| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سلمان عبد

 

 

 

الجمعة 29/1/ 2010

 

كلام كاريكاتيري

منو يحك ظهري ؟

سلمان عبد

اصدرت وزارة الداخلية امرا الى مديرية شرطة ذي قار بسحب 479 منتسبا من الحمايات الشخصية المكلفين بحماية المسؤولين ، واشار البيان بان هذا الاجراء جاء للاستفادة من خدماتهم في حماية امن المواطن ، وقد احتج المسؤولون على هذا الاجراء . واللافت للانتباه ان معظم المسؤولين واصحاب السلطة يستخدمون اعدادا كبيرة من الحمايات لا لغرض الحماية اذ يكفي النزر اليسير منها ، وانما للابهة والفخفخة والهيلمان ، والمبالغ التي تصرف عليها كان من الممكن الاستفادة منها وصرفها على الامور التي تنفع ابناء المحافظة . حيث لا تكتمل الابهة بالمنصب فقط وانما بمجموعة ( الخدجية ) من الاقارب و المعارف .

حدثني شيخ طاعن في السن قائلا : كان في القديم ، عشيرة تنعم بالحياة الرخية لوجود الاراضي الزراعية وقطعان المواشي وما عرف عن افرادها بالجد والعمل ، وكانوا يتصفون بالطيبة والمسالمة مما جعلهم عرضة لبقية العشائر التي طمعت بهم فكانوا يغيرون عليهم وينهبون مالهم ويسرقون اغنامهم ويعتدون عليهم . وكانت هذه العشائر وجريا مع العرف العشائري تقدم ( فصل ) للعشيرة جراء ما اقترفت ، لكن هذه المبالغ كان يستحوذ عليها شيخ العشيرة ولا يعطي المغدور الا القليل ، وكان من عادة الشيخ ايضا ان يفرض على ابناء عشيرته ضرائبا ثقيلة بحجة ادامة المضيف وكان يقول : شرفكم وعزتكم بهيبة مضيفكم فالعزة والكرامة اغلى من حياتكم . وكان يترجم العزة والكرامة على شكل مجاميع ضخمة من الخدم والمرافقين والتابعين ، وكان ثراؤه الفاحش وبذخه مدعاة لحسد بقية الشيوخ ، وقد ابطرته الراحة وكثرة المال فكان يستحدث ( وظائف ) غريبة تضفي على مركزه كما يتصور الابهة والمقام الرفيع ، ومن هذه الوظائف ( البرغوثيون ) حيث يعين اربعة او خمسة انفار مهمتهم التقاط البراغيث من غرفة نومه حيث يضعهم في الغرفة من العصر وحتى موعد نومه فيصرفهم بعد ان حملت اجسادهم ما تيسر لها من براغيثه لينعم هو بنوم هاديء بينما هم يسهرون مع براغيثه التي تمتص دمهم حتى الصباح ، ومنها ايضا ( شيال الابريق ) وهم مجموعة تتناوب على حمل الابريق مع الشيخ للخلاء ( المرافق الصحية ) حيث تطرح مصارينه ما بها مع الموسيقى المصاحبة ، اما وظيفة ( الحكاك ) فكانت من حصة محيسن وهو على جانب كبير من المهارة وخفة اليد ويستدل على اماكن الهرش باشارة بسيطة من الشيخ فكان يؤثره على الاخرين ، حيث يجلس خلف ظهر الشيخ وعندما يشير له يبدأ بالحك بطريقة يجعل الشيخ ينعم باللذة وفي المنطقة التي تحتاج

للهرش ، وفي يوم جاءت زوجة محيسن الى المضيف صارخة مولولة ، حيث تبين ان زوجها المسكين سقط من النخلة ومات :
ـــ المن عفتني يا محيسن ومنهو الــي ؟
صرخ بها الشيخ:
ـــ اسكتي منعولة الوالدين باجر اتعرسين ، بس انا منهو يحك ظهري ؟
 

 

free web counter