| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

سلمان عبد

 

 

الثلاثاء 13/9/ 2011

 

كلام كاريكاتيري

تسعير الشلغم

سلمان عبد

يِتهم رسام الكاريكاتير بانه يفتش عن السلبيات ويناصب الحكومة والمسؤول العداء ، ولا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب ويضخم الاخطاء ويبالغ في تصويرها ويؤلب الجمهور ويستعديه ، متجاهلا تماما الايجابيات والمنجزات التي تحققها الحكومة رغم الصعوبات التي تواجهها والازمات التي تنهال عليها ( دكة دكة وماكو فكة )

حاولت اكثر من مرة ان ارسم مواضيعا تظهر ما انجزته الحكومة وما قدمته للمواطن يستحق ان يشار اليها كمنجز معترف به لاهميته حتى ــ نصفق ــ لمن كان وراءه وللجهد العظيم الذي بُذل لاجله وللوطنية العالية التي اتسم بها ذلك المسؤول حين قدمه للمواطن، والا، لا يمكن ان نهتف للمسؤول الذي فتح مشروعا لتبليط رصيف شارع او جناح في دائرة الضريبة او صبغ جسر ( هناك جسر صبغ ثماني مرات ) او السماح للمواطنين بمقابلة المسؤول لمدة ساعتين يوم الاربعاء ، فهذه ــ المنجزات ــ المبهرة رغم اهميتها الكبيرة جدا جدا ألم تكن من صلب عمله الذي يتقاضى عنه راتبا و مخصصات بدل خطورة وتعويضات مجزية مقابل التعرض لعجاج الشارع والتنفس من الهواء الذي افسده المواطن ، فالتصفيق يصبح هنا مجرد ( لواكة ) والاشادة تصبح ضرب فرشة ، وفي مسعاي اليومي بمتابعة الاخبار والاستماع لتصريحات المسؤولين علّني اجد ما يمكن ان يشكل منجزا يستحق ان يشار اليه ، او تنفيذ وعد سبق ان اقسم اليمين على تنفيذه ، لكن هيهات ، بل حتى لو وجد مثل هذا الفلتة فانه يضيع مع طوفان الاخبار التي تمزق القلب والمشاحنات والعربدات بين صناع المحن والازمات ونلعن بها ــ ساعة السودة ــ التي فرض بها علينا من لا يرحمنا .

تعاقب على حكم العراق العديد من رؤوساء الوزرات والوزراء واشكال والوان وانواع مختلفة من المسؤولين وكان كل واحد منهم يجهد في ان ينجز شيئا ما خلال استيزاره او مسؤوليته حتى يظل هذا الامر مقرونا به ونقطة تسجل لصالحه على مدى الايام كقانون رقم { 80 } لعبد الكريم قاسم مثلا ومشاريع تذكر باحترام كمجلس الاعمار ابان الحكم الملكي او عبد الرحمن البزاز . فمنهم من كان مخلصا ولديه ضمير ويعتبر منصبه مسؤولية وعليه ان يؤديها بنجاح فيقيم المشاريع ويقدم للمواطنين خدمات ومنهم من يقدم خدمة هي اقرب ما تكون نادرة من النوادر وضحك على الذقون كما يقولون فيظل الناس يتفكهون بها وتجيء النتائج عكسية ( اجة يكحلها عماها ) ومن هذه مثلا :
- في حكومة نورالدين محمود سنة ( 1952 ) اصدر قرارا سعر بموجبه جملة من المواد الغذائية وكان ( الشلغم ) من هذه المواد المسعرة . وكان ذلك الامر لا يخطر على بال احد لرخصه وامتلاء الاسواق به ولا هو مادة غذائية رئيسية سوى سلقه ويباع في العرباين او ( الحامض شلغم ) وهذا يمكن الاستعاضة عنه بالكافيار وهو متوفر ورخيص ، فكان تسعير الشلغم سببا في اندفاع احد الشباب البغداديين وقتها وكان من طلاب النكتة ، فابرق برقية لرئيس الوزراء :
(( تسعيركم الشلغم اثلج صدورنا ، سيروا على بركة الله ..... الخ ))
وكانت هذه البرقية نكتة الموسم ، وظل الناس يتداولونها ويعلقون بسخرية على ــ منجز ــ رئيس الوزراء المبهر ، الا ان نورالدين محمود كان لا يقدر النكتة وضاق صدره بها ـ كمسؤولينا الحاليين ــ واخذ الامر على محمل الجد وعده استهزءا ونيلا من هيبة الدولة ، فامر باحالة من ابرقها الى المحاكم .
وفي بحثي الدؤوب والتقصي هذه الايام عن منجز يثلج الصدر ويداويه كالشلغم والذي هو اضافة الى حامضه (درمان الصدر) كما كان يصرخ ( سبيتي ) وهو يدفع عربانته الشلغمية في شوارع كربلاء لكنني ارد خائبا .

وهناك قرار آخر لا يقل طرافة عن سابقه ، وهذا القرار صادر من وزير الاقتصاد في 14 / 10 / 1967 وقد نشر في الجريدة الرسمية العدد 9406
الموضوع : اطلاق تصدير الطرشي
نظرا لان المواد الاولية التي يصنع منها الطرشي مطلقة التصدير بموجب قرار لجنة التموين العليا رقم 498 لسنة 1965 ووجود كميات فائضة منه عن الحاجة المحلية ، قررنا اطلاق تصدير الطرشي الى خارج العراق بدون اجازة تصدير .

وزير الاقتصاد
محمد جواد العبوسي

ولهذا اناشد المسؤولين ان يقدموا منجزا واحدا يشفي القلب ولكن ليس على طريقة تسعير الشلغم .



 

free web counter