| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق أطيمش

 

 

 

                                                                  الجمعة  13 / 6 / 2014



حربنا مع الإرهاب

د. صادق إطيمش 

حربنا مع الإرهاب الأسود حرب وطن مستباح منذ اكثر من نصف قرن جعلت منه البعثفاشية المقيتة خلال عقود تسلطها الأربعة عليه جسماً واهناً إزداد وهناً على وهن بسياسة المحاصصات الطائفية ومشاركة لصوص العملية السياسية الجديدة في إستنزافه والتي اثقلت كاهله بكل ما رافق هذه السياسة من فسق وفجور. إلا ان هذا الوطن المُنهك ينهض اليوم ليكتسب قوة جديدة من اهله الذين يشدون من ازره ويضمدون جراحه ليواجه اعتى هجمة شرسة يتعرض لها باحتلال ارضه من عصابات سوداء في كل شيئ ، وليس في مظهرها الخارجي ورايتها العفنة فقط.

حربنا مع الإرهاب الأسود هي حرب شعب جريح يعاني من آلام جراحه ويصرخ منذ عقود دون ان ينتبه لصراخه هذا من تسببوا في إيذاءه سابقاً من خلال دكتاتورية البعث ولا لاحقاً من خلال ازلام العهر الطائفي والإنحطاط القومي الشوفيني والإنحدار العشائري والتسافل المناطقي الذي يمارسه سياسيوا الصدفة اليوم. إلا انه سيعض على جراحه ويتجاهل آلامه لينهض ببناته وابناءه بشيبه وشبابه وبكل قومياته وأديانه ومذاهبه موحداً الصفوف في جبهات وطنية عريضة وواسعة متجاوزاً كل ما اراد الطائفيون حكاماً وبرلمانيين ومتنفذين في اموره ان يجعلوه سمة لحياته وطريقاً لمسيرته. شعبنا سيواجه الإرهاب الأسود وستتسابق قواه الوطنية في رفع رايات النضال للدفاع عن الوطن مهما بلغ عمق الجرح الذي خلفته سياسة الطائفيين في جسده .

حربنا مع الإرهاب الذي يجتاح وطننا اليوم ليشرد اهلنا ويعبث بحياتنا وينشر بذاءاته وتخلفه بيننا له من الأبعاد المتعددة ما لا يجب ان تفوت على شعبنا وكل قواه التي تقف اليوم بوجه هذا الإرهاب الدموي المجرم . له ابعاد تتعلق بمصير وطننا وبوحدة شعبنا وبالحفاظ على ثرواتنا والدفاع عما يريد هؤلاء المجرمون إغتصابه من ارضنا. وله ابعاد قد تتجاوز حدود وطننا لنشر السواد والعتمة والفكر المتخلف في المنطقة باسرها. وهذا ما يحتم علينا ليس وحدة صفنا الوطني فحسب ، بل ووحدة المصير مع شعوب المنطقة برمتها.

وحربنا مع الإرهاب هي حرب التضامن والتآزر مع القوى الوطنية الشريفة المتبقية من قوى الجيش والشرطة وكافة قوى الأمن بالرغم من التخاذل في بعض قيادات هذه التشكيلات العسكرية . القوى العسكرية المنظمة في الجيش والشرطة لا تتخلى ابداً عن إنتماءها الوطني بالرغم من محاولات البعض توجيهها توجيهاً طائفياً او حزبياً او مناطقياً. فالعراقي مجبول على حب الوطن دوماً ويتجلى ذلك خاصة إذا ما شعر العراقي بأن وطنه يتعرض لخطر حقيقي من الإرهاب. إننا اليوم مدعوون جميعاً لأن نقف مع القوى الوطنية المخلصة والشريفة في قواتنا المسلحة ومد يد العون والتاآزر لها والإلتفاف حولها والسير بفرق شعبية معها دفاعاً عن وطننا واهلنا. إن مثل هذه المواقف ليست بغريبة على الشعب العراقي إذا ما شعر بان وطنه يتعرض لغزو خارجي مقيت .

وحربنا مع الإرهاب حرب لابد لنا ان نخوضها ونحن على ثقة تامة بعدالة قضيتنا وانتصار الخيرين في هذا العالم الرحب الفسيح لنا ودعم حربنا هذه بكل مقومات الدعم الذي لابد وان يحقق لنا النصر على هذه التجمعات الإرهابية المتخلفة ومن يساندها من قوى البعثفاشية المجرمة ودول التكالب الخليجي التي ارادت بنا الشر دوماً لانها ترى في شعب العراق وثقافته وتطلعه إلى الحياة الديمقراطية الحرة الكريمة عامل تحريض لشعوبها التي ستثور عليها يوماً لا محالة رامية بعروشهم وكروشهم في مزبلة التاريخ.

وحربنا مع الإرهاب هي الصرخة المدوية التي يطلقها الشعب العراقي اليوم وكل قواه الوطنية الخيرة ضد التوجهات الساعية لإذلال هذا الشعب سواءً عبر اثارة النعرات الطائفية والشوفينية او من خلال الإقصاء السياسي او نشر التخلف الفكري وكل ما من شأنه ان يقود البلد مرة أخرى إلى دكتاتورية الحزب او الفرد او سطوة الإرهاب بكل اشكاله وتجمعاته.وعلى هذا الأساس فإن تلاحم الأديان والقوميات والطوائف والمذاهب العراقية اليوم هو الضمين الأول والأخير على إنتصارنا في هذه المعركة المصيرية وليذهب كل دعاة الطائفية والعهر السياسي وسارقي ثروات الوطن وناشري الفكر الظلامي المتخلف ورواد الفساد الإداري والمالي إلى الجحيم.

وحربنا مع الإرهاب تعني ايضاً ان نعمل كل ما بوسعنا لنصرة اهلنا في المناطق التي ابتليت بهذا الإرهاب وتم إقتطاعها مؤقتاً من جسد العراق. اهلنا في المحافظات الذين يتعرضون اليوم إلى الإرهاب الداعشي البعثي المجرم بحاجة ماسة إلى مؤازرتنا وشحذ هممنا وحشد طاقاتنا لتقديم كل ما نستطيع عليه من العون كي يتجاوزوا هذه الأزمة التي ستمر حتماً ولكن ليس دون تصدينا لمسببيها ، كل مسببيها داخل وخارج الوطن ،بكل ما يعنيه هذا التصدي من قوة وبأس وصبر وعزيمة. فالإيمان بالوطن هو الرصيد الذي نراهن عليه في هذه الأوقات العصيبة من تاريخ هذا الوطن . والعودة إلى تبني الهوية الوطنية كاساس لعلاقتنا بهذا الوطن ستشكل منار مسيرتنا الظافرة نحو هزيمة الإرهاب ودحر الإرهابيين.
 

free web counter