| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

سلمان عبد

 

 

الأحد 28/8/ 2011

 

الشّبيحة يشبّحون علي فرزات

سلمان عبد   

ما جرى للفنان رسام الكاريكاتير علي فرزات ، كان متوقعا ، فمن يتابع موقع الرسام على الشبكة العنكبوتية سيجد ان جل رسومه عبارة عن نقد جريء للنظام السوري ولاجهزته الامنية رغم علمه بما سيجره هذا الاصرار على النقد من مشاكل ومتاعب من قبل النظام.

والفنان العالمي ( علي فرزات ) معروف بجرأته وشجاعته ليس في نقد النظام السوري بل تعداه لنقد الانظمة العربية الدكتاتورية جميعا وقد جرت عليه جرأته هذه جملة من المشاكل ، واتهم بشتى التهم الجاهزة كالعمالة والقبض من الاخرين ، وله قصة مع النظام العراقي السابق ، حيث اقيم معرضا كاريكاتيريا في باريس اقامه معهد العالم العربي في سنة 1986 بمشاركة مجموعة من الرسامين العرب وكان فرزات ممن اشترك ايضا وكانت احدى رسوماته عن صدام حسين وهو يوزع انواط الشجاعة على العسكريين ويغرف غرفا من قدر كبيرة ، مما حدا بالسفير العراقي ان يحتج على الرسم وطالب برفعه ، الا ان جميع الفنانين المشتركين قرروا ان يرفعوا رسومهم من المعرض فيما اذا تم رفع رسم علي فرزات مما يتسبب بفشل المعرض في يوم افتتاحه ، فاذعن القائمون على المعرض وبقيت الرسمة الكاريكاتيرية لعلي فرزات معلقة ، واشتغل علي فرزات في الثمانينات في جريدة "القبس" الكويتية ، وقد اتاحت له الجريدة الحرية للرسم حتى انني اتذكر انني شاهدت له رسما عن المواطن العربي واستسلامه للانظمة العربية الدكتاتورية وخنوعه ! حيث رسم خارطة الوطن العربي بحدودها المعروفة عبارة عن سياج لزريبة حيوانات وفي داخل هذه الزريبة خراف ! ومن المعروف عنه انه كان من المناوئين لنظام صدام حسين و اتهمه النظام بانه عميلا كويتيا و عميلا امريكيا وهكذا .

والفنان علي فرزات معروف عالميا ، وقد حصل على جوائز عالمية وعربية عديدة ، ويعتبر من ابرز الرسامين الكاريكاتيريين العرب ، وجل رسوم فرزات محاربة الدكتاتورية والانتصار للعربي المظلوم ، ومن يتأمل رسوم هذا الفنان يجدها ذكية جدا وتنطوي على حس عال من السخرية وحادة وساخنة اضافة الى التكنيك العالي المتميز التي تحفل بها رسومه .

اصدر علي فرزات صحيفة اسبوعية اسمها " الدومري" في عام 2001 وهي كناية عن الرجل الذي كان يطوف شوارع دمشق ويضيء القناديل الزيتية المعلقة في الشوارع ، وحصل فرزات على ترخيص باصدارها وكان ذلك اول ترخيص يعطى لصحيفة مستقلة في سوريا منذ 1963 وشهدت رواجا كبيرا منذ بدء صدورها حتى انها كان ما يطبع منها اكثر من 60 الف نسخة، الا انه نتيجة المشاكل المتصلة والتي لا تنتهي مع السلطة توقفت الجريدة عن الصدور بعد ان تم سحب الترخيص منها في عام 2003. فكانت علامة بارزة للصحافة الساخرة ليست في سوريا فقط وانما في الوطن العربي اجمع.

يتميز الفنان فرزات عن باقي الرسامين العرب بما له من جماهير عريضة ومعجبين ، ولد في حماة عام 1951 نشرت رسوماته في العديد من الصحف السورية والعربية الأجنبية ويمكن ملاحظة ذلك جليا ابان محنته بضربه والاعتداء عليه  ة.

وأسس فرزات صالة للفن الساخر التي اتخذت من مقر جريدة الدومري موقعا لها لتكون استمرارا لفكرها معتمدا على النجاح الذي حصدته الجريدة لدى الجمهور الذي نقلت همومه وعكست واقعه وكانت لسان حاله. وفاز علي فرزات بعدد من الجوائز الدولية والعربية، منها الجائزة الأولى في مهرجان صوفيا الدولي في بلغاريا (1987)، وجائزة الأمير كلاوس الهولندية (2003). ونشرت رسوماته في العديد من الصحف السورية والعربية الاجنبية. في 25 آب 2011 تعرض اثناء عودته من مكتبه للضرب المبرح من قبل عناصر امن ملثمين ممن وصفوا بالشبيحة (البلطجية)، و قد تم التركيز على وجهه و اصابعه و ذلك بسبب رسوماته الجريئة والتي انتقد فيها الرئيس السوري بشار الأسد .

 

free web counter