| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

سلمان عبد

 

 

الأثنين 8/8/ 2011

 

كلام كاريكاتيري

هي قطرة لو جرة ؟

سلمان عبد  

في مسرحية شكسبير المعروفة ( هاملت ) وفي حالة شديدة من الغيض والانفعال يصرخ هاملت في وجه امه التي تزوجت عمه :
ــــ ايها الخجل ، اين حمرتك ؟
يرتبط الحياء والخجل بالحمرة التي تعلو الوجه . والخجولون هم من تصطبغ وجوههم بالحمرة ويرتبكون وتنلاص عليهم عندما يتعرضون الى مواقف محرجة او الاتيان بسلوك غير طبيعي ( يندى لها جبينهم ) وعلى الاخص العشاق الذين ابتلوا بالحب ، فحين يتقابلون مع حبيباتهم و( يتخربط غزلهم ) وتضيع عليهم الفرصة الحلوة ويرتبكون ولا يعرفون راسهم من رجليهم !!! . وشدة الخجل هذه اوجدوا لها حلا ، ما هو الحل يا ترى ؟
يحكي لي صديقي الذي يعيش في لندن فيقول :
يوجد مستشفى خاص في لندن يديره الجراح الدكتور انتوني فيدا ، يقوم بعملية يستغرق اجراؤها عشرين دقيقة فقط وكلفتها اربعة الاف جنيه . والعملية سهلة التنفيذ ، فالخجول تجرى لـه عملية تخدير كامل ثم يقوم الجراح باحداث ثقب رفيع في منطقة تحت الابط ليدخل سلكا رفيعا جدا ينتهي بكلابتين صغيرتين و يستمر تمرير هذا السلك حتى يصل الى منطقة تجمع الشعيرات السمبثاوية الموجودة في اسفل الرقبة التي تتحكم في دفع الدم الى الخدود وعندما يصل السلك الى الموقع المنشود تقوم الكلابتان باغلاق هذه الممرات الدموية ويصبح الشاب بعد ذلك قادرا على مواجهة اجمل النساء بوجه في بياض الثلج و دم بارد و( وكاحة ) وملامح لا تعرف الحياء. ويضيف صديقي قائلا ، ان جل زبائن هذا الدكتور من العراقيين !!! وعلى وجه الخصوص من ــ بعض ــ المسؤولين حصرا ، فيتقاطرون على العيادة ويسجلون ( سرة ) لاجراء العملية والتخلص من حمرة الوجه واسقاط قطرة الحياء ، فاستغربت، وسألته :
ـــ ما علاقة المسؤول العراقي بعدم الخجل وحمرة الوجه ؟ هل يخجلون ويرتبكون ويتلعثمون وتحمر خدودهم من لقاء الحبيب بعد ان اسبغت عليهم النعم وكثرت عشيقاتهم ؟
ـــ لا يا صديقي ، ليس الامر هكذا ، الامر مختلف ، انهم يريدون ان لا يخجلوا وتحمر وجوههم عندما يمارسون الكذب والتدليس والغش والفساد و .....وان لا يشعروا بالخجل باتيان ما هو مخجل .
وهنا توضح لي الامر وزال استغرابي ، فكنت دائما اتساءل مع نفسي كيف لا يخجل المسؤول ولا ( تعرك كصته ) وهو يمعن في النهب والفساد واللغف عيني عينك ، ويفشل في اداء واجبه ويساهم في خراب الوطن ومن حوله المكاريد مضروبين بوري معدّل ، اذ لو كان لديه نزرا يسيرا جدا من الحياء او الضمير او الدين او الوطنية لتوارى خجلا من تصرفاته ، لكن هي ( كطرة مو جرة ) ، ويضيف صديقي فيقول :
ــــ لكن الدكتور قفل عيادته بعد ان اصابها الكساد ، فمنذ فترة طويلة لم تخطو رجل أي مسؤول عتبة العيادة ، فانقطعوا عن المراجعة ، فقلت له :
ـــ لقد انتفت حاجتهم للدكتور ولعمليته ، لقد اصبح عدم الحياء ظاهرة وكل يقول :
ـــ ظلت علية



 

free web counter