| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سامي العامري

alamiri60@yahoo.de

 

 

 

                                                                                      الأربعاء  18 / 6 / 2014

 

عن موت التأريخ في الموصل ومدنٍ غيرها

سامي العامري

في الموصل الحدباءِ ثمَّةَ حَيَّةٌ
يا طالما اختبأتْ أوانَ القصفِ

واليومَ ها هي ذي تَلوَّتْ بغتةً
تُسقيكَ سُمَّاً دونَ أدنى عُرْفِ

فالطائـــفيةٌ لعنــةٌ أبديةٌ
فينا وليستْ مثلَ غيمةِ صيفِ

ـــــــــــ

كنتُ أزمع إضافة أبياتٍ أخرى للأبيات أعلاه فتصبح قصيدةً مكتملة إلاّ أن الحماس تلاشى قليلاً قليلاً وأنا أصغي بقلقٍ وأسىً للأخبار وأشاهد الصور والتقارير وأقرأ مختلف المواضيع المتعلِّقة بالأحداث الأخيرة التي جرت وتجري في العديد من المدن العراقية ومع ذلك كتبتُ عدة سطور نثرية استيحاءً من عمليات الإعدام وضحاياها والتهجير والتفجيرات المريعة التي جرت في الموصل وعدد من المدن العراقية :

......
......
......

حين تكفُّ الحياةُ عن كونها حياةً ،
حين تكفُّ الوردة الحمراء عن كونها كُمّاً من أكمام نديةٍ يزهو بها ثوب الشمس ،
حين تغدو السواقي والجداول سياطاً تُلهِبُ ظهرَ الأرض المخضوضرَ المُعشب ،
حين تملأ الرياحُ بطنها بغبار الصحراء ثم تعود لتتقيأه على وجوه القتلة ويرشُّوه هُمْ على ربوع الوطن سُموماً ونفايات أفكار ،
حين تتشبَّثُ الأجنَّةُ بالأرحام كتشبُّث النحل بخلاياه خوفاً من أن يستقبلها نورٌ رصاصيٌّ من سماءِ وطنٍ كوطني ،
حين تصبح حتى الشمعة سكيناً وضياؤها شفرةً حادة ،
حين يستغلُّ جُرَذٌ نومَ الكواسر فيتهادى متبختراً في الظلمة ،
حين تُحلِّقُ دموعُ اليتامى والكثالى إلى ما وراء الكون كرسالةٍ تُحرج خالقَ الكون وتُعجِزُ الملائكة عن تقديم أي عزاءٍ شافٍ ،
فكم أتمنى حينذاك لو أني كنتُ واحداً من أولئك الضحايا ،
ليس طمعاً بالشهادة ، كلا
وإنما فقط للتخلص من خجلٍ عميقٍ يلاحقني متمثلاً بانتمائي لأعرق حضارة قد احتلَّها ومزّقَ أوصالَها جمعُ حثالات وفي عدة ساعات !


17/06/2014
فرانكفورت

 








 

free web counter