| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

سلمان عبد

 

 

الخميس 6/10/ 2011

 

كلام كاريكاتيري

جائزة دسمــة للحمقى

سلمان عبد

آه من هذا الذي يسمى ( الكرسي ) ، ما السحر الذي فيه ، أي نوع من الجاذبية التي تجعل (البعض) يتهالك في سبيل الجلوس عليه ! وان تم لـه ما اراد فانه يتشبث به ويذود عنه و( يتبسمر ) ويلتصق به التصاقا ويذوب به ذوبانا وينصهر به انصهارا . ويبدو ان لذة الجلوس " عليه " لذة ما بعدها لذة !!

وللكرسي في العالم الثالث عموما ووطنا العربي خصوصا امنية الاماني والفوز به احلى الاحلام وهو يراود طلاب الكرسي ، ومنهم من كان حتى لم يتمكن من الحلم به الا ان البخت " كعد " وتحقق ما لم يكن حتى بالاحلام ، ومن استقر عليه واخذ راحته فكيف يمكن له ان يتخلى عنه وازاحته منه فالحاكم العربي لا يزاح الا بوصول الدبابات الى غرفة نومه او مظاهرات تقلب الدنيا عليه كما يحدث هذه الايام ومع ذلك يظل متشبثا به حتى يهان ويترزل ويصل به الامر حتى فقدانه لحياته ولا يموت وحده بل يأخذ معه عائلته ومقربيه واعوانه ، او يتصدى لـه عزرايين وان كان هذا نادرا ما يحدث وان حدث فيورث الكرسي لابنه .

وحكاية الكراسي وانواعها وموديلاتها واصنافها طويلة وعريضة ، ولها انواع واشكال ومسميات ، منها كرسي (العرش) وهو خاص بالملوك واصبح هذه الايام حكرا على رؤوساء جمهوريات الوطن العربي ومن يخلفهم من الابناء ، وكرسي ( الوزارة ) ولـه من الاثارة الشيء الكثير ويتم التدافع والوصول اليه بالمناكب او دفع "المقسوم" وشلون مقسوم اغاتي ؟ بملايين الدولارات . وتتدرج انواع الكراسي ( المناصب ) بعد ذلك حسب الدرجات نزولا حتى نصل الى كرسي ( الحاجب ) الذي ينتصب امام باب المسؤول ( العتوي ) سابقا وفي الغرفة الملاصقة لاحقا ، وهو كرسي مهم ولا يمكن بخس حقه فهو في هذه الايام لـه ( شنة ورنة ) ويأمر وينهي وبيده خيوط اللعبة كلها ومن يدبر امره مع من يجلس عليه تسهل اموره ، والابيض يصبح اسودا والمتهم بريئا والفاسد نزيها ومزور الشهادة مسؤولا والفأر عتويا ، وما عليك الا ان تدبر الامر مع الحاجب كما قال شاعر قديم :

فاعـمـد من الليل الى صــرة و دبـــر الامــر مع الحاجــب
حتى ترى مـروان يقـضـى لـه عـلـى علي ابن ابـي طـالـب

وللكرسي تضحياته وليس من السهولة الفوز به ، وهنا يجب ان نعترف بان من كان شريفا وعفيفا ونزيها ومؤهلا سيسعى له الكرسي بنفسه ، واما من يسعى للكرسي فيستعمل شتى الوسائل والاساليب لنيله ، المشروعة منها وغير المشروعة الشريفة وغير الشريفة وحين نقلب دفاترنا ( العتيكة ) عن الكراسي نجد في احدى الصفحات ما يلي :
من تقاليد تنصيب الصدر الاعظم ( الوزير الاول ) في الدولة العثمانية في سلطنة آل عثمان ان يتقدم موكبه عند تنصيبه للصدارة فارس يحمل في يده رمحا قد ركز على سنانه لراس مقطوع ! وهذا الرأس لسلفه الصدر المعزول وقصتنا عن احد هؤلاء ممن تم تنصيبه ، فتجري احداث القصة بعد انتهاء المراسيم والاحتفالات وقبول التهاني بهذه المناسبة من الوجهاء والاعيان وقواد الجيش وكبار الموظفين ، يتقدم اليه احد الناس وكان آخر المهنئين فيقبل يده ويسمعه عاطر تمنياته ويسلم اليه كيسا فيه عشرة آلاف ليرة ذهبية ! استغرب الصدر الاعظم من تصرف الرجل وسأله :
- ما السبب الذي من اجله سلمتني هذا المبلغ ايها الرجل ؟
تلكأ الرجل في الرد واضطرب ، وحار جوابا مما حدا بالصدر الاعظم ان يلح عليه كثيرا ، ونزولا عند رغبة الصدر الاعظم طلب الرجل ان يعطيه الامان حتى يخبره بالسبب ويحدثه بالقصة على وجهها الصحيح ، فأمنه ، فقال الرجل :
- ياسيدي ويا مولاي العظيم . ان هذا الكيس مودع عندي منذ زمن ، وقد اوصاني صاحبه ان اعطيه لاعظم الناس حمقا ، واقلهم عقلا ، فلما رأيت موكبك وفي مقدمته راس سلفك المقطوع وانت تعلم بانك في يوم من الايام سوف تلاقي نفس المصير. ايقنت انه لا يزاحمك احد في استحقاقك هذا الكيس !
 


 

free web counter