| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق أطيمش

 

 

 

الأثنين 15/12/ 2008



لغة القنادر مرة اخرى

د. صادق إطيمش

كنت احسب ان رئيس مجلس النواب العراقي الدكتور المشهداني ينفرد وحده باللغة التي إبتكرها للتعبير عن الديمقراطية الجديدة التي فهمها من خلال توظيف القنادر كتعبير جديد عن محتوى هذه الديمقراطية . إلا ان الظاهر لم يكن كذلك كما عبر عنه صحفي هذه المرة عجز قلمه عن التعبير عما يجول بفكره فاستعمل القندرة بدل العقل .

كثيراً ما وفر لنا العلم الحديث إمكانيات الإستعاضة بشيئ عن شيئ آخر ، إما لعدم توفر الشيئ المطلوب اولغلاء ثمنه أو لأي سبب آخر . وقد إشتهر العراقيون فعلاً بتوظيف إمكانيات الإستعاضة هذه ، حتى وإن لم تقترن باكتشافات علمية والتي تفتقت عن أذهان الناس إستناداً إلى القاعدة القائلة " الحاجة ام الإختراع " . لقد برز هذا التوظيف العراقي على اجلى صوره في سنين الحصار الآثم الذي سببه النظام البعثفاشي المقبور على وطننا وشعبنا . وقد عشنا التجارب المختلفة في هذا المجال والتي تناولت مفاصلاً كثيرة من حياة المواطنين . وقد كان الأحرى بالفعل تسجيل مثل هذه الإمكانيات لأنها شكلت حلولاً صائبة لكثير من المشاكل التي عانى منها المواطنون في المجالات كافة . إلا ان " الجدير " بتسجيله في سجلات الإكتشافات الجديدة هو ما تفتقت عنه عقليتان عراقيتان قد لا تنفردان بذلك في هذا اليم العراقي المليئ بكل شيء محبوب ومكروه .

لقد تفتقت العقلية الأولى عن الإستعاضة بالقندرة بدل الحوار الديمقراطي الجاد عند مناقشة القوانين الجديدة في الدولة العراقية الديمقراطية الجديدة . إذ عبر عن هذه الديمقراطية رئيس أعلى هيئة تشريعية في البلاد ، رئيس مجلس النواب العرقي الدكتور المشهداني ، بأن يسحق كل قانون لا يتفق والشريعة الإسلامية بالقندرة . أما العقلية الثانية التي يمكن إعتبارها وليدة ديمقراطية القنادر ، فهي تلك التي إستعاضت عن القلم بالقندرة . عقلية صحفي ، وأكرم بالصحافة وهكذا صحفيين ، الذي عجز عن توظيف قلمه وما تتيحه له مهنته العظيمة التي هي سلطة بحد ذاتها ، عجز عن التعبير بكلماته عما يجول بخاطره وخاطر الكثيرين من أبناء الشعب العراقي حول الإحتلال ، فعمد إلى توظيف زوج قنادره ليعبر لهذا الصحفي المسكين عما يدور بعقله . القندرة بدل العقل ...إكتشاف جديد وفرته الديمقراطية الجديدة التي اوجدتها سياسة المحاصصات المذهبية الطائفية المقيتة والقومية الشوفينية السوداء.

قد يتبادر إلى الذهن مقارنة هذه القنادر بنعال ابو تحسين الذي شكل ردة فعل طبيعية تجاه اعتى دكتاتورية عرفها التاريخ شكل سقوطها إنطلاقة جماهيرية وردود فعل غمرتها الفرحة التي عمت جوارح كل من إكتوى بنار هذه الدكتاتورية الحمقاء التي حرمت المواطن من ابسط الإمكانيات للتعبير عما يجول بخاطره تجاه ذلك النظام الساقط في كل شيئ . وكان ابو تحسين واحداً من أولئك المواطنين الذين عبروا عما يكنونه لهذا النظام من إحتقار وازدراء في ظرف لم تتوفر فيه وسيلة أخرى للتعبير عن الغضب العادل تجاه الدكتاتورية . اما أن يلجأ رئيس مجلس النواب ، السلطة التشريعية العليا في البلاد والذي يشرف على ميدان من اوليات عمله الحوار الديمقراطي إلى إستعمال لغة القنادر ضد معارضيه ، أو يلجأ صحفي سلاحه القلم والورق ، هذا السلاح القاتل فعلاً ، إذا ما تم إستخدامه مع العقل والفكر الذي يوجهه الوجهة الصحيحة ، أن يلجأ هذا الصحفي للإستعاضة عن سلاحه الشريف هذا والمتوفر لديه فعلاً بسلاح القنادر ، فذلك ينبي عن نوعية هذا الصحفي ، وفيما إذا كان صحفياً حقاً أو متطفلاً على هذه المهنة النبيلة .

المرجو من نقابة الصحفيين العراقيين ان تتحرى الأمر بعد الآن ولا تمنح حق ممارسة هذه المهنة الحساسة ، التي تعكس صورة الوطن باجمعه أحياناً ، إلى كل من هب ودب .


 


 

free web counter