| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق أطيمش

 

 

 

الجمعة 10/9/ 2010



ألا من هبَّة شعبية شرق أوسطية لردع العنصريين الأتراك ...؟

د. صادق إطيمش

المرة تلو المرة تكشر العنصرية التركية الحاكمة وجهازها العسكري عن أنياب الحقد الأسود على دعاة الحرية والسلام ، على الثوار الكورد ، شركاء الشعب التركي في هذا الوطن الذي ساهمت شعوبه المختلفة على تقديمه للوجود بعد إنهيار الدولة العثمانية وسلاطينها . الشعب الكوردي هو أحد الشعوب الموغلة في القدم في هذه المنطقة التي لم تعرف الدولة التركية إلا مؤخراً عبر الدين تارة وعبر التطرف القومي العنصري تارة أخرى . إلا أن هذا الشعب الكوردي العريق في تاريخه العميق الجذور في تربته على بقاع كوردستان التي إقتسمتها المصالح الدولية الإستعمارية سابقاً والعنصريات الحاكمة العربية والفارسية والتركية حالياً ، ظل يرزخ تحت نير وظلم وجور واضطهاد هذه القوة القوى الغاشمة التي لا يروق لها أن يتمتع شعب من أول الشعوب التي وضعت أقدامها على هذه المنظقة أن يتمتع بما يتمتع به الآخرون الذي تبعوه في ممارسة الحقوق التي نصت عليها كل دساتير الأرض ولم يكن آخرها دستور حق الشعوب في تقرير مصيرها الذي لا تريد هذه العنصريات ان تعترف به طالما يتجاوب ذلك مع حق الشعب الكوردي الذي يناضل في سبيله نضالاً عادلاً منذ أجيال عديدة ، قدم بسببه عشرات الآلاف من الشهداء وتعرضت قرى سكانه المدنيين إلى القصف وسكانها إلى التهجير القسري واستولى غاصبو أرضه على خيراته ونهبوا ثرواته .

وفي هذه الأيام التي إستمرت فيها الثورة الكوردية على إيقاف العمليات العسكرية الهجومية إحتراماً لمشاعر الشعوب الإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان وإشارة واضحة منها إلى إيمانها بالحل السلمي للمشكلة الكوردية ليس في كوردستان الشمالية فقط ، بل وعلى كل ربوع كوردستان ، وتجاوباً منها مع نداءات السلم العالمية التي كان آخرها نداء رجل الدين والسلم العالمي في جنوب أفريقيا توتو ، في هذه الأيام بالذات ، أيام الأعياد التي تدعي العنصرية التركية الحاكمة إحترامها لها ، تغتال قواتها العسكرية المقاتلين الكورد الذين توقفوا عن المجابهات العسكرية ، رغم قدرتهم القتالية العالية على مواصلتها ، هذه القدرة النابعة من الإيمان العميق الجذور بأحقية هذه القضية وبانتصارها رغم كل المعوقات التي تعترض طريق النضال ، إذ لم يكن النضال في سبيل مثل هذه الحقوق المشروعة للشعوب نزهة يوما ما.

فإلى متى تسمح شعوب المنطقة بهذا التمادي الذي تمارسه العنصرية التركية اليوم ضد الشعب الكوردي المناضل على أعلى المستويات الهمجية وبابشع الصور اللإنسانية وبأبخس الطرق وبأجبن الوسائل . لقد تحدث قائد الثورة الكوردية عبد الله أوجالان عن مشروع الشرق ألأوسط الكبير ، ووضع ثقته بشعوب هذا الشرق الأوسط الساعية للحاق بالركب العالمي ، ركب الحضارة الإنسانية في القرن الحادي والعشرين . واعتبر أوجالان القضية الكوردية كجزء من قضية الشرق الأوسط الكبير . فأين هي شعوب هذا الشرق الأوسط المبتلاة بالدكتاتوريات الجاثمة على صدورها منذ عشرات السنين والتي أعادة بعضها صيغة توارث الحكم في العائلة الحاكمة وسيتبع الآخرون ذلك بلا شك إن لم تواجَه هذه الدكتاتوريات المقيتة بهبَّة شعبية عارمة تقف بوجه العنصريات المتسلطة والأحكام العشائرية المتخلفة والعلاقات الإجتماعية البالية التي تريد صيغ الحكم هذه المحافظة عليها لتستمر في جبروتها وقمعها لأي فكر تنويري تحرري والثورة الكوردية هي رمز من رموز هذا الفكر الذي يسعى العنصريون إلى إخماده . إن المنطقة بحاجة إلى تحرك جماهيري شامل وواسع يسد المنافذ على المتجبرين الطغاة إلى أية قومية إنتموا وبأي دين تستروا وتحت أي شعار تجمعوا ، ويفتح الآفاق امام الشعوب لتنعم بالعيش الرغيد الذي تسعى إليه الإنسانية في القرن الحادي والعشرين من عمرها .
 

free web counter