| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

سامي عبدالمنعم

 

 

 

 

الثلاثاء 29/12/ 2009



قراءة في رباعية ابو گاطع
الجزء الاول [ الزناد ]

سامي عبد المنعم

واحد شرطي او واحد غولچي
حسين : ميت هله ابذوله المجبلين على اضهورهن چنهم شياطين
سعدون : يا حسين مية نوبه گتلك اچفينه شر هالحچي
يا امعود هاي حكومه .. لا اتجيب النه شبهه
حميد ابو لبينه : تف يا ول نصيب .. هم حضروها الشرطه ؟
سعدون يعترض على مغادرة الضيوف : اتعشو وامشو
ابو لبينه : صار حاتم طي ابذبيحتي .. خلهم ايولون
سعدون : ابشرف الحكومه ما ترحون الا تتعشون
ابو لبينه : شنهي هالزحمه .. يحلف ابشرف الحكومه لو ما خيافة الله چنت اگول على شرفك وشرف الحكومه خوش حچي خليهم ايولون شنهي خيرهم ..؟
بين الخير وبين الشرطي عداوة ابليس ويه بسم الله الرحيم
افيش .. هسه ارتاحيت . روحه بلا رده
سعدون : السفر ما ينراد ويه هذا المگلسن صلال شايف روحه شوفه ... حافظله چم چلمه
اخذ خلف يضيف صنوف من الشتائم : ابو المعيديات ابو الكاوليات ابو الدنبك صلال
حسين : اي عدكم اياه .. غيبة الصبح الواحد ابسبعين
اطلت حسنه من خلف الصيره : بويه انزع دشتاشتك وشماغك حتى اغسلهن للسفر
خلف : اللهم صلي على محمد .. صرتي مره من صدگ اتخوفين الجندرمه بعدچ تاخذيني يو بطلتي ؟
خلف : يا ولد هذا زبونك طايح حضه .. موش مال هيچ طرشه ومواجهة الانگريزي
حسين : سعدون هذا كلاشك ما ايلوگ الوجه الحاكم الانگريزي
سعدون : ياهو منكم عنده كلاش زين ؟
حسين : انه كلاشي ايعضه الچلب وايعوص.. هالتشوفه ابعينك
خلف : انه احترگت فرده من كلاشي وصارلي مده امشي حافي
حسين : سعدون ابو لبينه عنده خوش كلاش
سعدون : خلف ابروح ابوك هاي ضلت عليك اتروح لبو لبينه واتگله انريد كلاشك للبركه حتى اتصير طرشة سعدون راشده
خلف : غصبن على شيب الانگريزي وشيب ابوه وده على سعدون
ناصر ابن حسين : احسن تودايه .. بيها سبع احضوض .. والاحسن منها ترحون اتنامون يغاتي .. الدنيا بارده واخاف عليكم  من البرد . وخلوني لوحدي انوم فالح واطمره بفراشه ...
اريد اشوف شغلي وياها الليله ليله استافي الغضه والمضى ..
الف حبه ما بين الخدود والنهود .. بعد اكثر من هذا الوفه اشتردون ؟
الليله ازين شيب ابوها وشيب الانگريزي .. لا الانگريزي سوه احسن دگه ابعمره وده على ابوها حته اشوف شغلی
اف ما عول اخلص من ذوله .. النوب فالح صارلي ابو زيد الهلالي
ولك نام لا يامال النويعم گلب حافرك .. شنهي الليله ذار ملح بعيونك ؟
لقد اقلق غياب سعدون ابو لبينه حيث خاطب زوجته : تدرين..؟ كلاشي تگطع .. وچاد تگطع .. اهل بغداد كل مشيهم على الصخر والصخر ياكل گاعية الكلاش بساع بساع
فجأة ترائى لهم ثلاث أ شباح عن بعد .
قال عبيد ابن غافل : انه اشوف سعدون راچب حصان او وياه واحد والحصان الثالث امحمل غراض .
عاد سعدون بعد ان مكث قليلا في بيت العائله وهو يحمل نارا مشتعله داخل وعاء لماع تحيط به زجاجه مستديره حولها انبوبان وفوقها غطاء مثقوب من جوانبه وله حماله معدنيه .
ارتسمت علامات استفهام على وجوه الجميع .
تسائل خلف : هذا شنهو..؟
اجابه سعدون : هذا فانوس
رد خلف مستفسرا : فنوص ؟
سعدون لا هذا فانوس
خلف : فانوص ..؟ بلابوش دنيا
عفيه حكومه كلشي اتسوي ؟ انهجم بيت الانگريزي
ايباه ... اشلون شغل .
لايامناعيل الوالدين يا هل حكومه
سعدون وهو يخاطب خلف : خلف اكرامية الحكومه صارت موش
على رايك الحاكم الانگريزي گال لازم الاكراميه اتصير مو فلوس اتصير على شكل شراء مضخة ماي : اتمص الماي من الشط واتبزه بالنهر .
اجاب غافل : اي شفناها ذيچ السنه من رحنه للزياره ، حصان امعصبين عيونه ويفتر على بير بي دولاب والدولاب بي مواعين
سعدون : خايب انته اتغني بالكوز ، هذا الشفتا انته ابكربله ناعور ، المضخه كلها حديد ، وابطنهه نار ودواليب المكينه اتدور وحدها
اجاب خلف : بلابوش دنيه . كلشي ايصيرمادام ابنادم اتعلم ايملچ الحديد بيده مثل الطين .
سعدون : انهجم بيت صلال يندل كل بغداد ، داهيه يندل كل مچان ابغداد ... الچاي خانه / اللوغنطه / المسافرخانه /السواگه
أضاف خلف : والتياترو .. والكاوليه ... والمنزول . صلال مثل ذيل الچلب ما ينعدل طول عمره هوه هيچ
استاء سعدون من تعقيب خلف قائلا : الزلم مخابر مو مناظر
رد عليه خلف حانقا : بس لا يصفرلك واترومه .
سعدون : لوما حسبة المكينه چا اشتريتلكم صوغات زينه .
خلف هاك ، ناوله الزناد
جبتلك اكبر صوغه
لا لا ما اخذ ازنادك
سعدون : وروح امهلهل لازم تاخذه انه اشتريته مخصوص الك
اخذ صلال يطنب بمواصفات مضخة الماء ويعدد فوائدها ومن اهمها زراعة المخضرات .
همس خلف باذن حسين : چنه صار الحچي اتخروت انوب ايريدنه نزرع شلغم وفجل .
اجابه حسين : شكو بيها حتى لو متت اتگول عليك الشاعره
يزراع الفجل والشلغم ابراگه عليك الطم واسوي الگاع رگراگه
اخرج سعدون ساعته من جيبه متضاهرا بانه يعرف كيف يقرأ الوقت .
ضحك خلف قائلا: والله هاي ساعتك ذكرتني بحچاية شيخ دخيل
فرد يوم : الدنيه چانت امغيمه ابرمضان ، وذن شيخ دخيل والناس فطرت . وره اشويه طلعت الشمس .
صعد شيخ دخيل على الصوباط واخذ يصرخ بعالي صوته
[ ولكم اچذب .. اچذب لحد يفطر على وذاني واللي افطر خطيته ابرگبته. ]
اثناء ذهاب عائلة خلف لحصاد محصولهم كانت زوجة خلف تبسمل
[ اللهم صلي على محمد والي محمد .. عين الحاسود بيها عود عمري ما شفت هيچ زرع بالبترا.]
لاحت لحمزه ابن خلف تلك العلامه التي صنعها والده كانها قبه
[ بويه .. بويه .. هذاك شنهو..؟ ]
اجابه خلف باقتضاب : [ هذاك سراب بويه ]
رد حمزه [ لا بويه موش على السراب انشدك على هذا الچنه گبة ايمام ].
اجاب خلف [ اي هذاك مگام .. مگام سيد سراب .. فضني ]
اصرت زوجة خلف ان تاخذ عباه من الزرع الجديد قائلة ..
[ ما يصلح على اهل البيت ياكلون طعام حايل بعد الحصاد ]
اجابها خلف مستهزء[ هذا ابيا كتاب غريتي ثواب للمرحوم ابوچ والشافته عيني ..؟ ] اجابته بطريقة النهر : عيب لا ايسمعك الفرخ .
مر اسبوع على اشتغال مضخة الماء وما زالوا اهل القريه مدهوشين بادواتها وحركاتها وصوتها ، ومنظر الماء المتدفق.
قال خلف [ ايباه ... حسبالك كنبار مبروم .. بلابوش مكاين ... اليعيش ايشوف كلشي ... قدره الاهيه... حيل ابنادم ما ينكدر عليه استخفر الله.. اشحده ابنادم ابغير ارادة ربك .]
سال خلف حسين مستفسرا: [ اگلك حسين .. شتگول اشكثر ياخذون من عدنه بدال ماي المكينه ؟ ]
اجابه حسين تالي الليل تسمع حس الصياح...
اجابهم مله حسن : تدرون انه افتهم حچي المكينه ..؟
دسمعوا شتگول : [ جيب افلوس يا ديوس .. جيب افلوس ياديوس ]
لاچن بالسنه المجبله راح اتبدل حچيها وتگول :
[ اخذ افلوس ... اخذ افلوس ]
اجهد الشيخ سعدون نفسه للبحث عن روزخون لاقامة عزاء عاشوراء في مضيفه ... تعزية الحسين من مستلزمات الشيخه و متممات الابهه ... فاستقدم السيد علي الكربلائي كروزخون من الدرجه الممتازه .
طلب خلف من السيد الكربلائي ان يقيم تعزيه في بيته مثلما فعل  مع السيد ابو شراره .
انتفض الروزخون قائلا : اتريد ان تساوي نفسك ويه السيد ؟
انه اقره ابيت السيد باعتباره ابن رسول الله واحسبها خمس  وزكات السيد للسيد حلال .
اجابه خلف : اقرالي على گد فلوسي [ سوها گطف ]
علي اويهچ يبزيزينه مولانه ...
اغتاض السيد ونصح خلف ان لا يتعرض لتعزية الحسين .
ولم يقتنع السيد الا بعد رفع الاجور وكذلك طلب حسين ان تقام التعزيه في ربعته ، ورتبت المجالس على النحو التالي :
مجلسان في مضيف الشيخ سعدون صباحي ومسائي
ومجلس في بيت خلف واخر في بيت حسين .
في اليوم الثاني من عاشور همس خلف في اذن حسين ابو ناصر
[ فطنت للسيد الروزخون..؟ ابربعتي او ربعتك ايسوي اقرايته طفيرك يا گمر ... وابمضيف سعدون وابربعة ابو شراره ايسويها ابطول سنة لوعه ... اشكثر حچي ... اشكثر نواعي
ابربعتي او ربعتك يحچي على زهير وبرير وزعاطيط مسلم ابن عقيل ... وبمضيف الشيخ يقره على العباس والحسين وعلي الاكبر وابطال بني هاشم ... ليش؟
اجابه حسين : جده ينتغم منه ... گام ايشرب النه على گد افلوسنه
كان ناصر ابن حسين على موعد مع حسنه بنت الشيخ سعدون حبيبته عند بدأ التعزيه . حلق ذقنه سوى شاربه ابعد رأس البصل الذي قدمته له امه كغموس اكتفى برغيف الخبز .
حان وقت اللقاء ... تناهى له صوت الوزخون [ ياليتنا كنا معكم لنفوز فوزا عظيما ] يابعد چبدي صدگ الليله فوزا عظيما ...
دخيلك يا ابا عبد الله : لا تحسبها عليٌ ذنب الدنيه اتريد والاخره اتريد ... وعبدك وابن عبدك گلبه صاير عطاب .
تسلق جدار الحوش .. شعر بضعف ساقيه زجر نفسه ...
[ اتخسى يا جبان ، الرجال اتفوت على الرصاص وما اتبالي انه اخو راشده ... ياحيف والله ]
اجتاز جدار البيت ضللته بعبائتها وغابا بعناق طويل .
في نهار التاسع من عاشوراء الكل يهيئ نفسه بما ينسجم مع  المناسبه ،
سال نعمه والده [بويه .. انته هم تاكل جلي ؟ مال حنطه ؟
اي بس اخاف على ضروسي بويه .
نعمه : بويه امي عدها سمسم ضامته النصره ما يتعب ضروسك
خوش چا من اتجلون سمسم انطوني شويه وياكم بويه .
بويه اريد اسعلك سوعال : صدگ الجداوه ابليلة الحيه ثواب ؟
اي بويه ثواب ... وبوگ الدجاج هم ثواب ... كله ثواب
بويه لو بگنه دجاجه الليله تاكل ويانه للثواب ؟
اجابه ابوه : انشد امك ...
انشدك انت بويه .
لا انشدها هيه ، منطرف الثواب ابليلة الحيه .
سالت ام ناصر ولدها [ يمه ليش ما تلطم ويه الاولاد ؟ ]
اجابها : اي يمه الليله الطم .
اي يبعد امك حتى الله ينطيك امرادك .
اللیله هیه العاشر من محرم الحرام .
استقبل بیت الشیخ سعدون ، بعد غروب الشمس شابات القريه .. انطلقن وهن ناشرات الشعور مرددات : [الليله حيه للصباح ...ارياح يا من تستراح ] عبق الجو باریج الحناء والمحلب والمسچ وروائح نسويه متميزه .
انطلق موكب الرجال .. من مضيف الشيخ سعدون بمحاذات نهر الغراف ، يتقدمه مشعل كبير ، وردد شاطيئ النهر صدى لطمية الرجال [ درعم العباس واظلم كونها : صاحة الفرسان طب طاعونها ]
شاع خبر في القريه: ان حسنه بنت الشيخ سعدون قد خطبت الى شعيب ابن صلال .
ضرب خلف كف بكف قائلا : ها .. انه ابو حمزه .. سواها الخبيث صلال ؟ ربطها سدر وچوتلاني ، رحمه على ابوك يا حسين چيف لنك زلمه صدگ ، واتبول من صرتك ، وچنت عارفها واتهوس بس لا يصفرلك واترومه .
بادر حسين يسال الشيخ سعدون حول امكانية الاستغناء عن ماء المضخه والاعتماد على السيح في سقي المزروعات ،
استشاط سعدون غضبا قائلا: [ شنهي هيه ؟ لعب زعاطيط ؟ لعبنه لعبنه بطلنه بطلنه ؟ عيب عليكم ... استحوا .
اجابه حسين بسخريه لاذعه [ چنها صارت اتريد ارنب اخذ ارنب اتريد غزال اخذ ارنب ؟]
غادر الشيخ سعدون المضيف غاضبا وهو يردد [ انتم موش عرب ناموس عرب دنبوس ]
انتشر خبر بين اهل القريه : انه [ حسين وخلف واولاد صگر طيحوا بيوتهم ايريدون ايشيلون ].
لم يتحمل حسين مشهد الوداع حيث اخذته العاطفه .
نهره خلف بود قائلا : [ خايب انته ابلا گلب ولا چلاوي .. چا غابل احنه شايلين الجزيرة واق واق ؟]
هيه كلها گطفة محچال.. نازلين ابصفحة البترا من شرگ .
قرر حسين ان يزوج ابنه ناصر من نعناعه بنت صگر
اثناء مراسم الخطبه اجابه سويلم الصگر اخو العروس .
[ ما يغلى عليك شي يا ابو ناصر ... التريده ايصير .
بس كون الجواز ايصير بعد الحصاد] .
اجابه حسين : [ لا .. لازم الزواج ايكون گبل الحصاد] .
تسائل سويلم : شنهي الداعي للعجله ؟
اجاب حسين : انه اعرف شي وانتم تعرفون شي  وبعد غسمة الحاصل اخذوا بنتي نصره الواحد منكم .
حسين : على اعناد سعدون .. ابليلة الى تنزف حسنه لبن  صلال الاجرب ايصير عرس ناصر على نعناعة .
في اليوم الثاني اخذ ناصر يدقق في ملامح نعناعه بعين الناقد المتفحص ، افضى لامه بانها لا يعيبها شيئ سوى صغر سنها
ردت عليه الام وهيه تبتسم لا تهتم يبعد امك هاي كلش سهله .
[ البنيه ابحضن الزلمه ايصير يومها ابسنه ]
عقب خلف حين سماعه بالخبر مسرورا [ يا نعمتك ياربي ... دهينتنا على ادبيستنا چا شنهي احسن من هاي ]
شرع حسين يهيئ مستلزمات العرس ، وقد اعفوه اولاد صگر من مهر نعناعه ، باعتبار الزواج [ گصه ابگصه ]
مع غروب الشمس ، زفت نعناعه الى صريفتها وارتفعت الهلاهل تتخللها اطلاقات ناريه ، وقرعت الدنابك ، وراح خلف يركل الارض بقدمه مثيرا سحابه من الغبار وهو يردد متصابيا :
( داده خيعونه الشبكها )
كان حسين يتطاول مزهوا بحفل زفاف ولده ناصر ، كل شيئ على ما يرام . الخروف الذي اقتاده خلف من شياه اخيه جوده  خروف بي سبع احضوض (ابو گصتين ) والعجل السمين  والرز من النوع الفاخر، ودلة القهوه تدور بلا انقطاع ، وجگاير المزبن توزع بسخاء ، صاح المصوت بعد العشاء مباشرة .
شوباش .. فتسابق الحضور لدفع الشوباش .
جاء المله علي ليجري العقد الشرعي .
فقال لها يا نعناعه بنت صگر : لقد زوجتك من ناصر ابن حسين بالمهر المعلوم فاذا قبلتي قولي نعم وانت وكيلي ،
اجابت نعناعه بعد المره الثالثه [ نعم ونته وكيلي ]
اعترض المله على تلفظها قائلا : يجب ان يكون اللفظ صحيحا
نعم وانت وكيلي وليس نعم ونته وكيلي .
نفذ صبر خلف وصرخ بنبره حاده ( عمي هيه شنهي السالفه؟ بيش تطلبها ... چا غير هلتگول ( نعم وانته وكيلي ) عمي لا اتسويها جرجره ... البنيه راضيه والولد راضي انت ياهو مالتك
هالعجن بعد شنهو لزومه؟ غبلتو ... غبلتو ... بلابوش غبلتو )
امر الشيخ سعدون عبيد المنتاز : ان يكون شغله من عين باچر ماي المكينه ، اتسويه رشن مضبوط ، والعليهن كلهن ، تحفظ الجاده من الغريج ، ولو طارت على الجاده نگطة ماي انت حگي اطلع بيك نار الله كلها ... احبسك .. اخلي حديدك من .
اجابه عبيد : امرك امحفوظ .
بكر عبيد للمباشره في عمله الجديد ، رأى صاحب الرشن يجاهد باقصى طاقته للسيطره على الثغره التي حدثت وكان منهكا ويتصبب عرقا ، اندفع عبيد شاتما الفلاح فلم يرد عليه استشاط عبيد غضبا من استهانة الفلاح به ، تقدم من الفلاح خطوة وبصق في وجهه . كف الفلاح عن العمل ، اقتلع قدميه من الطين موجها لسان مسحاته الى صدر عبيد وهو يتمتم (لا راحه ولا كرامه ؟ عليمن خايف بعد ؟ ) ارتعب عبيد من هجوم الفلاح .
فاطلق عيارا من بندقيته استقرت الرصاصه في راس الفلاح  وفارق الحياة على الفور .
وصلت سيارة الشرطه بامر من الشيخ قبل الظهر .. قام المفوض باجراء تحقيق شكلي ، وضعت جثة القتيل فوق احد السيارات
تشبثت والدة القتيل بالسياره ، نهرها المفوض بخشونه قائلا :
شكو گلبتوا الدنيه بالبچي والصياح ؟ قحط موت ؟ امس عبد المحسن السعدون رئيس الوزاره انتحر من كيفه .
تمسك رئيس عشيرة الخضاره ان تكون الديه امرأتين (فصل )
اجتمع الشيخ سعدون مع وجوه العشيره لتسوية الامور ،
رد على ملاحظات القائلين بان الخضاره هم في عداد الدرجه الثانيه من العشائر ولا يصح تزويجهم من بناتنا .
اجاب الشيخ سعدون : ( عمي خلصونه من هاي السوالف الماچول ريعهن ... كل احنه أولاد حوا وادم )
همس خلف باذن حسين : ( خايف الجبان ...خايف على روحه
صاير خير ... لو ايعرف الطلابه اتطيح ابروسنا وحدنا ...
چا شاوخها ... وسوالها بنايج اوتخاريص ، لكن هذا حچي مال خايف ، موش حچي مال واحد خير .(كن احنه اوناد حوا وادم )
تليت الفاتحه على ان تكون صالحه بنت حميد ابو لبينه (فصليه )
زفت الى اخ القتيل دون ضجه ، وحكمت المحكمه على عبيد بالسجن 14 عاما مع الاشغال الشاقه .
يوم احست صالحه ان الجنين نبت في احشائها ، اخذت تفكر ان على ( الفصليه ) ان تنجب طفلا في بيت (المفصول) ومن ثم يحق لها الطلاق والعوده الى اهلها .
تأهب الشيخ سعدون لزواج ولده فالح وقبل موعد الزفاف بثلاث ايام ، احضرت جوقة الكاوليات ، فاستاء اهل القريه وتهامسوا اسفين ومستنكرين ( ياحيف والله ياحيف ... كاوليات ترگص ... ابمضيف امهلهل ) .( وسفه والله وسفه )
انفردت حسنه بنت الشيخ سعدون بصديقتها صالحه بنت ابو لبينه
قائلة: ( انكتب علينه زواج الغصب ... مدري شنهو ذنبنا عد الله )
اجابت صالحه ( اسكتي ، فكينا من سالفة الله ... بعد عيني عينه ايصاحب وين البطلي والظالم ) مصايب ... سدت علينا ماسدت حتى على اهل البيت .
لمحت حسنه ناصرا ينهض تاركا مكانه لاحد الضيوف ...
ارتجفت ... ثم احست بالوهن فقالت لصديقتها : ( الزميني ... گبل ما اطيح ، مدري اشبيه گلبي يخفگ چنه طير مذبوح ...)
تناغم صوت الكاوليه مع وتر الربابه ... عبث الطفل بثديها ...
تذكرت يوم جاءت الى اهلها لتضع مولودها البكر وتساءلت بقلق
اخاف يطلع ناگص حسابه...؟ وراحت تعد باصابعها :
( گولي ... وچن الله غسم ابليلة الزفه ... ايه ربيع اول وجماد اوهم بعده ناگص )
وحين وضعت وليدها سليما معافى كامل التكوين ، اندهشت امها
واعادتا حساب الاشهر ... ناگص شهرين ... لاچن عافيتچ زينه
وطلع الولد كامل امكمل صلوات على النبي .
ارتفع صوت احدى الكاوليات ( ما ظل عدل بعضاي حي وارتچي اعليه ، كل هذا ما خليت شامت يحس بيه ) .
بكت حسنه بصوت مخنوق ... واجهشت صالحه بحرقه ثم جذبت
حسنه وقالت : ( امشينه انشوف النا مچان ونبچي على كيفنا ، حته نستراح ونفوخ اگلوبنا ) .
خرج عبيد من السجن بعد ان قضى محكوميته ، كل شيئ في القريه قد تغير ، نبهه ابوه ان يستقبل الشيخ سعدون خارج المضيف ...
قبله الشيخ سعدون وهو يلهج ( هله هله بيك هله )
ساله الشيخ ( ها ... اشلونك يعبيد ؟ )
اجابه عبيد متلعثما ( الله ايحفظك سيدي )
ضحك فالح ابن سعدون بصلافه واضحه وعقب :
( هم زين ما گلت ، الله ايحفظك عريفي )
برر الشيخ هفوة لسان عبيد نتيجة احتكاكه بادارة السجن ومفرداته .
خجل عبيد من سخرية فالح منه قائلا في سره :
( تتصيد العبارات ضدي يا ديوس ؟ اعرفك زين واعرف علاقة مرتك ويه عشيقها ، ولن اتردد في المبيت معها وعلى فراشك ، كما بات ناصر مع شقيقتك ... المحصنه ) .
تذكر عبيد ايام السجن محاورا نفسه : لقد كنا ثلثمائة سجين نصطف كالغنم ، وكنتم ثلاثة ولم تتراجعوا عن قراركم الصارم بعدم الحضور مع ( المصطر ) انتم الرجال الشجعان ، اما نحن يسوقنا رئيس العرفاء بعصاه كالاغنام ، ليتني اعرف من اين تستمدون شجاعتكم ، وليس بينكم سارق او قاتل او قاطع طريق ، مجرد مجرد افنديه مثقفين ، اصواتكم رقيقه مثل اجسامكم .
في المساء اخبره ابوه : لازم نغبش ... باچر تجي هجنه ...
مگصدك لجنه بويه ؟
اي يمكن ...
شتسوي هاي اللجنه ؟
ايگول الشيخ سعدون اتخرط الگاع
اتسويلها خرايط ؟ اي يمكن بويه .
اقترح رئيس لجنة تسوية حقوق الاراضي ان يقوم بعمله بعد الغداء مباشرة ، فبادره فالح ابن الشيخ سعدون : (بيگ ...اذا تعبت نفسك چا شلون الليله نسهر ويه الكاوليات ؟ الشغل خله الباچر . )
تصنع الشيخ سعدون حراجة الموقف بقوله : بيگ انه شايب ... تعفوني من گعدتكم ، هذا خادمكم فالح شاب مثلكم ... ايلوگ الكم وتلوگونله ... انه اروح للمضيف يم ربعي الفلاليح .
رحب الشيخ سعدون بمقدم خلف واولاد صگر ، ليلقنهم ما سيقولونه غدا الى رئيس اللجنه ، زاعما انها فقط اجراءات شكليه لا تضرهم.
تمتم خلف في سره : ( ابن امهلهل ذهب تيزاب ... عشرة عمر ...
چا شنهي ؟ غابل ياخذ گيعانه ويطيها للغريب ، ما ايسويها )
وحين فرغ من لفيفة التبغ ، اخرج زناده وسحب الفتيله الى اعلى ثم نفخها قبل ان يقدح ... فضحك سعدون قائلا : هاه ... چنا صار ابو النفخه ؟ ومد يده الى جيبه فاخرج قطعه معدنيه مربعة الشكل ،
وأومأ لخلف ان يقترب منه ، ضغط باصبعه على الكتله المعدنيه
ارتفع الغطاء وتصاعدت النار ، شفت ؟ هذا الشغل . موش ازنادك أبو النفخه , ثم ناول الزناد الى خلف شارحا له كيفية استعماله ...
اوجز سويلم الصگر خفية ( يايمه ) هذا ذيچ الدوره هم غشمر خلف بالزناد الله يستر من تاليها .
قال سعدون لخلف : يا سبحان الله ... كلما اشوف زناد جديد بدكان يو عد واحد ، أتذكرك ... أول ما شفت هذا الزناد بالدكان تذكرتك واشتريته ... گلت هذا بعده ما داير بولايتنه يشتغل بالبانزين وبالنفط لازم اخذه الخلف ... خلف لازم دوم عنده زناد جديد محد شايل مثله .
نهض غافل قبل موعده ، ليهيئ قهوة الصباح ، صاح ليوقظ  ابنه عبيد ... اگعد بويه اگعد ... ما ظل عدنه وكت .
اجابه عبيد : بويه دنيه فجر ... بعد وكت
اجاب غافل : اگلك اگعد ما ظل وكت
رد عبيد : بويه يابعد چبدي هذوله هسه ناموا ... چانوا سكاره ويرگصون ويه الكاوليات الليل كله ، بعد ثلث ساعات اربعه  ما ايگعدون .
اجاب غافل : بويه عبيد ... مادام الشيخ گال اغبشو لازم نغبش .
فرك عبيد عينيه ... وغالب نعاسا شديدا .
فعاجله ابوه : يا الله يا الله لازم هسه نمشي ... نتريگ عد بيت خلف
وننتذر الهجنه .
يا بويه ما اتگلي انت ليش مستعجل ؟
هذوله بعد ساعتين ما ايگعدون من النوم ، موش گتلك الليل كله سكارى ويرگصون ويه الكاوليات .
اجاب غافل : والله يابويه انه هم ما ادري ليش مستعجل .
ثم تحسس الوصولات في جيب دشداشته وتأوه قائلا :
( اويلاه يعبيد يبني ... كون اگللهم هاي ادويمتي او هذني وصولاتها... وكون ايغيدونها باسمي ...
رد عبيد : چا ليش ما اتگللهم ؟
احوه ... احوه ... چاشگل للشيخ باچر ؟
اجابه عبيد : چا من كونك اتخاف من الشيخ ليش تحچي بعد ؟
رد غافل : لا هيچ ... انه اتمنه تمني .
عبيد : بويه انت ويه الشيوخ حسبتك مثل ميت بيد امغسلات .
غافل : اي مثل ما تگول بويه ... يو مثل ما ايگول المرحوم حميد
( حريم وتحت خيمتك يا كريم )
تساءل عبيد عندما توسط هورة البترا :
چنهم شايلين من دارهم العرس بيها ناصر ؟
اجاب غافل : اي بويه شيلهم الفيضان ... وحطوا ابذيچ الصفحه
هسه صرنا انسميهم اهل العلوه .
اقترح عبيد على ابوه : بويه هسه الاحسنة انروح البيت حسين ...
شتگول ؟
اجاب الوالد : لا لا لا ... كلشي ولا بيت حسين ,
الشيخ وصاني وگال كلشي ولا اتمرون على بيت حسين
تساءل عبيد : بويه اشلون انروح لبيت خلف وتشوفني مرة حمزه
وهيه اخت المچتول ؟
اجابه غافل : بويه عبيد اعظام الموته بلت وصارت تراب .
وانزفت فصليه وترست البيت جهال .
يبني العدلين ملتهين بظيم المعاش ... ودولاب الدنيا ما امخلي
الوادم تلتفت لا هيچ ولا هيچ ، مثل ما ايگول خلف :
( بلابوش دنيا )
اخذ عبيد يتحدث عن معاناة السجن وكيف كانوا ياخذون السجناء للعمل الاجباري في اقامة السد الترابي حول مدينة الكوت ، ماعدا ثلاثه من المساجين ، كانوا يرفضون الذهاب وبكل كبرياء لانهم سجنوا بدون حق . لانهم ليسوا سراق ولا قتله فباي حق يسجنون ؟
عبيد : ايگول مدير السجن هذوله على ملة المسقوف .
يردون الناس كلهم سوه لا غني ولا فقير ، لا فلاح ولا ملاچ
او يردون توزيع الاراضي على الفلاحين بالتساوي ، هاي اشبيها؟
عقب عبيد : الشهاده لله ، امادبين امكملين ... ويفتهمون هواي ابكل الغضايا ، ياكلون سويه ، وكل حاجاتهم مشتركه ، وماكو عدهم هذا الك وهذا الي .كلشي عدهم شراكه ما كو فرگ بیناتهم .
توقف خلف عن لف سيگارته قائلا : چا هاي بيها سبع احظوظ
من اتكون الحسبه ( خلطوش ) .
مثلاتها : انه وجوده نخلط كل موجوداتنا ونگرطهن سوه (بلابوش دنيا ) .
وابوك يعبيد ايضا يخلط موجوداته مع موجودات بيت امهلهل وايگرطونهن سوه .

 

free web counter