| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

سلمان عبد

 

 

الثلاثاء 22/5/ 2012

 

كلام كاريكاتيري

اسبوع المكاريد

سلمان عبد

عنـّت في ذهني فكرة اقترحها على الجميع ،  من غير المكاريد ، واعني بهم  الفايخين " ما انجيب اسمهم " ان يعلنوا اسبوعا وطنيا باسم ( اسبوع المكاريد  ) على غرار اسبوع النظافة واسبوع المرور ... الخ ، وفي هذا الاسبوع يتم مكردة كل الفايخين ، اي انهم ينزلون الى موقع ادنى ويصبحوا مكاريد لمدة اسبوع فقط ، فيتم تبادل الاماكن ، كأن يتخلى الفايخين  عن قصورهم ( في منطقتهم )  ليعيش بها المكاريد لمدة اسبوع ، ويتوزعون على مناطق اطراف  بغداد في الاحياء الفقيرة كاحياء التنك مثلا ، ويجربوا لاسبوع العيش فيها ، قد تبدو المسألة (سادية) لانهم سيعانون كثيرا ، من نقص الخدمات  ، وشلعان الكلب ، والضيم ، لكن سيراعون في بعض الامور ، كأن ، لا يطلب من الساكن الجديد  " الفايخ " تحصيل قوت يومه بالنبش في المزابل او الذهاب الى المسطر او بيع الماء في تقاطع الطرق مع ابناءه وبناته وانما يعطى رب العائلة  مصرف اسبوع ليصرف على عائلته  بقدر ما يحصل عليه صاحب البيت الاصلي " المكرود " ، اي باختصار ان يُمارس باسبوع ما يعيشه المكرود طول حياته ، وهي حالة  انسانية ونوع من المشاركة الوجدانية للطبقة المظلومة ، وهو اجراء وقتي ، فيما ينعم المكاريد ببيوت لا تنقطع منها الكهرباء وتستريح النساء من الكد والتعب فالاكل جاهز ويتم حسب طلبهم لوجود الطباخين والمسوكجية وما عليهم الا الانتظام حول المائدة بغرفة الطعام ، وسيلعب الاطفال بشتى اللعب المستوردة خصيصا او ما جلبت من الخارج اثناء السفر ، ولا باس بنزهة قصيرة لمدة ثلاثة ايام للخارج بمجرد تلفون للمطار حيث تحجز المقاعد وتهيأ الجوازات اما مصروف الجيب فالاختصاصيين يتولون المهمة لخبرتهم ومهارتهم بها ، والمكاريد سيعانون ايضا ، فهم لا يعرفون الكثير من الادوات في البيت ولا كيفية استعمالها ، فيحتارون كيف يفتحون ( الطرمبة ) ولا استعمال الدوش ولا الحمامات ولا الاجهزة الكهربائية ولا ولا ولا فسيستعينون بالخدم لتسهيل امرهم ، وهناك " نِــعَم " اخرى سينعم بها المكاريد انا لا اعرفها .

وبالمقابل سيعاني " الفايخين " معاناة شديدة ، والكثير منهم سيقطع الاسبوع ( ويشيلها ) ويفر هاربا بجلده وسيلعن اجداد اجدادي على هذه الطركاعة السودة، يا اسبوع مكاريد يا بطيخ ، وهنا يكون القصد قد تحقق ، فلا يلبث الفايخين ان ينظروا " بعين العطف " لمسألة المكاريد ويضعون في بالهم قضيتهم ( ولو مو من جيوبهم ولا خلفة الله عليهم ) فسنصدق بعدها تصريحاتهم ونثق بوعودهم وننتخبهم بحماس ، خاصة وان اكثرهم من التيارات الدينية ويدّعون بانهم يقتدون بالسلف الصالح ، ويحفظون سِيّرهم وكيف كانوا يتعايشون مع الفقراء .

جاءتني فكرة " اسبوع المكاريد " بما نشر عن  الشكوى المرّة التي اطلقها السيد وزير التخطيط الاستاذ علي شكري ، حين قال : إنني لا املك سوى غرفة واحدة في المجمعات الموجودة في المنطقة الخضراء ومجمع القادسية ، بينما هناك وزراء يعيشون خارج العراق ويملكون خمسة بيوت تسكنها الكلاب فقط منذ عام 2003 !!! احزنتني جدا شكواه واقول بصراحة انني تألمت جدا لحالة السيد الوزير وعرفت بان المنطقة الخضراء ليست كلها كذلك بل تكتنفها خضرة باهتة اللون واخرى فاقعة ، وعندما يعيش السيد الوزير بغرفة واحدة سيعاني مثل المكاريد ( نرحب بانتمائه لنا ) وسيفكر ليل نهار بوضع الخطط التي تجعل من الغرفة الواحدة تتناسل وتصبح بيتا من عدة غرف ويطارد بها الخيال ، ورب ضارة نافعة ........مو ؟

 

free web counter