| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سنان أحمد حقي

 

 

 

الأثنين 8/4/ 2013


 

في اليوبيل الذهبي لجامعة الموصل وكليات الهندسة والعلوم..!

سنان أحمد حقّي *

في 10 /10 من عام 1963 وصلتُ محطة قطار الموصل لأول مرّة في حياتي وكان الجو شديد المطر وكأن السماء تُغرقنا بماءٍ منهمرٍ وتـُفجّرُ الأرض عيونا ورأيت عددا من السيارات وهي تتوقف بسبب صعود الرطوبة إلى محركاتها ، لم تصمد سوى باصات نقل الركاب لأنها كانت مرتفعة ولهذا ركبت الباص إلى مركز المدينة ،وكنت سألت أحد أصدقاء أخي في بغداد وقبل التوجه إلى الحدباء عن إسم فندق مقبول ، وحصل أن ذهبت إليه ونزلت حتّى تناولت الفطار وسألت مدير الفندق عن كليّة الهندسة ؟فسرح قليلا وقال : لا توجد هنا كليّة بهذا الإسم ولكن ساسأل لك عن ذلك ، فاتصل بشخص يعرفه ولكن ذلك الشخص أجاب بنفس الإجابة بيد أنه قال أيضا: ربما تكون الصناعة ! فأكّدتُ : بل كليّة الهندسة فأخبره أن عليّ أن أتوجّه إلى المجموعة الثقافيّة لعلني أجد هناك الجواب الشافي. فسألته عن كيفية الوصول إلى المجموعة فقال : تركب الباص رقم (9) وكان ذلك في ظل أغزر أيام الأمطار التي عرفتها وكنت أرى الباصات تزأرأو تخور ويخرج من مقدماتها بخار الماء وكأنها ثيران ضخمة والشوارع غارقة بارتفاع كبير في مياه المطر والجو بارد والسماء مليئة بالسحب الرماديّة .

وصلتُ المجموعة الثقافيّة وكانت خالية تقريبا وكلما سألت أحدا عن كليّة الهندسة يقول لي : لا أعرف ، حتّى وجدت شخصا شابا ولما سألته قال لي: لا يوجد هنا شئ من هذا ولكن إذهب إلى كلية الطب واسأل هناك فربما تحصل على من يُجيبك .

ركبت نفس الباص وفي ظل نفس الأجواء شديدة المطر والبرد وكدت أغفو لطول الوقت الذي قضيته في الباص إلى أن وصلت إلى آخر منطقة وهي بالقرب من الكلية الطبية وتوجهت إليها بعد أن شققت الطريق بين أعداد من المرضى وكان كثير منهم من المصابين بالتدرن الرئوي حسبما يحملون من تقارير طبيّة تشير إلى مرض ( TB )وكنت أعرف أن ذلك يُشير إلى ذلك المرض اللعين فضلا عن سحنات المرضى التي كانت مزرقّة وسعالهم الذي لا يتوقّف.

دخلت المبنى رقم (1) وكان امامي ممرٌّ عريض طويل يكاد يكون خاليا حتّى وصلتُ إلى قاعة المحاضرات رقم (1) ولم اجد أحدا أتوجه له بالسؤال ولكنني لاحظتُ أحدهم يسأل بالإنابة عنّي عن كليّة الهندسة فقيل له في الطابق الأعلى فصعدت معه إلى الطابق الأعلى ووجدتُ غرفتين الأولى عليها رقعة صغيرة كُتِب عليها ( عمادة كليتي الهندسة والعلوم) والثانية غرفة مفتوحة الأبواب فيها موظفة تكتب على الآلةا لكاتبة وإلى جوارها وعلى أرضية الغرفة عدد من الملفات البسيطة والملونة من النوع الذي يُربط بخيط أخضر ويُشاركها الغرفة موظف يخرج مرّة ويعود في أخرى فسألتها فقالت : نعم هنا ، أين ملفك وما إسمك فقدّمت لها ما معي من أوراق كنت قد تزودت بها من دائرة المسجل العام في جامعة بغداد في البيت الكائن في الوزيرية وبالضبط في دار قريبة من أكاديمية الفنون الجميلة الحاليّة وكانت دارا قديمة واسعة تضم حديقة كبيرة ولكن المسجل العام كان يعمل في منطقة الكسرة في مباني تعود للجامعة هناك .وهناك جرت قصة طويلة عريضة فقدنا فيها ملفات القبول أنا وعدد كبير من أبناء محافظتنا ( البصرة) مما دعانا إلى الرجوع إلى البصرة وطلب ملفات جديدة ووثائق إضافيّة وبدء عملية التقديم من جديد وكان معنا طلبة أحرزوا معدلات عالية جدا وعندما عدنا وأكملنا معاملاتنا جميعا قيل لنا أن نتائج القبول قد تم إعلانها ولهذا لا مجال للنظر بطلباتكم ولكن إذهبوا إلى الكليات التي تقدمتم لها واسألوهم إن كانوا يقبلون بكم .طبعا لم تكن هناك كليّة تقبل طلاب إضافيين بعد إتمام القبول وكلهم يقولون : لا مجال ، نظرا لإعلان النتائج ، لكن المسجّل العام توصّل إلى حل مؤقت وهو أنه إتفق مع كلية العلوم ببغداد بالسماح لنا بالدوام فيها بشكل مؤقت لحين إيجاد حلّ حتّى لا يضيع حقنا في القبول ، وهكذا بدأنا رحلة مؤقتة في كلية العلوم ببغداد مقابل النادي الأولمبي وكان أساتذة الكلية ينظرون لنا بضيق شديد ويسألوننا أن نراجع التسجيل لوضع حل نهائي ونحن نتردّد على دائرة المسجّل العام دون جدوى حتّى خرج علينا بنفسه وكنّا حوالي ستين أو أكثر وجمعنا في حديقة المبنى وخطب فينا قائلا: يا اولادي ، لقد تم فتح كليتين في الموصل وهما الهندسة والعلوم فمن كان راغبا بالذهاب إلى هناك نعطيه ملفه ويُعتبر مقبولا فيهنّ ومن لا يرغب يمكن له أن يستمر في كلية العلوم ببغداد وسأله سائلون وهل هما كليتان كما هو وضع بغداد ومعترف بهما فأجاب نعم وشدّد على ذلك وقال: إنكم ستلاقون كل ترحيب وأن كافة الإجراءات ستكون مضمونة وكذلك ستجدون أن أقساما داخليّة مفتوحة مما يقلل عليكم أعباء الدراسة وزيّن لنا ألأمروصوّره وكأنه سهلٌ ويسير ولكننا لم نسارع لهذا بل فضّلنا التفكير لمدة يوم أو يومين .

وتجوّلت في شارع الرشيد وأنا أفكّر ، وفي مصادفة جميلة وقرب محل لبيع البن يلي مبنى البريد المركزي، إلتقيت طالبين من أهالي البصرة وهما أخوة يدرس أحدهما الفيزياء والآخر التاريخ وكلاهما في كلية التربية وهما من الطلبة المجتهدين فسلّما عليّ وسالاني عن القبول فأخبرتهما فقالا لي : إذهب للموصل فإن أي هندسة أفضل من أي علوم وهذان الطالبان حاز كلاهما فيما بعد على شهادة الدكتوراه في إختصاصهما مع أن المتخصص في الفيزياء قد قضى مبكرا في مرض السرطان للأسف رحمه الله.

وحصل ما أذكره الآن في صدر مقالي هذا وما زلت أذكر أن تسلسلي في المقبولين بكلية الهندسة بالموصل كان رقم 29 ومن المصادفات العجيبة أنني بعد خروجي من تلك الغرفة وإذا بي وجها لوجه مع أحد زملاء المدرسة في المرحلة الإعداديّة وكان مرحا فسألني عن كل شئ وعن سكناي فلما أخبرته قال هذا فندق غالي وأنك من الأفضل أن تأتي معي إلى الفندق الذي أسكن فقادني حاملا حقيبتي الكبيرة بنفسه وفي ظل تلك الأجواء الممطرة، إلى فندق شعبي في باب الطوب ومع أنه كان فندقا شعبيا جدا ألاّ أنني لم أشعر بذلك لأننا كنا سكنا في غرفة واحدة ومن نوادر هذا الزميل أنه إذا احتدّ معه أحد أو شاتمه يردّ عليه بكلمة واحدة : أجمعين !

ولكن عدد من المقبولين كانوا قد إنسحبوا واستلموا ملفاتهم عائدين إلى بغداد ولم يتعزز العدد حتّى ظهور نتائج الدور الثاني لامتحانات الدراسة الإعدادية حيث حضر إلينا عدد كبير ربما خمسين أو أكثير .
بدانا بتلقي المحاضرات في نفس قاعات الدراسة العائدة لكلية الطب وكانت محاضرات الكيمياء والفيزياء مشتركة لجميع طلبة العلوم والهندسة والطب وكان الأستاذ سنغ وهو هندي يُحاضر فينا في الفيزياء وقرّر علينا نفس الكتاب المقرر على طلبة الطب وقد يكون ( الفيزياء لمؤلفه ستيد ) وقد أكون أخطأت في الإسم لمرور مدة طويلة ، كان كتابا بسيطا جدا بل ربما أبسط من كتاب الفيزياء للمراحل الثانوية كما كنا نستخدم نفس المختبرات العائدة لكلية وطلبة الطب ونُجري نفس التجارب في الميكانيك والحركة وغيرهما .

أمّا الكيمياء فكان المحاضر الأساسي هو نفسه الذي يُحاضر في الكيمياء بكلية الطب أيضا وهو الأستاذ عبد الفتاح الملاح وكان الأستاذ الملاح يقوم بأعمال معاون عميد كلية الطب لشئون الطلبة أيضا وكان رجلا محترما كبيرا في السن كثيرا ما شغلناه بمشاكلنا ولكنه كان حكيما أمّا محاضرات الرياضيات فكان المحاضر الوحيد هو الأستاذ يحيى عبد سعيد وكان أستاذا جادا كفوءا يُثير الإعجاب لفرط تفانيه في عمله ويُقدم محاضراته لطلبة الهندسة والعلوم في بعض القاعات الصغيرة لمباني كلية الطب أيضا واذكر انه ألزمنا وألزم نفسه بكل ما في كتاب ثوماس المختص بالتفاضل والتكامل والهندسة التحليلية ولم يترك لا ملاحظة و سؤالا ولا كلمة إلاّ أتى عليها (على حد تعبير أخواننا أبناء الحدباء ، عندو كيول!)

كان طلبة هندسة بغداد آنذاك يتلقون محاضرات في مواضيع أخرى مضافة كالرسم الهندسي والهندسة الوصفية واللغة الأنكليزية وأعمال الورشة ولم نتلقّ شيئا منها لغاية ما بعد نصف السنة مما جعل الطلبة يتوجسون خيفة في التلاعب بمصيرنا على غرار ما حصل اول الأمر في بغداد وذاعت بعض الإشاعات عن كون العمادة المتمثلة بالدكتور رافع ( وهو دكتور في علم الحيوان) يريد أن يضم الجميع إلى كلية واحدة هي العلوم وأن المقبولين في الهندسة يمكن أن يُقبلوا في أي فرع منها ولا سيما الكيمياء باعتباره يقبل غالبا أعلى المعدلات ولكن الطلبة واجهوا تلك الإشاعات بسحب ملفات كثير منهم والرجوع إلى بغداد فتوقفت الإشاعة وجرى فعلا زيادة محاضرات الكيمياء بشكل واسع جدا فقد تم إستقدام الدكتور عبد الرضا الصالحي وهو متخصص في الكيمياء التحليلية وكذلك إستقدام الأستاذ البروفسور آيشنجر وقيل أنه من الذين ساهموا في إعداد الجدول الدوري الحديث وكان رجلا مسنّا أصلعا يحمل معه فانوسه السحري في كل محاضرة وكان ذلك يحدث لأول مرة آنذاك وهو يُحاضر في الكيمياء الذريّة وتم إستقدام أستاذ باكستاني في غاية النباهة ليحاضر في الكيمياء الفيزياوية وهي مادة كنا نراها صعبة وأستاذها شديد للغاية إذ لم نكن نألف هذه الشدّة في الأساتذة الهنود .
هذا التوسع في دراسة الكيمياء كان سببا في تصديق تلك الإشاعات .
ألحّ الطلاب على موضوع الأقسام الداخلية لأسباب تتعلق بسوء حالة الفنادق المتوفّرة مما يستطيع مدخول الطلبة الصرف عليها ، وكان الأستاذ الملاح ينصح بالصبر ويؤكّد بأن الأقسام سيتم فتحها فعلا .

لم تكن هناك خيارات كثيرة أمام الطلبة في موضوع السكن فإما فنادق من الدرجة العشرين أو فنادق غالية ليس بمستطاع الطالب أن يسدد تكاليفها فضلا عن أن الوضع الإجتماعي لأهالي المدينة لم يكن يسمح بتأجير مساكن للطلبة ( العزاب) وظلت تلك الأحجية قائمة إلى أن تم فتح الأقسام الداخليّة والحق يٌقال أن المقبولين بالأقسام كانوا يتلقون مخصصات شهرية مقدارها سبعة دنانير ونصف فضلا عن توفير سكن وأثاث ولوازم ضرورية كالأسرة والأفرشة ومنضدة حديدية وكرسي ومدفأة نفطية وخزانة ملابس حديديّة وكانت مباني المجموعة الثقافية هي أولى الأقسام حيث شغلنا الطوابق العلوية كأقسام داخليّة وكنا نتلقى المحاضرات في الطوابق الأرضية واستمر هذا لفترة وجيزة في ظل تعيين الدكتور نجيب خروفة مساعدا لرئيس جامعة بغداد لشئون كليات الموصل ، ومنذ تلك الآونة وحتى نهاية السنة التالية حدثت تغييرات كثيرة منها إستقدام الأستاذ مدحت فضيل مدرس ومؤلف كتاب الهندسة الوصفية ليحاضر عندنا في الرسم الهندسي فضلا عن الهندسة الوصفية واستقدم أستاذ من أهالي الموصل لتدريس اللغة الأنكليزية وكان كلاسيكيا في أسلوبه جدا وشديدا في تلك التقاليد .

وما أن بدأت الدراسة في السنة الثانية حتّى وجدنا أن مدرسين جددا قد تم تعيينهم ومنهم المدرسون فريد مطلوب وحميد رشيد وأنترانيك ومدرسا للمساحة، أظن إسمه كان قدري أو قدوري وهو من الهند كما تم إستقدام مدرس مصري لتدريس مقاومة المواد وكان إسمه جورج حسب ظني وأستاذا جيكيا وهو السيد بانيك وقامت سيدة أمريكية بإعطاء دروس جميلة في اللغة الإنكليزية لأنها كانت متحررة من التقاليد والأساليب اللغوية الإنكليزية كما أنها كانت مرحة الروح تضرب امثلة ساخرة في كثير من الأحيانواسمها مسز توشكا وأظنها كانت مقيمة في الموصل صحبة زوجها الذي كان أستاذا في كلية الطب فضلا عن محاضرين في مواد مبادئ الهندسة الكهربائية ومبادئ الثرموداينميك وإنشاء المباني وهي مادة تختلف عن كتاب يوسف الدواف في إنشاء المباني لأنها كانت مواد تتبع مراجع أجنبية ويّصاحب دروسها كثير من الرسوم والتفاصيل المعماريّة عن أعمال الحجر والخشب والطابوق وتفاصيل معمارية مهمة كالشبابيك والأبواب والبناء بالأخشاب أو المقاطع الحديديّة وفي الحقيقة كانت مادة مفيدة جدا ويصلح القول أنها كانت أقرب للعمارة منها للهندسة المدنيّة وكان يُحاضر فيها دكتور مصري متخصص بالعمارة ( دكتور هندسة معمارية تخرّج في الولايات المتحدة الأمريكية) كان لي شرف التعرف عليه عن كثب حيث عملت له كخطاط وكرسام في بيته في حي الزهور الذي كان يُشاركه فيه أحد الأساتذة المصريين المتخصصين بالعلوم الإنسانية ومعه زوجته المتفرّغة بسبب الإنتساب للجامعة وتدرس الأدب العربي وهو الدكتور عبد الحميد خير الدين الذي قام بتصميم مباني كلية الصيدلة ومباني كليات الزراعة والغابات وعدد من الأعمال المهمة فيما بعد ، وعرفنا المستر شورت وهو جيولوجي متخصص في الجيولوجيا الهندسيّة أمريكي الجنسية له خبرة واسعة جراء العمل لفترة طويلة في السعودية ، كما كان من حُسن حضنا أن نتلقى محاضرات الرياضيات للسنة الثانية على الدكتور يارنيك وهو جيكي وهو إبن عالم الرياضيات الكبيرالمعروف يارنيك ، وقد ذكرت ذلك لعدد من المهندسين الجيك فيما بعد فلم يُصدّقوا قولي لأنهم كانوا يعتقدون أن يارنيك لم يُغادر جيكوسلوفاكيا وأن عددا منهم تلقّوا علومهم عليه ولكن يبدو أننا أسأنا فهم بعضنا لأنني أقصد يارنيك الإبن وهم يقصدون يارنيك الأب.

ولكنني لا يمكن أن أنسَ أحد أركان العلوم الهندسيّة الأستاذ الكبير والعالم بحق دكتور بريزينا وقد كان مهندسا رفيع المستوى خبيرا في تصميم المنشآت وفي علم الرياضيات التطبيقية أيضا ، لقد كان له أثر بالغ علينا جدا .

وبدون شك فإن تولّي الدكتور محمود الجليلي مسؤوليّة الجامعة قد ساعد على ترصين سمعتها وقد قدّم هذا العالم الجليل للجامعة بعامّة والهندسة بخاصّة كل ما يلزم ليحصل طلابها على أحدث العلوم والمعلومات في ظروف من أفضل ما يكون ووفق أحدث التقنيات .

قبل خمسين عاما وضعنا أولى خطواتنا على طريق العلوم الهندسيّة وها هي كأنها حلم قريب ولكن لا بدّ أن نذكر أن كثيرا من الذين تلقينا شيئا من العلم على أيديهم من العراقيين لم يكونوا على مستوى المسؤوليّة وأن بعضهم كان يشعر كأن الله لم يخلق سواه أو على حد قول الشيخ الرئيس( إبن سينا): بٌلينا بقومٍ يتصورون وكأن الله لم يهدِ أحدا سواهم.وحتى في المراحل التي تلت ما تحدثنا عنه فإن قليل من المدرسين العراقيين والحق يجب أن يُقال لم يبلغوا مهارة وكفاءةما صادفنا من مدرسين وأساتذة أجانب فالأجنبي كان جادا ويُحضّر لما سيّلقي من مادة جيدا وحريص على أعطاء كل ذي حق حقّه ولا تمييز عنده بين طال وآخر ومعلوماته حديثة ومتجددة وصالحة للتطبيق في الحياة العمليّة وكثير مما لا مجال للخوض فيه .

أزف ازكى التهاني والتبريكات إلى كليّة الهندسة في الموصل وإلى أساتذتها وطلابها وجميع من عمل على رفع شأنها وتمكينها من أن تحوز هذا المستوى الرصين ولا يفوتني أن أحيي أقراني وزملائي من الرعيل الأول وإلى كل من إنتسب لهذه الكليّة الرصينة التي أتمنى أن تبقى على المستوى العلمي الذي حازته نتيجة جهود متواصلة ومضنية تستحق التقدير بكل تأكيد.
 

 

* مهندس ومنشغل بالثقافة

 

 

free web counter