| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

سلمان عبد

 

 

الأربعاء 18/4/ 2012

 

كلام كاريكاتيري

 فات الماي من جواهم

سلمان عبد

من اسوأ الامور التي يمارسها ابناء البلد هو " التأقلم " ، اي انهم بمرور الوقت يعتادون على الظاهرة السيئة وتصبح امرا عاديا ، فحين يحدث في الوطن امر مخل او فساد او حالة سلبية ، يهب الجميع للاستنكار والشجب والتحريض ضده وحين يتكرر تكون ردود الافعال اخف ، وحين يتكرر بعدها ، تكون ردود الافعال باهتة ، وهكذا حتى تصبح امرا مفروغا منه ولا يلقى الاهتمام مطلقا ويتعامل معه المواطن بسلبية ولا مبالاة ، وهناك امثلة كثيرة جدا ، فالحرائق التي تنشب في المؤسسات الحكومية المهمة بما تتضمن في ( دواليبها  ) من ملفات تدين الرؤوس الكبار وتفضح الفاسدين ، فيعمدوا الى حكاية اشعال الحرائق فيها لطمس الجريمة ، وتتألف لجان تحقيقية وتطلق تصريحات نارية وتهديدات بالويل والثبور وعظائم الامور ،  وحين بدأت تتكرر الحرائق اكثر من مرة وفي مختلف المحافظات ، اصبحت ظاهرة ،واخذ الناس يألفونها و يمر خبرها دون ان يثير احدا ، فلم نسمع بالقاء القبض على الفاعلين ولا نشر تحقيق باسماء من تسبب او ساعد على الحريق ، والقضية الاخرى مثلا ، هي قضية هروب السجناء والمحكومين بالاعدام ، حين وقعت اول مرة علا الصراخ والاحتجاجات والمطالبات وتألفت كالعادة لجان التحقيق وعوقب ( افراد ) الشرطة بينما المسبب الفعلي والمسهّـل للعملية لا زال يمارس فعلته ، وحين تكرر الهروب اكثر من مرة ، اصبح الخبر عاديا ولا يلقى بالا من لدن الجميع ، في حين ان هروب هؤلاء يشكل خطرا كبيرا على المجتمع ، زد على ذلك استهانة المجرم بقوة الدولة وهيبتها مما يشجع على تكرار الفعل ان عاود جريمته ، وهو تعبير صارخ ايضا على هشاشة الاجراءات والاحتياطات و سوء من انيطت به حراسة السجون ، بل ونسمع ايضا بان هناك سجناء اعلنت براءتهم او انتهت مدة محكومياتهم ولم يطلق سراحهم الا باعطاء الرشاوى ، والسلطة تعرف هذا ولا تتخذ اي اجراء بحقهم او التحقيق معهم ، فالمجرمون بين ظهرانينا ومشعلو الحرائق والفاسدين واللصوص يحيطون بنا ، فكم من الاخبار تأتينا بان المؤسسة الفلانية مخترقة ، وقد كُشفت بعض الحالات وكان سبب هذا الكشف ليس للغيرة الوطنية او مصلحة البلد وانما يتعلق بامر سياسي يخدم الطرف المناويء ، فمتى يمكن الحد من سعير الحرائق او هروب السجناء والحالات الكثيرة المماثلة مع العلم المسبق ببعض هذه الحالات او تجاهلها او غض الطرف عنها او التراخي ، الم يصرحوا بان بعض المسؤولين يعملون في الحكومة صباحا ومع الارهاب ليلا ؟  فقبل ايام هرب موظف كبير بادارة مجلس النواب متهم بدعم الارهاب مع ابنه مع علمهم بالتهم الموجهة اليه ولم يتم تدارك الامر ، وحين يهرب المتهم ( اتـﮔب العيطة ) ، انهم داير ماديرنة ، يسخرون منا ويخرجون السنتهم لنا ، في حكاية انقلها بالنص عن كتاب جمهرة الامثال لعبد الرحمن التكريتي :

قيل ان امراة كان لها زوج دميم الخلقة ، كبير السن ، واحبت شابا كان جارا لها ، وقد عمل لها نفقا يصل بين داريهما ، ثم اراد ان يسخر من عقلية زوجها ، فدعاه الى وليمة ، ولما حضر وجد زوجته تخدمهما منتحلة اسما اخر ، باعتبارها زوجة الشاب ، فتحير الزوج الشيخ في امره ، ثم ابدى معذرة للذهاب الى بيته ليتأكد من وجود زوجته هناك ، ولكنها سرعان ما عادت من داخل النفق وجلست بغرفتها تسرح شعرها ، ولما حضر زوجها ووجدها على تلك الهيئة عجب اشد العجب واعتذر لها شارحا ما اعتراه من الشك ، وبعد ان عتبت عليه ولامته على ما دار بخلده من وضعها موضع الريبة قالت له : الله يخلق من كل سبعة من طينة .  

 

free web counter