| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق إطيمش

 

 

 

 

الأربعاء 10/1/ 2007

 

 

الحياء.....مفردة غريبة على قاموس قادة " فتح"

 

د. صادق إطيمش

جاء في الخبرالذي نشرته الصفحة الألكترونية " دنيا الوطن " بتاريخ 07.01.2007 ما يلي : " أقامت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في مخيم الدهيشة جنوبي بيت لحم بالضفة الغربية مساء اليوم نصبين تذكاريين للشهيدين ياسر عرفات وصدام حسين بجانب صرح الشهيد . جاء ذلك من خلال إحتفال الحركة بإنطلاقتها الثانية والأربعين بحضور النائب عن حركة فتح محمد أللحام ومحمد أبو عليا أمين سر الحركة في المخيم وممثلون عن الفصائل وعدد كبير من الحضور من أبناء ومناصري فتح . وأكد أللحام عن أن إقامة النصبين يأتي عرفانآ للشهيدين لما قدماه لشعبيهما من تضحيات جسام وذهبا دون التنازل عن الثوابت الوطنية . وأضاف أللحام أن الشهيدين عاشا وهما يحرصان على وحدة الشعبين التي هي غائبة ويذهب الكثير من أجلها . من جانبه شدد أبو عليا على ضرورة تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني الضامن الوحيد لمواجهة ألإحتلال , مشددآ على وقف نزف الدماء الزكية للأبرياء من أجل المصالح الحزبية والشخصية " إنتهى الخبر
أرجو أن لا نبالغ , نحن العراقيون , بطلب الحياء والخجل وقليل من الغيرة والناموس والأخلاق والتربية الوطنية النبيلة وكل الصفات التي يمكن أن يتصف بها إنسان سوي, أرجو أن لا نطالب بكل ذلك من قادة لمنظمة سياسية كالمنظمة المسماة " فتح " وغريمتها في الشكل ومثيلتها في المضمون المسماة "حماس " , إذ إننا بهذا نطلب الشيئ ممن لا يملكه , والمثل يقول فاقد الشيئ لا يعطيه . قادة هذه المنظمات الذين فقدوا كل ما له صلة بالأخلاق وارتباط بالمبادئ لا يختلفون في كل طباعهم عن القادة العرب الآخرين لا فكرآ ولا توجهآ ولا طباعآ , وإلا هل سمعت أحدهم يومآ يقوم منتقدآ , ولو مجرد إنتقاد , للجرائم المتعددة التي يقترفها كل الحكام العرب يوميآ بحق أوطانهم وشعوبهم المغلوبة على أمرها ؟. إنهم يصمتون صمت القبور على جرائم هؤلاء لأنهم يحاصصونهم بما ينهبونه من خيرات شعوبهم , ويدفعون لهم , على أن يكون الدفع بعملة " العدو الأمريكي " ولا تُقبل عملة أية دولة تتصدق على قادة فتح أو حماس بعملتها الوطنية حتى أثناء زياراتهم" النضالية" الترفيهية إلى المتصدقين عليهم . هؤلاء القادة تجردوا من المشاعر الوطنية الحقة وابتعدوا عن فكرة تحرير الأرض المغتصبة , لأنهم لا يريدون تغييير الوضع الذي هم عليه ألأن والذي يدر عليهم ملايين الدولارات سنويآ , وقتالهم فيما بينهم ألآن وقذفهم الشعب الفلسطيني في أتون النزيف الدموي والإقتتال المصلحي الشخصي ما هو إلا دليل على هذا التوجه الذي لا يشرفهم بأي حال من ألأحوال , وهذا ألإستنتاج ليس من بنات أفكاري , بل هو ما جاء بالفقرة ألأخيرة من الخطاب أعلاه لأحد قادة هذه العصابات .

لا نريد أن نتدخل في قرارات ألأنصاب التي يتخذونها عن قناعة منهم , ولا إعتراض لدينا على ذلك ما دام ألأمر يتعلق بقادتهم أو من يعتبرونهم قدوة لهم وللشعب الفلسطيني الذي يقود معارك مريرة مع حكومة دولة الصهاينة منذ إحتلال ألأرض الفلسطينية ولحد ألآن . لا نريد التدخل في كل هذا وذاك , ولكننا نسمح لأنفسنا بالتدخل حينما يتعلق ألأمر بنا وبشعبنا الجريح ووطننا العراق المُبتلى بالإرهاب التكفيري وجرائم البعثفاشية المقيتة وأحزاب الطائفية الدينية الفجة والتعصب القومي الشوفيني وحثالات الفكر العربي المتخلف التي تشكل قيادات فتح وحماس ومن لف لفهما ممن يتبوأون الزعامت في الوطن العربي مكان الصدارة في مصادرة خقوق الشعوب العربية والتلاعب بمقدراتها السياسية والإقتصادية والإجتماعية والعلمية . نعم نسمح لأنفسنا أن نطالبكم ونطالب أمثالكم من المتخلفين أن يكفوا عن التدخل في ألأمر العراقي , تمامآ كما طالبتم أنتم في سبعينات القرن الماضي من أقرانكم من ألحكام العرب أن لا يتدخلوا في أمر الشعب الفلسطيني ويتركوا لممثليه الذين وضعتم أنفسكم في صدارتهم بعد أن قضيتم على منافسيكم قتلآ وتشريدآ وإقصاءً . أما وأن تتحاملوا على الشعب العراقي وتتجاهلوا تضحياته التي بلغت في العقود ألأربعة ألأخيرة تحت التسلط البعثفاشي أضعاف ما ضحى به الشعب الفلسطيني طيلة مدة نضاله في العقود الستة الماضية من نضاله ضد التسلط الصهيوني ومن جراء ألإقتتال الذي جرى بين فصائله المتناحرة على تقسيم الأموال التي تتلقونها و كما يجري الآن بينكم وبين أمثالكم من قادة حماس .
الجريمة التي إقترفتموها بحق الشعب العراقي بإقامتكم نصبآ تذكاريآ لقاتله تؤكد ما ذهب إليه كل ذي فكر نير وعقل بصير بأن قياداتكم هذه ما هي إلا إمعات خائرة وعقول ضامرة لا تفكر بأبعد مما تتلقاه من حفنات الدولارات من هنا وهناك ولتذهب المبادئ إلى الجحيم وليقتتل الشعب الفلسطيني . الجريمة هذه لا ولن يغفرها لكم شهداء الشعب العراقي وضحايا البعثفاشية الذين تنكرتم لهم مقابل ما كان الطاغية أللعين رأس الجريممة في العراق صاحبكم المشنوق بيد الشعب العراقي صدام إبن أمه يغدقه عليكم من أموال الشعب العراقي الجائع إبان سنين الحصار الذي لم يحرك فيكم ساكنآ تجاه هذا الشعب . نصبكم لهذا التذكار العار يدل على واحد من إثنين . أولهما أن تعترفوا بأن صاحبكم هذا الذي تلقى مصيره على يد الشعب العراقي لم يقم ولا بجريمة قتل واحدة ضد الشعب العراقي , أي أن النضام البعثفاشي المقبور بقيادته طوال سنين حكمه لم يتعرض إلى أي شخص أو عائلة عراقية بالقتل والتهجير والتشريد والإبادة الجماعية والتعذيب حتى الموت في المعتقلات واغتصاب النساء وقتل الأطفال وكل ما يخطر ولا يخطر على بالكم من الجرائم التي لم تُلاقوا ولا عشر معشارها من النظام الصهيوني طيلة وجود الشعب الفلسطيني تحت سطوته . أي أنكم تنصبون تذكارآ إلى من تعتقدون به إنسان خالي من أية شائبة بحق من تسلط على حكمهم أرضآ وشعبآ , وهذا الذي يجب أن يكون المعيار في فكرة النصُب التذكارية , إن كنتم تعتقدون ذلك فإن هذا لا يدل على الغباء فقط , بل الغباء المفرط الذي لا يؤهلكم لمجرد التفوه بالسياسة والقيادة لا ممارستها , لأن القائد السياسي يجب أن يكون له بعض ألإلمام , كما لزملائكم من القادة العرب , بما حوله من ألأمور, ولا أعتقد بأن العراق الذي يستضيف الآلاف من أبناء وبنات الشعب الفلسطيني ببعيد عنكم . وثانيهما أن تعترفوا ولوبجريمة واحدة من الجرائم التي إقترفها المجرم صدام إبن أمه , كجريمة إحتلال الكويت مثلآ , هذه الجريمة التي لا تقع إلا تحت مفهوم ألإحتلال وأنتم تنادون ليل نهار ضد ألإحتلال بصورة عامة ومن أين أتى , جريمة إحتلال الكويت هذه التي عانى منها الشعب الفلسطيني بالذات بسبب تصرفاتكم الجبانه تجاه الشعب الكويتي الذي لم يبخل بتقديم العون إلى الشعب الفلسطيني , هذه الجريمة التي ذهب ضحيتها عشرات ألآلاف من الشعبين العراقي والكويتي قتلآ وتهجيرآ وتشريدآ وما تبعها من مجزرة بشرية رهيبة في جنوب العراق أنهى فيها النظام البعثفاشي بأوامر صريحة وواضحة ومثبتة بالصوت والصورة من صاحبكم هذا حياة مئات ألآلاف من البشر وشرد عوائلهم وأحرق قراهم . أي أنكم إذا إعترفتم بجريمة واحدة أدت إلى قتل إنسان واحد فقط , ولا أظنكم بهذا الغباء الذي لا ترون فيه قتيلآ واحدآ في العراق إبان حكم الطاغية , أي أن إقتراف جريمة واحدة بقتل إنسان واحد يجعل من القاتل , أيآ من كان , مجرمآ حسب القوانين الشرعية والوضعية . إنكم تتبجحون دومآ بالدين والشريعة , إلا أن الظاهر بأن الدين الذي تدعون إليه هو الدين الذي ترقص عليه شياطينكم والشريعة التي تريدون تطبيقها هي شريعة شهواتكم وملذاتكم وكل ما تؤولونه لتحقيق أطماعكم . فأين ألشريعة الحقة من مفاهيمكم التي تتطاير كالزبد. ألشريعة الحقة , ايها ألجهلاء , هي التي تبشر المجرم بالقصاص : " ولكم في القصاص حياة يا أولي ألألباب لعلكم تتقون " (البقرة 179). الشريعة الحقة التي لن يضيع فيها حق لمُجنى عليه : " .......فمن إعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ....." (البقرة 194) أو : " وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به....." ( النحل 126) . والشريعة الحقة , أيها المتباكون عليها والمتعامون عنها , تعطينا نحن أصحاب الحق في معاقبة صاحبكم هذا الذي قتلنا وشرد أهلنا ودمر وطننا في عقابكم أيضأ لأنكم على ضلال في موقفكم هذا من الشعب العراقي , فالآية الكريمة تقول : " ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بُغي عليه لينصرنه ألله إن ألله لعفوٌ غفور" (الحج 60) . فها أنتم قد بغيتم علينا , ايها البغاة , وها أنتم تستهزئون بشهدائنا وترقصون حول ضحايانا وتبكون مجرمآ قذرآ إشتراكم بما سرقه من الشعب العراقي فأصبحتم تكبرون وتهللون لجرائمه بحق العراق وأهله جميعآ وتباركون شذوذه وهذيانه . فهل هذه من صفات القيادة يا ترى لشعب ينتظر الخلاص من جور الإحتلال الصهيوني , وهل أنتم بغبائكم هذا أهل لذلك ......؟ الشعب العراقي يجيب بلا وألف لا على هذه التساؤلات وهو ينتظر المصير الذي سيؤول إليه الجبابرة العتاة الطغاة على يد شعوبهم وقد قدم المثل الرائع لذلك ..... فهلا تتفكرون.......؟