| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

سلمان عبد

 

 

الثلاثاء 4/9/ 2012

 

كلام كاريكاتيري

قصة فانتازية

سلمان عبد

طلب الخليفة عمر بن الخطاب  ( رض ) من أهل حمص أن يكتبوا له أسماء الفقراء و المساكين بحمص ليعطيهم نصيبهم من بيت مال المسلمين و عندما وردت الأسماء للخليفة فوجيء بوجود إسم حاكم حمص "سعيد بن عامر" موجود بين أسماء الفقراء!

وعندما تعجب الخليفة من أن يكون واليه على حمص من الفقراء سأل أهل حمص فأجابوه بأنه ينفق جميع راتبه على الفقراء و المساكين و يقول:  ( ماذا أفعل و قد أصبحت مسؤولا عنهم أمام الله )

و عندما سألهم الخليفة: هل تعيبون شيئا عليه؟ قالوا: نعيب عليه ثلاثا: فهو لا يخرج إلينا إلا وقت الضحى، و لا نراه ليلا أبدا، و يحتجب علينا يوما من أيام الأسبوع .

وعندما سأل عمر سعيدا عن هذه العيوب أجابه: هذا حق يا أمير المؤمنين أما الأسباب فهي:

أما أني لا أخرج الا وقت الضحى فلأني لا أخرج إلا بعد أن أفرغ من حاجة أهلي و خدمتهم فأنا لا خادم لي و إمرأتي مريضة
و أما إحتجابي عنهم ليلا فاني جعلت النهار لقضاء حاجاتهم و الليل لعبادة ربي 
و أما إحتجابي عنهم يوما في الأسبوع فلأني أغسل فيه ثوبي و أنتظره ليجف لأني لا أملك غيره

فبكى أمير المؤمنين عمر ثم أعطى سعيد مالا فلم ينصرف سعيد حتى وزعه على الفقراء .

من حقي ان اطعن في هذه القصة ، واقول انها مختلقة تشبه اعلامنا المسيس ! او ان من كتبها  لا بد ان يكون من وعاظ السلاطين او ممن يهتفون له ، او يلمعون صورته ، فهل يعقل وجود مثل هؤلاء الحكام ؟  لان ما لدينا الان يجعلنا نشكك في حاكم قصتنا ، لان  حكامنا عودونا على غير ما جاء في القصة ، فهل يعقل مثلا ان اي من موظفينا الكبار المترهين والفايخين  يساعد زوجته في شؤون البيت ويبقى حتى الضحى ولا يوجد لديهم خادم واحد ؟  في حين اننا نعلم ان جيشا من الخدم و ( المسوكجية ) و الطباخين وغسالي الصحون وحاملي اعواد تسليك الاسنان والخاوليات وسكب الشامبو على الايدي ، وصف من الشباب الذين يلقون على المسامع ( بالهنا والشفا ، الف عافية ، مطرح ما يسري يمري ) الخ .....

او هل يعقل ، اننا لا نراهم ليلا لانهم جعلوا قضاء  حاجات الناس نهارا ؟ ومن المعروف انهم يقضون جل وقتهم في الايفادات او الدورات او الاجازات المتنوعة منها الترفيهية او المرضية  خارج البلاد ، ثم اننا مصنفون عالميا من الدول العشر المشهورة بالكسل في العالم ، فاي حاجات يقضون ؟.  والسبب الاخر لاحتجاب سعيد بن عامر ليلا انه يقضيه لعبادة ربه ، علينا يا سعيد ؟  تقضي ليلك بعبادة ربك ؟  تعال شوف ربعنا ، انهم يقضون الليل نعم ، ويسهرون حتى الصباح ، نعم ، لكن بامور اخرى ، بدليل انهم لو كانوا مثل ما وُصفت به ، لكان بلدنا من احسن البلدان ، لان مخافة الله تجعلهم يحرصون على اداء واجبهم باخلاص خوفا منه ، شوف غيرها مولانا .

والشيء الثالث الذي يجعلني ابكي بكاءا مرا حتى تبتل لحيتي ، فهو ان سعيد بن عامر ، ليس لديه الا ثوب واحد يغسله كل اسبوع وحين يجف يلبسه ولا يملك ثوبا اخر ، مسكين ايها الامير ، بطل حيلي عليك ، ما عندك غير       بس ( اثويب ) واحد ، قصة تراجيدية بامتياز ، وتريدني اصدق ؟ ، وتحت وسادتك خزنة ممتلئة ولا تمتلك ثوبا ، سامحني يا امير ، حكامنا جعلونا لا نصدق من ان لدينا حكاما مثلك ... مو ؟

 

free web counter