| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سامر عنكاوي

 

 

 

الأربعاء 24/12/ 2008

 

حذاء منتظر وفضائية البغدادية وامة الانحطاط العربية

سامر عنكاوي

بألاستناد الى مطالبة قناة البغدادية الفضائية وصوت كبير مذيعيها الدكتورعبد الحميد الصائح باطلاق سراح منتظر الزيدي وحذائه
أعتقد أنهُ باي حال من الاحوال لا يمكن المطالبة باطلاق سراح منتظر الزيدي ولأسباب عديدة منها ما هو اعتباري ومنها ما هو سياسي ومنها ما يتعلق بالحفاظ على حياته وعدم تعرضهُ لأي أذى قد يصيبهُ نتيجة فعلته وإرتباطآ بردود الافعال المنفلتة في العراق ومن هذه الأسباب:-

أولأ- انه اهان الدولة العراقية والحكومة ودولت رئيس الوزراء والعلم العراقي و اهان كل الصحفيين العراقيين الحاضرين منهم في المؤتمر الصحفي او خارجهُ وأيضآ اهان مهنة الصحافة واالحرفيةالصحفية ورسالة الاعلام الحر الملتزم.
ماحدث لبوش إنهُ لم يكن في البيت الأبيض أو في الشارع الأمريكي ولم يكن حتى في الشارع العراقي او السفارة الامريكية في بغداد بل كان برفقة دولت رئيس وزراء العراق المنتخب من الشعب العراقي والمعين من مجلس النواب أعلى هيئة تشريعية في البلد وكان يمارس دوره الدستوري والحكومي في مؤتمر صحفي وكانت الزيارة رسمية وتحت العلم العراقي.

ثانيا- المفترض والمعمول به دوليآ للصحفي ادواته في التعبير وهي معروفة كالقلم والورق والكاميرا والصوت المهني العارف بمهمته وبالتأكيد لا يمكن أن يكون الحذاء من ضمنها.

ثالثا- إن هذا الصحفي قد ارتكب خطأ وعملا معيبآ وشنيعا وسابقة خطيرة يجب ضع حد لها بإنزال عقوبة تتناسب وجسامة ما قام به من اجل سد الطريق لاحقآ على من تسول لهُ نفسه باستعمال لغة " القنادر " ولتكون العقوبة عبرة لمن اعتبر ولا تسمح لأي مخبول او مريض نفسي او ضعيف التعبير بأدوات الحوار المهني الشفاف والواعي والحريص على ترسيخ مهنية الصحفي ومصداقية اهدافة النبيلة في عكس الحقائق للشعب للأطلاع عليها وإتخاذ الموقف المناسب.
كل سياسي يدرك بأنه رضاء الناس كل الناس غاية لا تدرك ولا يوجد سياسي ليس له معارضين وذلك لأنقسام المجتمعات فكريآ وطبقيآ وعرقيآ ودينيآ ومذهبيآ وحزبيآ ومناطقيآ الى آخره فضلا عن اختلاف الاراء والمواقف في أي مجموعة بشرية حتى ولو كانت منسجمة وبالتالي لا يوجد من ليس له معارضين, والحاضر يؤكد ما اقول والتاريخ شاهد ايضا, فقد قتل عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين في يوم عُرف تاريخياً بيوم الدار، على يد مجموعة من الخوارج شقوا عصا الطاعة وخرجوا عن طاعته، حاصروا بيته زهاء ألأربعين يوماً ومن ثم وأضرموا النار فيه وقتلوه بعد أن قطعوا يده وهو شيخا طاعنا بالسن في الثمانين من العمر وخليفة المسلمين.
أما أمير الفقراء والعدل والمساواة الإمام علي ابن ابي طالب(ع) فقد أغتيل غدرآ وهو على بساط ألصلاة من قبل عبد الرحمن ابن ملجم الصبي اليتيم الذي رباه الامام على ابن ابي طالب (ع) نفسهُ.
وهذا ما حدث أيضآ للأمام الحسين ابن علي (ع) ابو الثوار والاحرار تم قتله واهل بيته وقطع راسه وسبيت نسائه. وكذلك السيد المسيح رسول السلام والمحبة والتآخي بين البشر تم صلبه والتنكيل به, واغلب الاولياء والقديسين وفي كل الاديان استشهدوا طعنآ وشنقآ وحرقآ بسبب هذه ألأختلافات والخلافات .
وبالتالي فحادثة الصحفي منتظر الزيدي كانت عملآ شنيعآ وسابقة خطيرة وقد يضرب كل الساسة بل كل الناس من الذين يختلفون معهم بالأحذية وتصبح لغة " ألقنادر " هي السائدة بدل لغة القلم والحوار المتحضر المتمدن، وأسال ماذا سيحدث لو نزل اي سياسي عراقي للشارع, اليس له معارضون وبعد هذه الحادثة اليس من الممكن أن يضرب " بالقنادر ". لذلك اقول يجب ان يحاكم هذا المغامر وان يحكم علية باشد العقوبة التي يستحقها نتيجة فعلته النكراء هذه لقطع الطريق امامه مستقبلآ وعلى ألآخرين المؤمنين بلغة " القنادر ".

رابعا- بتقديري يجب ان تتحفظ الحكومة على الزيدي ولا تطلق سراحه لانه سيقتل أو يضرب بالاحذية من قبل من يعتقدون بان بوش هو من أنقذهم من الديكتاتورية والقهر والاستبداد ومنقذ العراق من الحروب والموت والدمار وكل الفضائع الصدامية وهم كثر وللانصاف هم الأكثرية الغالبة بتقديري.
كما انه قد يقتل بيد من هم اعداء العملية السياسية من صداميين واسلاميين والقاعدة وما يسمى بالمقاومة الشريفة لالقاء التهمة على الحكومة العراقية ولضرب العملية السياسية بمقتله كأسلوب رخيص.
وبالتالي فأن منتظر الزيدي مطلوب من الجميع والافضل له البقاء في السجن او التوقيف الى أن تهدأ الأمور والقانون يأخذ مجراه الطبيعي.

أما تشديد الحكم وقرارالعقوبة الصارمة فيتوقف على:-
هل ان عمل الزيدي انفعالي غير متزن متهور من شخص غير متزن او مريض نفسي يريد الشهرة ولا يمتلك الوسيلة ام انه عمل واعي ومقصود وفي كل الاحوال يجب ان يحاكم ويحكم.
بتقديري فعلا إنها مصيبة عندما يفقد صحفي لسانه وقلمه ويصبح الحذاء هو اللسان والقلم, والحقيقة ان فقدان اللسان والقلم موروث صدامي, لم يكن يسمح لاي حر بان يمتلك لسان او قلم وكان اللسان يقطع والقلم يكسر والمثقف الحر يهجر او ينفى , ويظهر ان هذا الذي اسمه الزيدي لا يزال يعيش الحالة الصدامية ولا يعرف ان في العراق الان هامش من الحرية وصحافة متنوعة وفضائيات كثيرة وأحزاب تمثل الناس, وأراء مختلفة وتداول للسلطة واحترام للحريات الشخصية, وقد كان كل هذا ممنوع في زمن الطاغية والمعارض يقتل واهله واقاربه واصدقائه ومعارفه.
ومع كل ذلك يصر الاعلامي عبد الحميد الصائح ( يعتقد انه لوتي مال حجي ) كما يقال في العراق وانه بحذلقة او فذلكة او فبركة يستطيع قلب الحقائق والوقائع ويرسم الصورة على مزاجه ويصر على انه يجب اطلاق سراح منتظر الزيدي, استمرار عبد الحميد الصائح بمهنة الاعلام الشريفة اهانة لكل اعلامي عراقي, فقد كرس عبد الحميد الصائح قناة البغدادية التي أخذتها العزة بالإثم وجيرها لإشهار السلاح بوجه العملية السياسية في العراق من مبدأ ان لم تكن ذئبآ ستكون انسانآ في العملية السياسية الديمقراطية وهو يابى الا ان يكون ذئبا.
ايها الصائح حاول تقييم الموضوع كما هو بعيد عن ضغط كونك مع او ضد العملية السياسية ولمعلوماتك ظروف الحدث لا تسعفه ويبقى ما عمله الزيدي عمل ارعن منفعل متهور متسرع طائش غير متزن غرائزي لا يخدم العراق بل يخدم اعداء العراق وحتى الامريكان ويطيل بقائهم.
ما ناله الزيدي من شهرة بين العرب واعداء العملية السياسية في العراق يدلل على:-

اولا- اننا امة مهزومة مأزومة يائسة بائسة تعاني الانحطاط, ومن شدة سرعة تدهورنا نرى الهاوية هي التي تتحرك نحونا.

ثانيا- نحن امة لم تستطع النهوض بالعلم او الفن او الصناعة و التكنولوجيا او نظام حكم ديمقراطي يقتدى به أو حقوق إنسان وحريات, استنهضتها ووحدتها " قندرة " والتمسك بالبداوة ورفض التحضر والمدنية والمدينة والتمدن.

ثالثا- تأييد الحذاء يدل على افلاس سياسي لتلك القوى التي تقف بالضد من العملية السياسية الديمقراطية في العراق, افلاس برامجها وخططها واهدافها النابعة اساسا من قدراتها الضعيفة على قراءة الواقع واتخاذ المواقف المناسبة وتعبير عن انهزام وانكفاء, فالحذاء سلوى للارهاب وما يسمى بالمقاومة الشريفة وتحريك لحالة الفشل لانها لم تحقق اي منجز على الارض يذكر لذلك هي تلوك وتلوك بالحذاء وتعتبره نصرا مؤزرا رغم تفاهته.
شاهدتُ ضيف عربي على قناة البغدادية يقول ويبشر الامة العربية والاسلامية: منتظر رفع رؤوسنا بحذائه وانا اقول هكذا الامم والا فلا, امة لا ترفع راسها الا بالقنادر والشباشب والصنادل.
اخر يقول منتظر يمثل كل العراقيين والعرب اي انه اصبح ثرمومتر للقياس ولم يجر اي احد اي احصاء او مسح لا بالعراق ولا بالامة العربية او الاسلامية.
تظاهرة في الضاحية الجنوبية في لبنان رفعت فيها صورة حذاء مكتوب تحته رمز كرامتنا.
تضامنآ مع الزيدي امرأة تقول انا واولادي واهلي فداء لحذاء منتظر, اي امة هذه التي يوما تكون فداء لصدام ويوم لحذاء منتظر أهكذا رخيص انسان هذه الامة ولهذا الحد .. حد النعال والحذاء والقبقاب.
اخر يقول وعلى قناة البغدادية حذاء الزيدي وسام على جبين كل عراقي وعربي شريف وهو لا يعرف بان الوسام يعلق على الصدر ولا يمكن ان يعلق على الجبين.

هذه امة لم تنتج سوى الاستبداد والقمع والشلل وخنق الحريات والكبت, ومبدعيهم من علماء وادباء وكتاب وفنانيين وسياسيين مضطهدين مهجرين ومهاجرين مساجين او معتقلين او مراقبين من المخابرات والاجهزة الامنية القمعية المحسوبة على هذا النظام العربي او ذاك او تحت الاقامة الجبرية مقموعين من السلطة ومن رجال الدين وفي احسن الاحوال مهمشين يعانون من الفقر المتقع وقساوة المنافي الباردة والغربة القاتلة .
نعم انها امة غير خلاقة غير فاعلة او متفاعلة غير مفكرة او مبدعة امة بلا عقل تعتمد على النصوص الجاهزة والنقل الميكانيكي الاعمى والتقليد والتلقي والتلقين.

لقد أبدع منتظر في ايجاد اسلوب جديد للنضال سيتبع من قبل الفاشلين الذين سيلقون السلاح والسياسة والحوار جانبآ ويستخدمون الحذاء في حل المشاكل والمعضلات. بمعنى اخر منتظر اوجد استعمال جديد للحذاء كسلاح في معركة العروبة للنضال ضد الاستعمار والاستغلال والاحتلال وارجاع الحقوق العربية المغتصبة في فلسطين وسوريا الجولان ولبنان شبعا.

تراجي ذهب :-
انهيار الامم يتواصل عندما لا تشخص الامة اخطائها وتصر انطلاقا من عقائدها ومن إنها تمتلك اليقين المطلق على أن فعلها هو الصحيح.

 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس