| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سامر عنكاوي

 

 

 

الأربعاء 4/2/ 2009



من نحاسب ؟ أو في أي اتجاه سنعمل ؟

سامر عنكاوي

حيوية موضوع منتظر الزيدي والحذاء وعمق تأثير الفعل تستدعي التذكير والتناول مرة ثانية بعد ان تم قذف رئيس وزراء الصين الشعبية بحذاء, مع علمي بانه صار قديما وخارج السياقات, الخبر يقول:-
قام طالب في جامعة كامبريدج البريطانية برمي حذائه على رئيس الوزراء الصيني، ون جياوباو، خلال إلقاء الأخير خطاباً في الجامعة، على هامش الجولة التي يقوم بها في بريطانيا حاليًا، فيما يعيد إلى الأذهان حادثة الصحفي العراقي، منتظر الزيدي، الذي ألقى على الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، حذائه في بغداد. وقد عبرت في مقال سابق ابان الحادثة عن خوفي من ان يشكل ذلك سابقة خطيرة.

منتظر الزيدي قذف حذاءين على بوش رئيس الولايات المتحدة , الدولة الكبرى أو الاكبر المحتلة للعراق ومنذ اكثر من خمس سنوات , وكان للحدث صدى وتأثير عراقي وإقليمي وقومي عربي وعالمي , وتأثير أكبر على منتظر الزيدي الذي سُـلطت عليه الأضواء برغم غيّابه في سجنه او توقيفه .

الحدث قد وقع ولا نعرف إن كان ثارا شخصيا أو ثارا عراقيا أو رعونة أو تسرع أو تهور أو رغبة في الشهرة وفي كل الأحوال هناك تداعيات للحدث أخطرها على مهنة الصحافة والصحفيين.

بتقديري لن يسمح بعد هذا المصاب الجلل لأي صحفي عراقي بحضور أي مؤتمر صحفي أو أي مؤتمر في أي مكان بالعالم تحسبا من تكرار ما حدث واحترازا من وقوع المحظور ومنعا للانفلات الذي سيكون مبررا استنادا لما حدث من منتظر الزيدي المحسوب على العراق والعراقيين .

نرجع إلى العنوان من نحاسب ؟ أو في أي اتجاه سنعمل إذا تم منع الصحفيين العراقيين من الحضور في اي تجمع , وعندما يكون الصحفي العراقي الوحيد الذي سيخلع حذاءه خارجا ويدخل بالجوارب , هذا اذا سمح له بالدخول , والفضيحة ( بجلاجل ) لو كانت الجوارب ممزقة .
انحاسب صدام حسين الذي تسبب في تأهيل العراق والخليج العربي للاحتلال ام نلعن الاحتلال.
أنحاسب منتظر الزيدي أم نخضع التربية البيتية للإصلاح بالتوعية.
أنغير المناهج المدرسية لكل المراحل أم نقف عند الموروث التاريخي الداخل في المناهج الدراسية.
هل نصلح الإرث العقائدي والعادات والتقاليد والأعراف ام نـُراجع قيم الصحراء والبداوة وسلوكياتها والغزو والغنائم والسبايا والجزية.

هل نلوم الشارع العراقي والبيئة المحيطة ام نـُحمل من كان وراء هذا الحدث إن وجد أو تبين فيما بعد.
أم نشخص الطاغية الدكتاتور صدام حسين الذي مزق العراق وصفى الأحزاب الوطنية العلمانية وسحق الثقافة والوطنية وهجّر المثقفين وقاد الحملة الإيمانية التي عمقت في المجتمع العراقي الطائفية الدينية والقومية الشوفينية والسلوكيات البربرية والعنف والاستبداد .

أنلعن الساعة التي ولدنا فيها ؟ ام نعمل على إصلاح كل ما تقدم وفي كل الاتجاهات وننتقل إلى الأمام بخطواتٍ ثابتة واثقة نحو الحرية والسلام والديمقراطية .
نحتاج إلى تشخيص ما حدث وتقييمه بعد دراسته وتمحيصه ومراجعته ، نحتاج إلى الموضوعية في الرؤية رغم ضغط الذات ونحتاج إلى العقل والتفكير والمنطق رغم ضغط العقائد .

تراجي ذهب:- التفكير ميزة الإنسان العاقل


المقال السابق:- حذاء منتظر وامة الانحطاط
 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس