| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سلمان عبد

 

 

 

الأحد 9/8/ 2009



كلام كاريكاتيري /

تحذير بوجود مصيادة الجريدية

سلمان عبد

نفاجأ بين آونة واخرى ان تشن عليّة القوم صولات فرسان على ( المكاريد ) الذين لا يملكون غير اقلامهم وفرشهم، وهؤلاء ( العلية ) امرهم محير ، فهم يلهجون ويرددون ( وفقا للدستور ) وهم اول من ينتهكه ! وتصيبهم ( دوخة ) من فقرته التي تعطي الحق للعراقي بقول رأيه بحرية ، و الان يعضون اصابعهم ندما عليها ويلطمون بلوعة لانهم هم من كتبها لظرف كان مفروضا عليهم ، والديمقراطية لا يؤمنون بها قطعا ، لكنها استخدمت كوسيلة للوصول ..

           صلى وصام لامر كان يطلبه         ولما احتواه لا صلى ولا صاما

وسمعت احدهم يغني

          عالعكرب اتعنيت بايدي لزمته       حيل وبعد وياي هاي الردته


ولما قلت له : سيدنا ان الغناء حرام قال : هيج غناء مو حرام ! وجعل لها تخريجا شرعيا . وهم الان يفكرون بالغاء تلك المادة الدستورية عند تعديل الدستور القادم بعد ان انتهت مقتضيات مرحلة وجودها وظرفها ولم تعد الحاجة اليها بعد ان يفوزوا بالتأكيد لمرحلة الحكم القادمة .

الدكتاتوريات علمتنا حكمة بليغة ! وهي انها تؤسس لدكتاتوريتها ببطء وتطبخها على نار هادئة ، فتبدأ بمطاردة معرض لرسام هنا، ثم تلاحق كاتب هناك، وترفع هراوة من طرف خفي ، وتعتدي على مراسلين صحفيين ، وتطالب المصور الصحفي بـ ( اذن ) من السلطات للتصوير ، وتأسيس شرطة اداب بحجة المروق ، والحد من الحرية ( المنفلتة ) ، ويصرحون بنيتهم حجب الصحافة الالكترونية ، والرقابة على الكتب، وووو والكثير من الواوات ، مرة تمارس فعليا و مرة واخرى تطلق كبالون اختبار وملاحظة ردود الافعال عليها ، لكنها تسير حثيثا نحو هدفها المنشود والعودة الى ( جني عام الاول ) وتيتي تيتي .

وردود الافعال من قبل من يعنيهم الامر والدفاع عن حرية الرأي جاءت على استحياء ! فعمود هنا ومقالة هناك ، وقد استغلها البعض للنيل من العملية السياسية برمتها لغاية غير نبيلة ، وحتى لا يقع المحضور ونندم ، علينا جميعا دون استثناء ان نواجه هذا الخطر و( ماكو آني شعلية ) فالامر يهم الجميع ، والا ، لا ينفع عض الاصابع وناكلهة امدبسة والعباس !.

لاحظ الجريدي وهو قابع في جحره ، ان الفلاح قد نصب ( مصيدة جريدية ) في البيت ، فما كان من هذا الجريدي الا ان يركض و( كلبة محروك ) لحيوانات الزريبة ويخبرها بالامر ، تقدم من الدجاجة قائلا:
- اسمعي يا دجاجة ، احذرك من ان صاحبنا قد نصب ( مصيادة جريدية ) في البيت فخذي حذرك . ضحكت الدجاجة وقالت :
- ينبغي لك انت ان تحذر، فالمصيادة لك ، يا مخبل.

جاء للخروف وهو يهمس باذنه قائلا :
- يا خروف يا طلي يا ابن الطليان ، احذرك ، فان صاحبنا قد نصب ( مصيادة جريدية ) انتبه وخذ حذرك . ضحك الخروف ضحكته الطليانية .
وقال له :
- يا ابو عقل التنك ، هل انا جريدي ؟ اذا كنت شاطر فالاولى بك انت ان تأخذ حذرك.

اخيرا جاء الى الثور ، تقدم منه :
- يا ثور يا ابن الثيران ، مصيادة الجريدية منصوبة على اربعة وعشرين حباية ، دير بالك.
نظر اليه نظرة ثيرانية وباستخفاف قال :
- مسكين ، اويلي عليك ، اهدأ ، ولا تخاف ، عجيب ، هذا الخوف من المصيادة جعلك تتصور انني بضخامتي هذه قد اقع ضحية بها ، روح ،( ثم باستهزاء ) روح حباب واشكرك على النصيحة .

في الليل سمع صوت انطباق المصيدة ، هرع الفلاح وزوجته ليشاهدا ما وقع فيها ، تقدمت الزوجة مقتربة اكثر، حيث كانت المصيدة قد انطبقت على ذيل افعى ضخمة سامة ، وعند اقتراب الزوجة من الافعى انقضت هذه عليها ولدغتها . هرع بها الفلاح الى الطبيب فأجري اللازم وعند مغادرتهم نصح الطبيب الفلاح بان يقدم لها فورا شوربة دجاج ، وعند وصولهم قبض الفلاح على الدجاجة وقطع رأسها ، وتمضي القصة ، حيث توافد ابناء القرية والاصدقاء والجيران ليواسوا الفلاح على هذا المصاب وجاء خلق كثير ، والتزاما بأخلاق القرية و ( ميصير والله لازم تتغدون ، غداكم حاضر ) وكانت على مائدة الضيوف تقبع ( لشة ) الخروف .

وفي اليوم التالي تفاقم مرض الزوجة بشكل خطير ، فتوفيت ، وعمل لها اللازم كما تقتضي تقاليد القرية وبالتأكيد كان لحم الثور اللذيذ يتربع على مائدة المعزين وهم ( يمصمصون ) ويقرأون الفاتحة .

الحذر الحذر من ......


 


 

free web counter