| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

سلمان عبد

 

 

الأثنين 31/5/ 2010

 

كلام كاريكاتيري

استحـوا ، عيب عليكم 

سلمان عبد

الكيانات السياسية في تطاحن ، اتهامات وشكوك وتهديدات وتصرفات ومبادرات وعرقلات و.. و.. و.. وهذه الكيانات هي التي فازت بالانتخابات بعد ان فتحت على الاخر قاصاتها التي ادخرت بها الدولارات الخضراء وجمعتها دولار على دولار، بكد اليمين وعرق الجبين ، فالدولار الاخضر ينفع في اليوم الاغبر ، وقد اثمرت هذه الدولارات بمقاعد برلمانية مريحة حلالا زلالا ، وها هم عبأوا السلة ( ركي ) ، الا يكفي هذا ؟ كلا كلا كلا، فالكيانات تريد تحقيق ما وعدت به للناس و لا يمكنها ذلك الا ان تدير السلطة بنفسها لا ان تكون خارجها فالشعب انتخبها واعطاها الثقة ، وتريد ان تحقق للمكاريد ما وعدت ، ولا يذهبن بك الظن السيء بان الكيانات تسعى للسلطة للتنعم بها فان هذا الظن اثم ، فالكيانات منها ما ينضح وطنية ولديها ضمائر ، ومنها ملتزمة التزاما دينيا قويا وتعرف ما يعانيه المكاريد وقد عاشوا ( المكرودية ) سابقا وذاقوها .

الكل يدّعي بانه أهل لقيادة البلاد وغيره لا يستطيع وليس كفئا ، ويدعمون كلامهم وادعاءاتهم بما حصلوا عليه من استحقاق انتخابي ، حتى ان - المكاريد ـ داخوا وتخربط عليهم الغزل ، فما ان يثقوا بكيان حتى يجيء الاخر بحجة ويجعل من نفسه المخلص الهمام ، ماذا يفعل المكاريد والفاس وكع بالراس .

قال صديقي وهو يسرد احدى ذكرياته :
في بداية الستينات ، وكنا طلابا في الجامعة ، كنت انظم الى جماعة ( مثلث الانس ) المتكونة مني ومن صديقين اخرين ، وهذا المثلث اعتاد ان يرتاد الملاهي الليلية لينعم بساعات من المرح والانس ، وكان قائدنا يدخلنا باسلوب مبتكر الى الملهى بدون دفع ثمن التذكرة التي لا نملكها او نقطع تذكرة واحدة وندخل جميعا ، فنجلس في المقاعد الامامية قريبا من المسرح لنرى ونستمتع عن قرب ،. لا بل كنا نستضيف بعض الاصدقاء وندخلهم مجانا على حسابنا وقد شككوا بنا وقالوا لا بد ان اخواتكم يدخلنكم للملهى لانهن يشتغلن فيها ويقدمن وصلاتهن وعروضهن او امهاتكم من يمسكن ( الدخل ) .

و من ترددنا الكثير على الملاهي تشكلت صحبة مع العمال و الموظفين الموجودين واخذنا نتصرف وكأننا اهل البيت !! ، واخيرا تفتق ذهن قائدنا عن متعة رائعة افضل بكثير من العروض التي تقدم على المسرح والتي اصبحت مملة بالنسبة لنا ، وكنا نصبو الى التجديد وهذا ما حصل بفضل قائدنا الرائع ، حيث كان يغادر الصالة ثم يجيء بعد فترة ولما نسأله اين كنت ؟ كان يقول : راح ادبرلكم شغلة من اروع ما تكون . ولما كان من اهل البيت اخذ يتجول في الملهى وفي الكواليس على راحته بدون ان يثير الشكوك او يشعر به احد ، ويتسلل الى شباك غرف ( الاحبـيـبات ) . وفي الظلام يطل منه بخلسة ويتلصص ، فيشاهدهن بخلوتهن حين يخلعن ملابسهن او يغيرنها على راحتهن ... وحين اخبرنا بذلك رسم لنا ( خارطة طريق ) واخذنا نـتسلل الواحد بعد الاخر وبالدور حتى لا ينكشف امرنا ، وهكذا ، اخذنا اياما واسابيعا ونحن نستمتع بالوصلات الواقعية وعلى المكشوف .
الى ان جاء هادم اللذات ، لقد شق الارض وخرج منها رغم اجهزة السونار التي بحوزتنا !! ويقبض علينا الرجل متلبسين وبالجرم المشهود :
ـــ مو عيب ، ما عندكم غيرة ، ما عندكم شرف ؟ تتفرجون على عرض الناس ؟ هاي اخلاقكم ؟ وين الناموس ، ما تستحون ، ما تهتز شواربكم وجمالة امبين عليكم مثقفين ؟

ولم ينفع معه الاعتذار فكان الرجل عصبيا ويغلي ويزبد ويرعد ، وخرجنا من الملهى والخيبة والانكسار والمهانة تلاحقنا .

انقطعنا فترة ثم عاودنا ارتياد الملهى الذي وقعت به الواقعة لان الفنانات اللائي يقدمن عروضهن فيه اكثر جمالا وجاذبية من بقية الملاهي ، ومن شدة عجبنا واستغرابنا ودهشتنا اننا شاهدنا الرجل الغيور محـتلا شباكنا ويستمتع بالعروض الواقعية كما كنا نفعل !!!

ويمارس اخلاقه بدون ان يهتز شاربه .


 

free web counter