| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سيّار الجميل
www.sayyaraljamil.com

 

 

 

السبت 26/4/ 2008



بيان أدبي

أ. د. سّيار الجَميل

لا اعدّ نفسي شاعرا ، ولكني اهوى الشعر واعشق موسيقاه وبحوره ونقد اغراضه وموضوعاته وتواريخه .. وأردده بيني وبين نفسي من حين الى آخر كواحد من ابرز الفنون الادبية التي تمّيز بها العرب منذ القدم .. وكنت اقرأ قبل ايام قصيدة وردتني من احد الاصدقاء بواسطة الايميل ، وهي للشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد وكانت بائية من بحر البسيط يبكي فيها العراق بين امجاده التي ذهبت في خمس سنين ، وقد ختمها بمديح منه للرئيس السوري بشار الاسد .. وأود ان أوضح للعالم اجمع بأن الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد لا اعرفه ولا يعرفني ، ولم التق به ابدا ولا تربطني به اية علاقة ولا اي صداقة ابدا ولا حتى عن طريق المراسلات .. اقول هذا مضمنا اياه هذا البيان الادبي بعد ان اسيئ الي ّ كثيرا عندما نشرت قصيدة كانت ردّا على قصيدته البائية التي اثارتني حقا ، فكتبت ردّا عليها بقصيدة من نفس القافية ونفس البحر .. ونشرت النص بعد ان اطلعته على صديقين أديبين وشاعرين متخصصين عزيزين أثنين ، في كّل من امريكا وهولندا ، فباركا العمل مع ملاحظاتهما القيمة ، ولما كانت الناس غير مطلعة على قصيدة السيد عبد الرزاق عبد الواحد ، فقد فسّروا قصيدتي اهداء له وليس ردّا عليه . وهذا ليس بصحيح ابدا ، اذ كنت اتمنى على القراء الكرام ، وخصوصا اولئك الذين يتابعون اعمالي ومقالاتي من الادباء والمثقفين العراقيين بمختلف اتجاهاتهم السياسية وافكارهم وتياراتهم ، ان يتأملوا في المعاني التي تضمنتها القصيدة التي نشرتها ، ويقارنوها بالقصيدة التي نشرها السيد عبد الرزاق عبد الواحد قبل اصدار الاحكام السريعة والتعليقات الجائرة .. لقد كان النص الشعري الذي نشرته بمثابة رسالة فكرية تأملية ، أرد بها على السيد الشاعر عبد الواحد الذي اعترف امام الجميع بشاعريته الرفيعة وقوة أدبه العربي حقّا ، ولكنني لم اكن يوما معه ابدا في كل مدائحه التي سطّرها عن سيده وعن عهده .. ولم اكن يوما في ما مضى مع تلك النخبة من ادباء السلطة وشعرائها رجالا ونساء من الذين لم يكن لهم الا تمجيد الدكتاتورية وكتابة المدائح والتسابيح .. مرة أخرى ، اتمنى على كل من أساء لي ، أن يعيد النظر ، والعودة لقراءة ما اردت توصيله من افكار ومعاني وصور واوصاف عن بلاد اصابها التهتك والاوصاب ليس في خمس سنوات فقط ، بل على امتداد خمسين سنة مضين . فهل بلغت رسالتي الجميع ؟ وهل فهم بياني الان بعد كل هذا " التوضيح " ؟ وبهذه المناسبة ، اتقدم بالشكر الجزيل الى الصديق الاستاذ فؤاد مرزا الذي أثار هذا " الموضوع " في رسالته لي يوم أمس ، وجعلني اسارع بكتابة هذا " البيان " الادبي كي تطّلع جمهرة المطلعين والمتابعين والقراء المثقفين اجمعين على حقيقة الامر . أتمنى ان اكون قد اوضحت الامر ورفعت اللبس الذي حصل والشكوك التي تدور .. مع احترامي للجميع ..
والمقرون باسمى التقدير والحب الكبير .

د. سّيار الجميل
كندا
25 ابريل 2008

خمسٌ مضينَ ومنْ خمسينَ تاريخهم


التي مطلعها

قـُلْ ليْ وَقتلُ العـراقـيِينَ ما نـَضَبا
استـَوْلدَ الرَحْم َ أم استـَنزفَ العَصَبـا؟

وسائلِ الـحُزْنَ مِلْءَ القلب ِفي وَطَني
عَـن الكوارث عما قيلَ أو كُتِبــــا

خَمْسٌ مَضيْنَ ومنْ خمسين صفحتهـم
كادت من اللؤم أن تفنى وتنسحبـــا

والتي اختمها بالقول :

وآثـَروا أن تغنّوا الليّل ما اتسّعــــــت
ضِفافنا لنْ ترَى إلا لَها عَبَبـــــــــا

يكادُ دِجلة مِمـَّا فـيـهِ مِن عَبـــــــقٍ
على البساتين يغري كأسنا حببـــــــا

ما عاد يطعمنا في جوعنا كـــــــربٌ
والأدعياءُ استطابوا دوننا الرطَبــــــا!

هي رد على القصيدة الأخيرة للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد التي مطلعها :

قـُلْ لي ، وموتُ العـراقـيـِّينَ ما نـَضَبا
أستـَلهـِمُ الحُـزنَ ، أم أستـَلهـِمُ الغـَضَبا؟

والتي يختمها بقوله :

أعـمامُنـا لـَن تـَرى وَجها ًلـَهُم رَطِبا!
إلا دمشق..وباسم ِالنـَّاس ِفي وطني
أقـولُ أَ دَّ ى بـَنـو بَشــار ما وَجـَبـا
 


 

Counters