| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق أطيمش

 

 

 

الثلاثاء 12/1/ 2010



ألا يخجل هذا " النائب " البعثفاشي.......؟؟؟

د. صادق إطيمش

لم يعد خافياً على العراقيين جميعاً ذلك النعيق والصراخ الذي كان يطلقه أعداء التغيير الذي حصل بالعراق بعد التاسع من نيسان عام 2003 والذي أدى إلى سقوط الحكم الدكتاتوري الذي جثم على أهل العراق لأربعة عقود من تاريخهم الحديث والذي كان يقوده حزب البعث المقبور بكل جلاوزته من القيادات والقواعد التي لم تع في أي مرحلة من مراحل تاريخها الأسود غير الجريمة والكذب والغدر بالآخرين ولم تعمل إلا على توظيف كافة الوسائل اللاشريفة واللاأخلاقية لإستمرار تسلطها وديمومة جرائمها بحق كل اهل العراق الذين وقفوا ضد هذه الممارسات الإجرامية والذين نالوا ما نالوا من القمع والتشرد والإعدامات والسجون والتعذيب والفصل والفقر والمجاعة التي فرضتها حروب النظام البعثفاشي المقبور وسياساته الخرقاء على الشعب العراقي بكل قومياته وطوائفه وقواه السياسية التي حاربت النظام المقبور ووقفت بوجه تسلطه وجبروته . لقد ظل أيتام البعثفاشية ينهشون وبجنون ووحشية بكل ما يتعلق بالعملية السياسية التي جرت في وطننا العراق بعد سقوطهم ويجوبون الدول التي وقفت إلى جابهم من ذئاب الأعراب وفضائيات النفاق ليشككوا بكل التغيير الذي إعتبروه باطلاً لا شرعية له لأنهم يعتبرون نظامهم الأسود وكأنه النظام الذي إنتخبه الشعب وأسقطه الإحتلال ، فأطلقوا نظريتهم الجوفاء على إعتبار أن سقوط البعثفاشية بالعراق باطل لأنه قام على الإحتلال الذي سببه قائدهم ألأرعن بهوسه الجنوني وتصرفاته الصبيانية وتوجهاته الوحشية .

والمتتبع لنشاط البعثيين هذا الذين هرعوا للإستجداء من أعراب الكفر والنفاق في سوريا والخليج ومصر ولدى البهلوان الليبي وعند مصاص القات المتحجر وكل الفضائيات التي سخرها لهم هؤلاء ليتقولوا من خلالها على الوضع الجديد القائم بالعراق وليصفوا كل ما يجري فيه من أنه من تخطيط ألإحتلال والمحتلين محاولين بذلك إستنهاض " شيمة " العروبيين الراكعين أمام دولة الإحتلال هذه منذ أن جاءت بهم السياسة الإستعمارية الفرنسية والبريطانية بعد الحرب العالمية الأولى ومنذ أن إستلمت الولايات المتحدة الأمريكية قيادة الدول الإستعمارية بعد الحرب العالمية الثانية فأنتجت هذه الأنظمة التي يدين قادتها بالأمس وخلفاؤهم اليوم ، جميعهم وبدون إستثناء ، إلى حماية السياسة الأمريكية لعروشهم ووجودهم السياسي والإقتصادي . وحتى حزب البعث نفسه وبروزه على الساحة السياسية العربية في بداية خمسينات القرن الماضي لم يكن بمعزل عن السياسة الإستعمارية الأمريكية ومخططاتها لمحاربة الشيوعية في الشرق عموماً وفي المنطقة العربية على وجه الخصوص ، وما مجيئهم على القطار الأمريكي في إنقلابهم ألأسود ضد ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة وذبحهم لهذه الثورة وقادتها ومن ثم قتلهم وتشريدهم وتنكيلهم وقمعهم لعشرات الآلاف من الشيوعين والديمقراطين والوطنين العراقيين الذين وقفوا إلى جانب ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة وقادتها الشهداء الأبرار ، نقول ما مجيئهم على هذا القطار الأمريكي ، كما نصت عليه وثائق مؤتمرهم القطري السابع في العراق وعلى لسان قائدهم علي صالح السعدي آنذاك ،
إلا دليلاً واحداً من الأدلة الكثيرة الأخرى التي تشير إلى إرتباط حزب البعث الفاشي بالسياسة الأمريكية منذ تشكيله وحتى سقوطه.

والمتتبع لنشاط هؤلاء البعثيين بعد سقوطهم بالعراق سيجد إسماً لامعاً بارزاً بينهم جميعاً ، جال وصال ونعق وصرخ وولول وبكى واستجدى العون لنصرة عروبته المظلومة بالعراق واستعمل كل ما بجعبته من مصطلحات الطائفية المقيتة وألب على كل مَن يبدي ولو تعاطفاً سطحياً مع الوضع الجديد في وطننا العراق واستنهض همم العصابات من حزبه ومن المنظمات التكفيرية والمليشيات الإجرامية داخل وخارج العراق لتنظيم أعمال ما سماها هو ورهطه بالمقاومة المسلحة ضد المحتل التي شاهد القاصي والداني مدى الجرائم التي إرتكبتها هذه المقاومة بعد ذلك بحق الشعب العراقي وليس بحق الأمريكان بالدرجة ألأولى . إن المتتبع لكل ذلك سيجد إسم ظافر العاني على رأس القائمة التي قادت هذا النشاط البعثي منذ الساعات الأولى لسقوط حزبه البعثفاشي وحتى دخوله البرلمان العراقي بقدرة سياسة المحاصصات اللئيمة. لقد ظل هذا البعثي ظافر العاني ملتزماً بحزبه بعد سقوطه ، مفتخراً بهذا الحزب، غير آبه بكل الجرائم التي إرتكبها بحق الملايين من الشعب العراقي ، لا بل ومبرراً لها ،داعياً في كل لقاء له في الفضائيات وفي المقابلات إلى الوقوف بوجه العملية السياسية بالعراق ومحاربتها بقوة السلاح الذي سماه بالمقاومة ، معتبراً بطلان كل ما يجري بالعراق باعتباره من نتائج الإحتلال . فماذا تغير في الأمر حتى نرى هذا البعثي الهائج بالأمس ظافر العاني يجلس اليوم تحت قبة البرلمان العراقي ليساهم في هذه العملية السياسية التي لم يقف نعيقه ضدها والتي تجري اليوم تحت الإحتلال أيضاً كما جرت بالأمس ....؟

لقد خرج علينا البعثي ظافر العاني بالأمس ليتفوه عبر الفضائية العراقية بمصطلحات غير تلك التي كان يتفوه بها بالأمس عبر فضائيات العروبيين والمستعربين ومَن لف لفهم من ذوي الكروش والعروش . هل يستطيع هذا البعثي حتى النخاع أن يبين للناس سبب إندماجه في العملية السياسية ، أو ما يريد أن يعطيه طابع ألإندماج في العملية السياسية وفي الإنتخابات التي ستتم من خلالها ، وما هو في الحقيقة إلا كالسرطان الذي يعمل على نخر هذه العملية السياسية من داخلها وذلك من خلال التعاطي معها بالحِيل وأساليب الغدر ووسائل الإنقضاض التي عُرِف بها البعثيون طيلة كل تاريخهم الأسود المليئ بمثل هذه المواقف التي لا يتوانون عن توظيفها بين بعضهم البعض وضد حلفائهم ، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تُعد سواءً داخل حزبهم أو خارجه ، فكيف بهم وهم يتعاملون اليوم مع أعدائهم في النظام العراقي الجديد الذي لا يروق لهم بأي حال من الأحوال . إنها التقية السياسية التي سار ويسير عليها حزب البعث في كل تاريخه المليئ بهذه التقية .

لقد شارك هؤلاء البعثيون بالجرائم التي إرتكبها حزب البعث بالعراق ضد الشعب العراقي بمختلف قومياته ومذاهبه وقواه السياسية . وإن مَن يشارك اليوم منهم في الوضع الجديد وفي العملية السياسية التي حاربوها وتنكروا لها بالأمس لم ينبسوا ولا بكلمة إدانة واحدة عما جنت أياديهم من جرائم بحق شعبنا ووطننا أثناء تسلط حزبهم وقائدهم الجرذ على شؤون البلاد والعباد لأربعة عقود من الزمن ، ناهيك عن الإعتذار عن هذه الجرائم وطلب العفو من الشعب العراقي . لذلك فإنه من المفيد جداً إتباع الطرق القانونية ضدهم وملاحقتهم قضائياً وذلك ليس من خلال عدم إفساح المجال لهم في الإنتخابات القادمة أو في تبوء مناصب الدولة التي لا زال يشغلها الكثير منهم رغم كل شيئ ، بل من خلال تجريد البرلمانيين منهم من الحصانة البرلمانية وتقديمهم إلى القضاء أولاً ، فإن إستطاعوا إثبات براءتهم من الجرائم التي إرتكبها حزب البعث ضد الشعب العراقي فينبغي معاملتهم في هذه الحالة تلك المعاملة التي يتمتع بها أي مواطن ضمن القوانين والأنظمة الرسمية . أما إذا أُدينوا فإنهم والحالة هذه سيعُتبَرون في عداد المجرمين ليس شعبياً فقط ، بل ورسمياً أيضاً وكل مجرم ينبغي أن ينال عقابه القضائي بمستوى الجرائم التي إرتكبها وبالتالي سيصبح الترشيح للإنتخابات والمساهمة بها أحدى هذه العقوبات القانونية والتي سيكون تطبيقها من ضمن واجبات ألأجهزة الحكومية كافة كل في مجال عمله .

معذرة لعنوان هذا المقال الذي نطالب به بعثياً بالخجل من تصرفاته مع علمنا بأن الخجل مفردة غريبة على قاموس هؤلاء .

 

 

free web counter