| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سيّار الجميل
www.sayyaraljamil.com

 

 

 

الثلاثاء 5/10/ 2010

 

التاريخ المرئي لعهد الملك فيصل الثاني
1953- 1958

(1)
رؤية نقدية بخطوط عريضة

أ.د. سيّار الجميل

لماذا هذا النقد ؟
عندما تسلمت عدة مناشدات من قراء واصدقاء ومهتمين عراقيين ، كي اكتب شيئا عن مسلسل تلفزيوني اسمه " آخر الملوك " عرض على شاشة قناة الشرقية الفضائية خلال شهر رمضان الماضي ، لم اكن قد سمعت به ، أو شاهدته ، كون هذه القناة لم تصلني الى كندا .. وقد استجبت لتلك المناشدات بالتفرغ لمتابعة حلقات " المسلسل المذكور " الذي وجدته مخزّنا على اليوتيب .. وبالرغم من ضيق وقتي ، الا انني آليت ، بعد أن مضيت في مشاهدة حلقات هذا المسلسل ، أن اكتب دراسة نقدية عنه ، واعالجه في باب النقد التاريخي الذي نحن بأمس الحاجة اليه اليوم ، ونحن نعيش في خضم فوضى فكرية تجتاح حياتنا ، وخصوصا ، نحن العراقيين . ويبدو أننا استسهلنا كل المجالات لنزيد من حطامنا من دون اية اعتبارات علمية وفنية ولا اجتماعية حقيقية ، ولا أي احترام لتاريخنا القريب وموتانا جميعا ، مهما كانت أروماتهم واتجاهاتهم ومعتقداتهم السياسية التي آمنوا بها .
إن هذا " المسلسل " يأتي ، كما يأتي غيره ، ليقع في خضم هذه الفوضى العارمة التي نحن بأمسّ الحاجة جميعا الى العقل والحذاقة والنقد في معالجتها معالجات هادئة ، بعيدا عن اي توجهات سياسية ، او قناعات ايديولوجية ، او سذاجات اجتماعية .. وصدّ كل ما يحصل من تشوهات وتزويرات وأخطاء لا تستوي ومنطق العقل ، ولا حقائق التاريخ .

تجربة فاشلة لم يستفد منها أحد !
اكتب هذا اليوم ، وانا لست ضد قناة الشرقية الفضائية التي صرفت أموالها هباء على هذا المسلسل ، ولا ضد صاحبها الأخ سعد البزاز ، ولست ضد مؤلفه او مخرجه او منتجه او مستشاره التاريخي .. ولا حتى ضد الذين أدوا الادوار فيه من أخوة ممثلين مبدعين ( بعضهم من الأصدقاء ) ، وفنيين محترفين وكومبارس وعاملين .. بل يدفعني الحرص على ان نكتب او نعيد الرؤية لتاريخ عراقي قريب جدا على افضل وجه .. وان لم تنجح محاولاتنا ، فان السكوت افضل لنا ، كي نترك المهمة لاجيال قادمة . اكتب هذا ، بعد ان صرفت الساعات الطوال على مشاهدة عمل فني عراقي ، واكتب عنه بلا أي جزاء ولا أي شكر ، ولا اطلب أي ممنونية من أحد .. أكتب وأنا مقتنع تماما بأن المسؤولين والمشاركين في هذا العمل سوف لا يلتفتون الى ما اقول ، او ما يقوله غيري ، ولكن سيهتم بما أقوله كل الذين كانوا يترقبون عملا ناضجا ، ولكن خاب أملهم ! إن تجربتي وملاحظاتي في كتابتي ضد المسلسل الذي سبقه في العام الماضي وعنوانه ( الباشا نوري السعيد ) لم يأخذ أي أحد بها ويا للاسف الشديد ، بل جرى الدفاع عن الأخطاء من دون أي اعتذار ، بل ونصّبوا من أنفسهم فقهاء في تاريخ العراق .

إنني واثق أن المسؤولين عن هذا " المسلسل " المسمّى " آخر الملوك " لم يأخذوا بآراء المستشار التاريخي ، وهو الصديق الأستاذ الدكتور عماد عبد السلام رؤوف الذي عرف بدقته وموضوعيته .. ويبدو انه قد حدث له نفس ما حدث لي عندما كنت مستشارا لمسلسل ( الباشا ) ، فكنت أن أعلنت براءة ذمتي من ذلك العمل لاحقا بعد عرضه ، وانكشاف أسباب حالت دون تقديمه بالشكل اللائق ، كما جاء في تبريرات المسؤولين عنه وقت ذاك . لقد كتب في نقد مسلسل " آخر الملوك " عدد من الكتّاب والمتابعين الأجلاء ، فقد قرأت ما كتبه الأخ الأستاذ جاسم المطير في عدة حلقات وعالج الموضوع سياسيا ، وكتب الأستاذ طارق الخزاعي مقالا نقديا ، وعالجه من باب فني وسياسي أيضا .. ولا ادري إن كان غيرهما قد نشر أي نقد عن المسلسل ، دعوني أعالج الموضوع تاريخيا ، متمنيا على طاقم مشروع هذا " المسلسل " أن يأخذوا بما سأقوله على محمل الجد ، فليست لي أية أجندة سياسية معارضة ، بل أن غايتي علمية صرفة ، وهي تلّح من اجل تقويم الأخطاء ، كي نقدّم صورة سليمة للأحداث والأشخاص بعيدا عن إطلاق الاحكام السريعة ، ناهيكم عن هدف آخر بأن يبقى تاريخ العراق نظيفا ، وبعيدا عن كل تزوير وتشويه كما نشهد ذلك اليوم في خضم الفوضى الفكرية والسياسية العارمة التي يخوضها كل العراقيين .

من الباشا نوري السعيد الى الملك فيصل الثاني
نعم ، اعتقد أن قناة الشرقية الفضائية ، لم تستفد ابدا من تجربتها السابقة في العام الماضي عندما عرضت مسلسل (الباشا) ، ولم تنظر ابدا الى ما كتبه العديد من النقاد والمتابعين من ملاحظات نقدية واضحة ، وآراء وافكار وتصويبات فاضحة ، فعاودت تجربتها ثانية وبمسلسل آخر ، ولكن كان عنوانه هذا العام ( آخر الملوك ) ، وهو يحكي التاريخ المرئي التلفزيوني لعهد الملك فيصل الثاني في العراق 1953- 1958 . وهنا أسأل قناة الشرقية وبالذات صاحبها الأخ سعد البزاز ، وهو ممّول المشروع : ما الذي يمنع قناة الشرقية من عدم الاستئناس بآراء الذين لهم خبراتهم ومعلوماتهم ومعايشاتهم وشواهدهم ؟ ما الذي يمنعها من استمزاج آراء من تبقى من اناس عراقيين قدماء شهدوا ذلك العهد ، والذي دام خمس سنوات وثلاثة أشهر من خمسينيات القرن العشرين ؟ واذا كانت الشرقية في العام الماضي قد بررت اخطاءها بالاستعجال ، والظروف الصعبة والضيقة ، والأسباب السياسية .. فما هو تبريرها اليوم ، وهي تقدم تاريخا مرئيا مشوها تابعته الالاف المؤلفة من الناس على شاشة التلفزيون ؟ لماذا تصّر الشرقية على أن ما تقدمه هنا هو الصحيح ، وتضرب عرض الحائط كل الذين ينصحونها ، ليس لكي تقنعنا بكل ما تفعله ، بل لكي لا تقدم للاجيال الجديدة تاريخا مشوها عن عهد اختلف فيه السياسيون والإعلاميون ، ولكن اتفق حول تقييمه العلماء والمؤرخون ؟ وهل تعتقد ان من الشجاعة بمكان تقديم عدة شخصيات عراقية راحلة بطريقة مشوهة ، وأنها لا تطعن عن قصد وسبق اصرار باهم ما يعتز به الأبناء والاحفاد ؟ اذا كان فيصل الثاني لم يجد اليوم من يدافع عنه وعن أسرار بيته ، فان من حق أبناء العديد من الشخصيات العراقية التي ظهرت في المسلسل اليوم مقاضاة الشرقية على سوء ما قدمته بصدد آبائهم وامهاتهم واجدادهم ، كما اعلمني بذلك احد ابناء اولئك الناس!

طبيعة عهد فيصل الثاني
يعتبر عهد الملك فيصل الثاني 1953- 1958 من اهم ما مر بالعراق من عهود في القرن العشرين ، اذ شهد حراكا سياسيا وفكريا واجتماعيا .. وفيه احتدم الصراع الى اوجه بين الشرق والغرب ، وفيه نضجت افكار العراقيين ، والنخب ، والبورجوازية الوطنية ، والحركات التقدمية .. ناهيكم عما قدمه العراقيون من ابداعات على المستوى التشكيلي والادبي والفني والعلمي .. وفيه يبلغ الصراع اشده في الدواخل العراقية طبقيا وفكريا وأيديولوجيا.. وخلال ذلك العهد يبلغ فيه الحراك القومي اشده من خلال صعود نجم الرئيس المصري جمال عبد الناصر ، ومن خلاله تبلغ الحرب الباردة العربية اوج ذروتها بين مصر والعراق ، وتتحقق الوحدة المصرية السورية لتقابل مباشرة بالاتحاد الهاشمي بين العراق والاردن عام 1958.. إننا أمام مرحلة تاريخية صعبة جدا ، فمن يطمح أو يريد المجازفة بمعالجتها علميا وفنيا من خلال مشروع تاريخ مرئي تلفزيوني ، فان عليه ان يكون دقيقا ومحايدا وموضوعيا ومستقلا .. ان هذا المسلسل اراد ان يضفي المديح لفيصل وعهده ، ولكنه فشل فشلا ذريعا ، لأنه شوّه الحقائق ، وقدم كل المرحلة وشخصياتها ومناخها العام ، بأسلوب ساذج لا يمكن ان يقبله خصوم ذلك العهد ، فكيف يكون مقبولا من قبل المؤيدين له .. ونحن ندرك ان العراقيين كانوا وما زالوا لهم انقسامات شديدة في رأيهم بتقييم ذلك العهد . نعم ، ونحن بعد مرور أكثر من خمسين سنة ، نشهد انقساما حادا بين مؤيدين له وبين خصوم ضده . صحيح ان التاريخ لا يمكن تمثيله على وجه مطابق تماما ، ولكن ما يؤلم حقا ، أن تفهم الأجيال الجديدة التي لم تقرأ تلك المرحلة قراءة متمعنة وتفصيلية ، بأن ما قدمه المسلسل هو الحقيقة بذاتها .. وهذا غبن كبير يلحقه العراقيون بتاريخهم عن قصد ، بل وجرم كبير أن يجد كل العراقيين تاريخهم القريب مزيفا ، وهم يتابعونه في بيوتهم وغرف نومهم .

ذوو العلاقة الاولى
أثناء متابعتي ومشاهدتي لحلقات هذا العمل ، قمت بالاتصال بعدد كبير من الاصدقاء ، وخصوصا من ذوي العلاقة بتلك الشخصيات التي ظهرت في " المسلسل " ، لاستطلع رأيهم ، او استجلي مواقفهم ، او استفسر عن معلومات خاصة منهم .. فوجدتهم كلهم يغالبهم الاستياء الشديد ، وبعضهم عزف عن اكمال مشاهدة المسلسل لرفضه هذا التشويه ، وهذه السذاجة ، وهذا التصنّع . نعم ، لقد اتصلت بكل من الأصدقاء الفضلاء والفضليات : السيدة تمارا الداغستاني ، والأستاذ عطا عبد الوهاب ، والأستاذ يقظان كامل الجادرجي، والأستاذ عماد عبد الوهاب مرجان ، والأستاذ عصام صالح صائب الجبوري ، والأستاذ موفق عبد الرحمن التكريتي ، والسيدة سلوى جمال تحسين علي ، والسيدة ميادة العسكري ، والسيدة اميمة محمد صديق شنشل ، والأستاذة زكية حقي وغيرهم ممن لا يود ذكر اسمه . ويجمع كلهم على صحة كل الآراء التي أعلنها للملأ الآن . وكم كنت اتمنى على المؤلف الاخ فلاح شاكر ان يتصل بعدد كبير من ابناء تلك المرحلة ، أو بمن له صلة بها ، كي يسترشد بمعلوماتهم وافكارهم وهم كثر .. هل تمّ الاتصال بالدكتور فالح حنظل الذي كتب كتابا عن نهاية قصر الرحاب ، وانه كان ضابطا في الحرس الملكي إبان عهد فيصل الثاني وكان شاهدا ؟ هل تم الاتصال بالسيدة تمارا غازي الداغستاني التي تعتبر من اقرب المقربين للمرحوم فيصل وعائلته ؟ هل تم الاتصال بالشريف علي بن الحسين ووالدته الأميرة بديعة التي تقطن في لندن ، وهما من اقرب المقربين ؟ هل تم الاتصال بعوائل معينة تمتلك الرؤية الكاملة عن تاريخ تلك المرحلة ؟ هل تم استمزاج رأي بعض المؤرخين العراقيين الذين كتبوا عن تلك المرحلة كتابات اكاديمية ومذكرات سياسية ؟
انني اذ اكتب عن هذا " العمل " التلفزيوني الذي يعرض عهد الملك فيصل الثاني ، فانني اعالجه من منطق مؤرخ عراقي مستقل لا يتعاطف مع اي عهد ، ولا يدافع عن اي اشخاص ، ولا ينطلق من محاباة اية جهة او حزب او جماعة .. لن ادافع عن عهد ملكي ، ولا أهاجم أي عهد جمهوري .. لم اكن ملكيا اكثر من الملك ، ولم اكن شيوعيا ، ولا بعثيا ، ولا قوميا ، ولا إسلاميا .. انني انسان حر يمتلك رؤية معينة لتاريخ العراق والمجتمع العراقي يدركها جميع من يتابع اعمالي وكتاباتي ، وليس لي إلا محاولات متواضعة لمقاربة الحقيقة .. وما يهمني قبل كل هذا وذاك العراق ماضيا وحاضرا من اجل عرض أية مقاربة تخدم مستقبله والاجيال القادمة .

المشكلة الحقيقية
ان المشكلة الحقيقية التي يعاني منها العراقيون اليوم ، ويفصلهم عن ذاك العهد اكثر من نصف قرن ، الاختلاف الكبير بين الذي كان عليه العراقيون عهد ذاك ، وبين ما آل اليه وضعهم وتفكيرهم اليوم .. بين مناخ سياسي وفكري واجتماعي كان عليه آباؤهم ، وبين الذي آل إليه الحال هذه الايام على أيدي الأبناء .. إن التباين الذي يحكم مرحلتين باختلاف ثقافتين اجتماعيتين ، ومناخين سياسيين ، وذهنيتين متباعدتين .. تباين واضح ومتباعد بين مجتمعين اثنين : أولاهما كانت تسوده العلاقات القديمة والمتوارثة وقد ترسخت فيه قيم الأسر المتنفذة والأعيان والطبقات القديمة في المدن ، والمحددات التي تعرفها كل طبقة في المجتمع وقت ذاك . وثانيهما ، غدت تسوده العلاقات المتنافرة والفوضوية والطفيلية ، مع انهيار منظومة القيم القديمة بايجابياتها وسلبياتها . لقد تغّيرت حتى اللغة المحكية التي كانت تسود في كل مدينة عراقية ، وخصوصا العاصمة بغداد .. لنشهد اختلافا مضحكا حتى في مخارج الحروف لدى الناس الجدد ، وهم يؤدون أدوارا لأناس لم تكن لغتها المحكية هكذا أبدا !

إن أزمة " المسلسل" تقع تحت وطأة هذه " المشكلة " التي قلما يستوعبها مؤلف مسلسل ، او مخرج له ، أو منتج شاشة، أو ممثل دور .. ولعل تمثيل ادوار مرحلة وشخصياتها ونخبتها وطبقيتها واحزابها وافكارها .. وخصوصا إذا استقطبها " ملك " يقف على رأس الجميع .. وهي من أصعب ما يكون على ايدي اناس لم يدركوا طبيعة المناخ العام الذي كان يسود ، فكيف بالتفاصيل الدقيقة التي كانت عليها الاوضاع ؟! كيف يمكن لاناس ان يقدموا ادوارهم عن مرحلة تاريخية عمرها خمس سنوات من حياة العراق ابان اواسط القرن العشرين ، وهم لا يجيدوا ما كان يسود من تفكير سياسي ، أو مناخ فكري ، أو حتى اللغة المستخدمة ؟ وهل انحصرت كل الحياة العراقية بقصر ملكي يقبع فيه اشخاص ما كانوا يعيشون كما عرضه المسلسل ابدا هكذا بكل شخصياتهم ؟ لماذا ضيّع موضوع الملك فيصل الثاني بسذاجات وتفاهات ليس فقط انها لم يكن لها اي وجود ، بل لأنها اساءت الى تاريخ معين ..

إن التاريخ المعين الذي يرمز له بعهد فيصل الثاني ، لم يكن ملكا له ومفوضّا باسمه في الطابو ـ رحمه الله ـ بقدر ما كان للشعب العراقي عهد ذاك ؟ لماذا شوّهت اللغة المستخدمة تشويها كاملا ؟ لماذا وقع المسلسل باخطاء لا تغتفر من النواحي التاريخية والفنية ؟ ان الاخ المؤلف لا اعتراض عليه كونه يمتلك موهبة فنية وحبكة روائية ، ولكنه عجز منذ مسلسله الاول عن الباشا نوري السعيد ، وزاد من تعاسة الموقف في مسلسله اليوم عن الملك فيصل الثاني ، كونه لا يمتلك اي رؤية تاريخية عن تلك المرحلة أولا ، وان ثقافته التاريخية محدودة ، بل تكاد تكون منعدمة .. فلا يمكن ان يصلح ابدا للتاريخ الروائي او التاريخ المرئي .. وأتمنى عليه أن لا يبقى يعاند ويكابر ويدافع عن أخطاء ارتكبها ، وجعل الآخرين في عربته يدوسون على تاريخ العراق بهذه الطريقة ! إنني واثق بأن الأمر لا يعني أحدا اليوم ، ما داموا يعتقدون أن الفيلم أو المسلسل ضرب ضربته ، أو هكذا يتوهمون ، وسيقومون بالتحضير لمسلسل آخر في العام القادم ، وستبقى قناة الشرقية تمضي في مثل هذا الطريق من دون ان تقول كلمة وفاء لمن يخدمها علميا ، وان من يخدمها علميا لا يطالبها بأي مقابل !

 

تنشر على موقع الدكتور سيار الجميل بتاريخ 4 اكتوبر 2010

 www.sayyaraljamil.com

 

free web counter