن الواحد والعشرين , أو انهم يفكرون , من خلال ولائمهم هذه , أن يُضيئوا بارقة أمل طالما أطفأوها هم أنفسهم بعد كل وليمة من هذا النوع, إذا كان هذا ما يرمون إليه فعلآ في كل ذلك , فما لنا إلا الترحم عليهم وهم أحياء , وعلى سياستهم هذه حتى وإن كانت الوحيدة على المسرح السياسي العراقي حاليآ , وعلى أحزابهم التي تتباهى باكتساحها الشارع العراقي اليوم الذي سيكتسحها غدآ في آخر المطاف بعد أن يملَّ حقآ من إنتظار الوعود الكاذبة لسنين أخرى طويلة , ولنذكرهم بما قاله الشاعر الشعبي المُبدع " العم أبو ناصر" حينما خاطبهم منذ بدء حملة العزائم والولائم قائلآ :
كافي من ليل العزايم
كافي من ذبح البهايم كافي من أكل المفطح واللحم كافي مو طاح الصنم طاح ..... لو بعده الصنم.....؟؟؟؟؟ خاف ما طاح ألصنم.....؟؟؟؟ خاف ما طاح الصنم.......؟؟؟؟؟