| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق أطيمش

 

 

 

السبت 12/1/ 2008



يا مراجعنا العِظام......هل قتل النساء حلال أم حرام......؟؟؟؟

د. صادق إطيمش

قتل النفس التي حرم ألله قتلها , إلا بالحق , الذي جاء به القرآن الكريم يبدو أنه أصبح موضع التساؤل في إسلام اليوم الذي يمارسه البعض في بعض المدن العراقية وبشكل خاص في البصرة والعمارة , حيث أصبح قتل النساء , ليس بدعوى الثأر للشرف المهتوك هذه المرة , بل لتطبيق تعاليم أديان السماء , كما يُصرح بذلك القتلة المجرمون على واجهات لافتاتهم التي نشروها على جدران المدينتين المنكوبتين بهذه العصابات ومن خلال التحذيرات بالقتل التي جاءت على هذه اللافتات بخط واضح لا لبس فيه ولا غموض . ولنسأل هنا ما هو هذا الحق الذي أباح به ألقرآن الكريم قتل النفس البشرية في تلك الظروف السائدة في الجزيرة العربية آنذاك والتي كانت فيها لغة ألإقتتال بين القبائل والعشائر والأفخاذ والعوائل هي أللغة السائدة كجزء من طبيعة المجتمع الجاهلي الذي أراد ألإسلام التخلص منه تدريجيآ . المبدأ ألأول الذي أجاز فيه ألإسلام قتل النفس البشرية في ذلك الوقت هو التعامل بالمثل لمن يبدأ بالقتال " وقاتلوا الذين يقاتلونكم " , حيث كان العرف ألإجتماعي السائد في الجزيرة العربية آنذاك لا ينسجم والسكوت على من يبدأ بممارسة القتل ضد الآخرين . أما المبدأ الثاني الذي يعتبره الدين ألإسلامي حقآ لممارسة القتل فهو مبدأ العين بالعين والسن بالسن والنفس بالنفس التي وضعت لها التعاليم ألإسلامية ضوابط يمكن تجنب القتل فيها واللجوء إلى التعويض بدل الثأر, هذا المبدأ الذي كان سائدآ في الجزيرة العربية آنذاك . والمبدأ الثالث الذي أجاز به ألإسلام القتل هو مقاتلة أعداء الإسلام الذين يستعملون القوة ضد المسلمين لغرض إنهاءهم أو إخراجهم من ديارهم . أما القتل الغير محكوم بهذه الضوابط فقد إعتبره ألإسلام كأنما هو قتل الناس جميعآ .
هذه هي المحاور الأساسية التي يدور حولها تفسيرمفهوم , إلا بالحق , الذي جاء إستنادآ إلى العادات والتقاليد , وليس القوانين , التي كانت سائدة في الجزيرة العربية آنذاك والتي تغيرت بعد مرور أكثر من 1400 سنة عليها , نظرآ لتغيُروتنوع المجتمعات ألإسلامية بعاداتها وتقاليدها وبظهور القوانين الجديدة التي أصبحت تتحكم بالعلاقات الإجتماعية في هذه المجتمعات التي سادتها علاقات الجاهلية العشائرية القبائلية . لا نريد الخوض في هذا الحقل ألآن , إذ أن موضوع اليوم يتعلق أساسآ بمناشدة المراجع الدينية العراقية بشكل خاص وغير العراقية بشكل عام ليفتونا مأجورين هل أن القتل الذي يُمارس ألآن ضد نساء العراق حلال أم حرام..؟؟؟ فإن كان حلالآ فاليصرحوا بذلك ويرشدونا إلى تلك النصوص من مصادر التشريع التي تحلل ذلك حتى يصمت كل من ينادي بوقف جرائم القتل المنتشرة الآن ضد نساء العراق , وحتى يعلم هؤلاء الذين يقفون بوجه هذه الجرائم بأنها تُطبق إستنادآ إلى الشريعة ألإسلامية التي تبيح قتل المرأة السافرة أو المتبرجة . الإفصاح عن ذلك قد يساعد في توضيح بعض ألإلتباسات الفقهية التي لا يفهمها إلا الراسخون في العلم من المراجع ألدينية , فيساعدون بذلك أهل دينهم على سلوك الطريق المستقيم , طريق التعاليم الدينية الحقة . أو أن جرائم القتل المرتكبة ضد النساء في العراق حرام ولا تتفق مع الدين ألإسلامي وتعاليمه التي نصت عليها مصادره ألأساسية في القرآن والسنة , فهنا والحالة هذه سيكون من واجب المراجع الدينية أن يكشفوا هذا ألأمر لأهل دينهم كي يدرأوا بذلك الفتنة التي قد تسببها مثل هذه الجرائم ولكي يمنعوا ألإستمرار بها وليبينوا طبيعة العصابات القائمة بها ومدى إرتباطهم بهذا الحزب الديني أو ذاك أو مدى علاقتهم بهذه السلطة الدينية أو تلك . ولا يكفي هنا ترديد المقولات التي أكل عليها الدهر وشرب من أن هذه ألأعمال لا علاقة لها بالدين , أو أن القائمين بها لا علاقة لهم بالدين وما أشبه من هذه ألأقوال التي لم تثنِ القتلة عن القيام بجرائمهم حتى هذه اللحظة . إن من أول واجبات المراجع الدينية هو الرمي بثقلهم ألديني والأدبي والإجتماعي والأخلاقي لإحلال السلام والوئام ومحاربة الظلم والفساد ومنع الجريمة داخل المجتمع . وليس السكوت عن جرائم تزداد يوميآ بحق النساء في العراق رغم كل ما قيل عنها وعن مرتكبيها من أوصاف وأقوال يبدو أن المجرمين لا يضعونها في موازينهم ويعتبرونها هراءً بالرغم من صدورها من رجال دين لهم دورهم البارز في التوجيه الديني داخل المجتمع العراقي. لماذا السكوت عن قتل نساء العراق باسم الدين وهن لم يقتلن أحدآ من أهل أو أقارب هؤلاء القتلة , وهن لم يُخرجن أي إنسان مسلم أو غير مسلم من دياره , وهن لم يبدأن بتشكيل الجيوش والجبهات لمقاتلة العصابات السائبة التي لا تعرف غير الجريمة التي تمارسها اليوم ضد النساء في العراق . لم تقم المرأة العراقية بأي من هذه ألأعمال , فلماذا يقتلها مسلمو الجاهلية الجديدة إذن وبأي حق شرعي يدّعون به تطبيق تعاليم ألأديان , حيث يعتبرون التبرج مخالفآ لكل ألأديان مما يستوجب القتل . فيا مراجعنا العظام نريد منكم أوامر لا تصريحات , أوامر ذات فعل ورد فعل لإيقاف المجازر ضد أمهاتنا وبناتنا وأخواتنا وقريباتنا وصديقاتنا وزوجاتنا التي يقوم بها من يدعون تقليدكم في الصغيرة والكبيرة . أوامر تضع سقف زمني ويجب أن يكون قصير جدآ لإيقاف هذه الجرائم وفي حالة عدم ألإلتزام بها من قبل هؤلاء المجرمين فإن الناس تريد التأكد فعلآ من أن ألإدعاء بتقليدكم ليس للعب على الذقون فقط , وإن موقعكم في المجتمع لا زال فعلآ مؤثرآ وفاعلآ . أما السكوت عن ذلك فسوف لن يجني منه المجتمع غير ألإستمرار بانتهاك الدين والتسلق عليه من قبل عصابات الإجرام التي تمارس جرائمها اليوم ضد النساء وغدآ ربما ضدكم أيضآ وباسم الدين أيضآ.

 


 

Counters