| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

سلمان عبد

 

 

الأثنين 2/7/ 2012

 

كلام كاريكاتيري

عبد الزهرة الشرطي

سلمان عبد

لا تخلو مدينة من مدننا العراقية ، من وجود شخص او اشخاص يتمتعون بالحس الفكاهي والسخرية وعمل  "المقالب " ،  وفي مدينة كربلاء مثلا ، اذكر من هؤلاء  المرحوم هادي الشربتي ، وهو شاعر مجيد يتمتع بشخصية اخاذة وسرعة البديهية والظرافة ، وكان يستعمل الشعر ويوظفه للسخرية من بعض الاشخاص الذين ينتقدهم ويسخر منهم ، وكذلك المرحوم الموسيقي لطيف المعملجي و المرحوم حسين كشمش ووالشهيد الشيخ عبد علي الهر والشهيد عبد الزهرة الشرطي .

ولد عبد الزهرة الشرطي عام 1945 ، و نشأ نشاة فقيرة في احد احياء مدينة كربلاء الشعبية وكان متفوقا في دراسته رغم العسر الذي كانت تعيشه عائلته الكادحة ، ودخل سلك الشرطة ومن هنا جاء لقبه الذي عرف به، وانتمى الى الحركة اليسارية وسجن مرات عديدة واعدم في سنة 1985 ،  وكان يؤلف القصائد الشعبية للمواكب الحسينية ، مما جعل السلطات وبشكل دائم تعتقله قبل ايام عاشوراء الا انه كان يهرّب قصائده من السجن ، ومرة كان يتابط بطانية  ويسير بمحاذاة الموكب ولما سألوه عن السبب قال : اليوم الردات قوية وحضرت بطانيتي ، وقد كان عبد الزهرة صديق لي آنس بصحبته ، واتردد على بيتهم ونتبادل الكتب ، فيتحدث بالفلسفة ومدارسها ويحفظ من الشعر قديمه وحديثه وكان يقرأ على مسامعي اشعارا لبودلير واراغون وناظم حكمت فضلا عن كمية الروايات والمسرحيات التي يقرأها عربية وعالمية ، وهو الذي عرفني على الروائي الكبير الطيب صالح حين اعطاني قصته " دومة ود حامد " .

واذكر مرة ان اوقعني في احد مقالبه ، حين جاءني يوما وقال : امي مسوية عشه خصيصا لك ، فتعال لنتعشى معا ، وحين دخلت البيت ، قال لي وهو يسلمني قطع من القماش وعلبة " بنتلايت " وفرشاة : هذني كم لافتة لاصدقائك الكادحين اتونس بيهن وخطهن حتى يجهز العشاء ، ولم ينفع معه رفضي لخط اللافتات وان العشاء الزقنبوت  سيدخلني السجن ، ولكن لا فائدة ،  وحين انتهيت منها جاء بصينية العشاء وقد كانت كبيرة جدا وهو ينوء بحملها صارخا : يمعود افتح باب الغرفة وتعال شيل الصينية وياي  ، وحين هرعت لمعاونته لم اجد غير " طاوة " وبها ثلاث بيضات .

ويذكر الاستاذ طه الربيعي الذي الف كتابا عنه : في احد الايام وبينما كان عبد الزهرة الشرطي واقفا ضمن واجبه في شارع العباس ينظم السير ، واذا بمجموعة من الحمير مرت بالشارع وصادف ان كانت سيارة المتصرف (المحافظ) تريد المرور ايضا فاسرع ليقطع الشارع ويوقف سيارة المتصرف لكي تعبر الحمير ، فاستغرب المتصرف ذلك منه واستدعاه فاجابه  ببرود : سيدي هي زمايل ، عقل ما عدهة توكف، بس انته عاقل وتفتهم لازم توكف . ومن مواقفه الضاحكة ايضا :

طلب مدرس العربية من طلابه قراءة ابيات من الشعر العربي وسأل طلاب الصف : من منكم يحفظ ابياتا من الشعر؟

رفع عبد الزهرة يده وقال : انا يا استاذ  ، فقال له المدرس تفضل ، اسمعنا ما حفظت ، فقال عبد الزهرة : ولمن تريد ان تسمع ؟ قال المدرس : لاي شاعر ، قال عبد الزهرة : من العصر الجاهلي ام الاسلامي ام الاموي ام العباسي ام الحديث ؟ فقال المدرس : احسنت ، اسمعنا من العصر الجاهلي ، فقال عبد الزهرة : لمن تريد ان تسمع ؟ امروء القيس ام عنترة ام زهير ابن ابي سلمى ؟ قال المدرس : ممتاز ، هذا دليل على سعة ثقافتك يا عبد الزهرة ، اسمعنا من امرؤ القيس ، فقال عبد الزهرة : اي نوع تريد ؟ غزل ام رثاء ام مديح ؟ فقال المدرس ، رائع ، اسمعنا من شعره الغزلي ، فقال عبد الزهرة : على اي بحر ؟ الطويل الكامل الوافر ؟ ، فقال المدرس : جيد ، اسمعنا من البحر الطويل ، فقال عبد الزهرة : ما حافظ استاذ .

 

 

 

 

free web counter