| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سنان أحمد حقي

 

 

 

الأثنين 5/11/ 2012

 

قولٌ على قولٍ في الوجود الروسي..!

سنان أحمد حقّي * 

لا بدّ لي في البدء أن أشكر الأستاذ علي فلاح على إهتمامه بما ورد في مقالي الذي عقّبت فيه على مقاله بصدد التواجد الروسي ( أظنّ أنه من الصواب أن نقول الوجود لأن التواجد لا أصل له في اللغة وحتّى لو أرجعناها إلى الوجد فإنه الهوى والحبّ وهذا بعيدٌ جدا عن الغاية)  ، وأناأشهد له بالمنحى الجاد وتوخّي الإسناد وهي من متطلبات البحث الأكاديمي السليم والتاريخي منه على وجه الخصوص ولكن؛

الإتكاء على الأصول التاريخيّة لا يُساعد كثيراعلى توفير مبررات سياسيّة أو دبلوماسيّة فإن الدعاوى التاريخيّة وحدها تظل في الأعم الأغلب موضع إستعمالات في متناول أيدي الساسة عند الحاجة ولا توفّر سوى دعائم ضعيفة لتعليل نتائج العمل السياسي بسبب إمكانيّة تكييفها حسب الموقف السياسي أو القفز عليها حين الحاجة حيث يعلم الأستاذ الكاتب أن الأمور غالبا ما تنتهي على طاولات التفاوض إلى مجرّد مساومات متنوّعة أي كما يحصل بالضبط بين مختلف الباعة والتجار عندما ينتهون إلى عبارة شهيرة( خذه أو إتركه  Take it or leave it (  مع أن العوامل التاريخيّة لها أهميّة محدودة،فيستطيع قائل أن يعزو سياسة الوفاق أو بصورة عامّة سياسة الإنفتاح إلى عهد خروشوف أو ما قبل ذلك كأن نعود إلى عام 1953 أي بعد وفاة ستالين وقد يستطيع بعضهم أن يعود بها كمفاهيم إلى ما هو أقدم من ذلك إذ ان هذا يعتمد على التكييف السياسي والدبلوماسي كما قلنا.

اهم شئ برأيي أن روسيا اليوم ليست الوريث الشرعي الحقيقي للإتحاد السوفييتي السابق فلو تناسينا معظم التحولات لا نستطيع إغفال التحول من دولة العمال والفلاحين وهي بالضرورة دولة مختلفة تماما عن الدول الرأسماليّة المعروفة ومع أن لها مصالحها السياسيّة بالطبع ألاّ أنها كانت تختلف عن المصالح التي تستعيد بها الأهداف والمطامع الرأسماليّة والإستعماريّة لروسيا القيصريّة وهذا أهم شئ فعندما كان الإتحاد السوفييتي يجد لنفسه مصالح من أي نوع كانت معظم بل جميع قوى التقدّم والإشتراكيّة تجد أن هدفه ذاك يقع في دائرة مصالحها بالضرورة بسبب التحالف الستراتيجي ووحدة الأهداف وتقارب المقاصد وأن نجاح التجربة السوفييتيّة يعني توفير العون والمساعدة على إنتصار قوى التقدّم وتحقيق التحولات الإجتماعيّة والإقتصاديّة في مختلف أركان المعمورة ولكن الوضع الآن تغيّر تماما إذ لا مصلحة لقوى التقدّم والإشتراكيّة والتغيير الإجتماعي الإقتصادي بمدى توسّع نفوذ روسيا أو إضمحلاله .

اليوم أصبحت أو إنضمّت روسيا إلى حضيرة الأنظمة التي تقوم على الإستغلال والبحث عن مناطق النفوذ والأطماع وأصبحت مصالحها تصب في مصالح العالم الرأسمالي وباعتبارنا وأقصد شعوب الشرق الإسلامي وبضمنها الشعوب العربيّة من الدول تحت التنمية فلا نجد لنا مصلحة في الخضوع لمناطق النفوذ والإنجرار إلى الصراعات شبه الكولونياليّة والعودة ببلداننا إلى خدمة تلك الصراعات!وبالتالي التخلّي عن الإستقلال وحريّة القرار الوطني

فيما يخص مالطا فهي مالطا التي تم إعلان إنتهاء الحرب الباردة فيها بعد القمة التي حضرها بوش الأب وغورباتشوف عام 1989.

ويالطا تمثّل القمّة التي تم فيها بحث مناطق النفوذ الإقليمي  و التي تم بحثها في مؤتمرفي مدينة في شبه جزيرة القرم قرب سواستوبول والتي أصبحت تُعرف بقمّة  يالطا التي عقدت عام 1945 وحضرها ستالين وروزفلت وتشرشل وتضمنت بحث تقسيم ألمانيا وأظنها تمت بعد مؤتمر طهران الذي أقرّ الجبهة الثالثة في الحرب وتأييد مناطق النفوذ السوفييتيّة في البلطيق أي ترتيب مناطق النفوذ بصورة عامّة أيضا ، وغني عن القول أن المفاوضات والترتيبات المختلفة أخذت شكل موقع أو مكان  تلك الإجتماعات فريكيافيك في أيسلاند كانت حول الحرب الباردة وفلاديفوستك تناولت معضلات الحرب ضد اليابان وما نتج عن ذلك من حروب وصراعات في الشرق الأقصى ووضع جزيرة كمتشتكا أمّا مؤتمر يالطا عام 1945ــ ربما حصل إلتباس بين مالطا ويالطا بسبب تشابه التسميات رغم الإختلاف الواسع بين المنطقتين ويتبين أن مواقع ألكترونيّة كثيرة قد وقعت في هذا الإلتباس مما زاد التشويش على الهدف ، ولكن يالطا بقيت موضع إجتماعات كثيرة خصوصا فيما يتناول الوضع الإقليمي في منطقة البحر الأسود وما يتعلق بالجمهوريات التي إنفرطت عن الإتحاد السوفييتي السابق ــ فقد كان بخصوص الحملة الغربيّة على ألمانيا وضم الولايات المتحدة الأمريكيّة وبريطانيا وقررا إستبعاد الجيش الأحمر من العمليات خشية توغله في وسط أوربا حيث لم يكن أمرا مرغوبا.

عندما نقول أن المواجهة بين روسيا وأمريكا والدول الغربيّة قد إنتهت نعني تلك المواجهة الحقيقيّة والستراتيجيّة المبنيّة على أسس عقائديّة قويّة إذ أنها قد إنتهت فعلا بانتهاء الحرب الباردة وبحصول قمّة مالطا عام 1989بين بوش الأب وغورباتشوف على ظهر الباخرة مكسيم غوركي وتخلّي روسيا عن الإشتراكيّة وعن النظام السوفييتي ، أمّا المواجهات المحتملة في المستقبل فهي مواجهات من قبيل التنافس الإقتصادي و(الستراتيجي القائم على المصالح الإقتصاديّة والنفوذ والأسواق) ومع ذلك فلم يتبيّن أن روسيا ستخترق الأسواق العالميّة ببساطة فضلا عن أن وضع الإقتصاد الروسي ما زال بحسابات الغرب متخلفا فلا أدري بعد كم من التدابير أمكن قبول روسيا في المنظمات العالميّة الإقتصاديّة المختلفة فضلا عن إنتظارهم الطويل للإنظمام للأخرى ومثل أطوار الصراع الجديد هذه بعيدا عن الأهداف السابقة ليس لبلداننا أية مصالح للإنضمام إلى أي طرف فيه كما ربما كان لبعض دولنا مصالح في شكل من الوجود السوفييتي سابقا بهدف تعزيز المواجهات الإقليميّة والصراع مع إسرائيل أحيانا ولكننا اليوم في وضع جديد

باختصار شديد نقول إن مواصلة النظر إلى روسيا وكأنها تواصل نفس الدور الذي كان الإتحاد السوفييتي يؤدّيه هو مغالطة كبيرة وهي أي المغالطة لا علاقة لها بالسياسة التي إنتهجها الإتحاد السوفييتي طيلة تاريخه كلّه.
أمّا دور روسيا في مقاومة القطبيّة الواحدة وتحويل العالم إلى قطبيات متعددة فهذا لم يتحقّق لحد الآن لأن البنية الإقتصاديّة الحاليّة لروسيا مازالت بعيدة عنه ، فمثل هذا الدور الذي يحتاج حسب الرؤيا الغربيّة إلى هياكل إقتصاديّة متطوّرة وكبيرة وليس في روسيا مثل هذه النوع المتقدّم سوى صناعة الأسلحة وهذا يتطلب إعادة هيكلة فعليّة كبيرة ستأخذ مدى طويلا كما أن القطبيّة المتعدّدة لا تحدث بوقوف روسيا وحدها بوجه أمريكا بل يتطلب دورا أوربيا كبيرا راغبا بمثل هذا الدوروبمثل هذا الهدف وعلى النحو الذي تفكّر فيه روسيا وبالرغم من الحضور الأوربي ألاّ أنه لم ينشقّ سياسيا عن الموقف الموحد مع الولايات المتحدة في معظم الأحوال أي فقط عندما يبدو أن الإتحاد الأوربي يرغب في تلك التعدّديّة وبعد عمل إصلاحات في أنظمة الأمم المتحدة أي إن التعددية الموصوفة تعتمد على الإرادة الأوربيّة أكثر بكثير من الإرادة الروسيّة وكل هذه الأدوار لن تحتاج حاليا إلى مواجهات عسكريّة والسبب واضح وبسيط إذ أنه لحد الساعة لا توجد دول تستطيع أن تنفق على الأعمال الحربيّة ميزانيات توازي ما تستطيع أن تنفقه الولايات المتحدة أي أن الموقع الإقتصادي لها هو الذي يوفّر لها كل تلك الإمكانيات وليس القوة العسكريّة التي ما زالت روسيا تواصل التفكير بها.

من جهة أخرى أودّ أن أذكّر الأخ العزيز كاتب المقال أن حدّوتة حرب النجوم لم تكن مشروعا يسهل السير فيه أو تنفيذه وأن كثيرا من العلماء أشاروا إلى أن أي خرق للمنظومة المقترحة حتّى ولو بواسطة أي جُسيم صغير كان بإمكانه أن يُقوّض الشبكة برمتها و فكرة المشروع بأكمله كما أن الوضع الإقتصادي مهما كان متينا لن يُساعد على تنفيذ مشروع حرب النجوم أي أنه كان تمويها أو حتّى لنقل ربما كان شبه خدعة كبيرة.

والمهم أن نسأل ما هي مصلحتنا في فتح أراضينا وشواطئنا وأجواءها لكي تُصبح مسرحا لصراعات محتملة بين الدول الكبرى.

امّا فيما يختص بالعولمة فأعتقد أن العولمة ليست كلها بلاء إذ أن الطابع العالمي للتقدّم والتطوّر أمر له قدر من الصحّة والصواب ( يمكن متابعة ومراجعة مقالات كتبها الأستاذ الدكتور كاظم حبيب حول العولمة) وأنه بدون تنشيط منافسة مقبولة بين الإنتاج في البدان المتقدّمة والتي هي تحت التنمية أمر مطلوب أحيانا ، أنظروا إلى مقاولنا المحلّي والشركات الأجنبية ؟ أحدهما يزداد تخلّفا وفسادا وعودة للوسائل المتخلفة واللجوء أكثر فأكثر إلى الغش والتحايل والأغطية السريّة والمافيويّة والأخر يزداد تقدّما واستخداما للروبوتات والوسائل الحاسوبيّة وكذلك المنتجات الزراعيّة التي تردّت نوعيتها إلى حد بعيد ولم يعد من الممكن أن نجد لمنتجاتنا سوقا في بلاد تشترط شروطا غاية في الدقّة العلميّة والنوعيّة  الفائقة ولا ندري لو تخطّى العالم مرحلة النفط فهل سنجد شيئا نعيش من وراءه؟ أو لنبيعه إلى العالم؟فمن يشتري طماطة فاسدة أو تمرا ملوّثا أو خضارا مصابة بكثير من الأمراض إننا يجب أن نواجه الواقع ونبحث عن تدابير لتحسين الإنتاج نوعا قبل كمّا فكيف؟والجميع يُريد أن يستمر على تخلّفه وتراخيه والإتكال على قول( دِمشّي ودِعبّر ويا معوّد ! وخطيّة)

الإنتاج متوقّف والصراعات في تزايد والإعتماد على العالم المتقدّم يتضاعف فما هي النتائج المتوقّعة ؟في ظل الإحتمالات المرعبة؟

عند العودة إلى الوجود العسكري الروسي على المتوسّط نجد قلقا عربيا وإسلاميا مشروعا من هذا الوجود الذي كما وضّحنا يحرم شعوب الشرق الإسلامي والعربي أيضا من الإطلاله المحدودة جدا على الشواطئ الشرقيّة للمتوسط وهذا موقف يثير الريبة في نفوس جميع تلك الشعوب لأنها منطقة مهمة جدا للعالم وطالما تمتّعت باهتمام العالم غير الإسلامي منذ أكثر من ألف عام وحتّى الساعة بل وقبل ذلك أي منذ العهود الرومانيّة .

إن أستاذنا العزيز ما زال منقادا إلى فكرة إعتبار روسيا وكأنها الإتحاد السوفييتي السابق فسابقا كان الإتحاد السوفييتي يقف إلى جانب شعوبنا في التخلص من سياسة الأحلاف والمحاور ويقف إلى جانبنا عندما ننادي بالتخلص من القواعد الأجنبيّة ولكنّه كما ترى هذا اليوم يأتي بنفسه ليُقيم قواعد له جديدة ، إن الأتحاد السوفييتي ولا حتّى في أفضل حالات العلاقات بينه وبين شعوب الشرق الإسلامي وبخاصّة العرب لم يعمل على إقامة قواعد عسكريّة دائمة فلماذا يفعل الروس الآن بعد أن تخلّوا عن أوربا وعن نصف بلادهم كما أسلفنا ثم أن بلدان شرق المتوسط لها علاقات متنوّعة مع أوربا وهي ربما تكون أنفع عند تنميتها من المصالح مع روسيا التي لم تقف بعد على قدميها إقتصاديا كما ذكرنا ؟ امّا موضوع القطبيّة فقد قدّمنا رؤيتنا لها وكيف أن الولايات المتحدة لحد الساعة ليس باستطاعتها أن تكون القطب الوحيد بل أنها ربما ترغب في صيانة موقع متميّز وليس أكثر من هذا لأن سياسة القطب الوحيد هدف بعيد المنال حاليا لأسباب إقتصاديّة وقد رأينا كيف فعلت الأزمة الإقتصاديّة قبل سنتين وما زالت لحد الساعة، إن المواجهة المتوقّعة ستكون في ميدان الإقتصاد وليس في ميادين القتال والولايات المتحدة تعلم أن سلاح الإقتصاد في المبارزة الروسيّة الأمريكيّة الآن أشدّ مضاءًوأضمن نتائجا .

ومن جانب آخر كيف صحا الروس على ضرورة مواجهة القطبيّة الواحدة الآن؟ ألم يكن من الواجب أن يُفكّروا بمثل هذا الفراغ الذي تتمدّد فيه قطبيّة الأمريكان لكي تتفرّد بالقرار الدولي أو تكاد كما يُشير الأستاذ العزيز؟

إننا نعود إلى الإشارة إلى المتاعب التي يُعاني منها الروس في الشرق الإسلامي وبالذات في الجمهوريات التي تُحيط بأفغانستان وتفاقم البطالة والمصاعب الإقتصاديّة الكثيرة والتي تهدد بدفع أوساط إسلاميّة عديدة إلى حراك أو ربيع يعم صحراء قوراقوم وتخشى الصين أيضا من تفاقم الأحداث في الأقاليم التركمانيّة والإسلاميّة مما يجعل نسيم الشيشان وداغستان والأنغوش والأبخازوالنزاع الأرمني الأذربايجاني في كاراباخ يُسعّر الوضع في وسط وشرق آسيا حيث يُقلق روسيا أكثر من أي موضوع آخرامّا إذا كانت روسيا قد تم قبولها عضوا مراقبا في الناتو فهذا يؤيّد رغبتها في الإنتماء للحلف المذكور وأمّا تمدّد الحلف باتجاه الشرق وكونه أصبح يُهدد روسيا مما يجعلها تنسحب فهذا ما كان عليها أن تفكّر فيه منذ البداية وحتّى لو نظرنا للأوضاع الحاليّة فإنه لا يتطلب وجودا في شرق المتوسّط والذي لا يُعوّض ولا قيد أنملة عن القدرة على التأثير لو كانوا إحتفظوا لهم بمواقع أوربيّة على سبيل الضمانة، لا بدّ أن نعترف أن التداعي الكارثي لإنهيارالإتحاد السوفييتي لا يمكن بأي حال التعويض عنه بوجود يضع روسيا في مواجهة مع شعوب الشرق الإسلامي والعرب أكثر من أن يُحدث لروسيا وضعا أفضل لمواجهة القطبيّة الوحيدة لأمريكا

لاسيما وأن روسيا عادت إلى تبنّي الشعارات القوميّة وهي طبعا تثير القلق أكثر من الشعارات التحرريّة والأمميّة وهذا يُذكّرنا بعهود كاثرين العظيمة وبطرس الأكبر وعهود التوسّع الروسي

من جانب آخر أرجو أن أوضّح أن حسن تتابع بعض الأحداث من عدمه في مقالي لا يُغيّر من ستراتيجيّة النقاش والحوار ويمكن العودة لمطلع مقالنا حول العوامل التاريخيّة والمهم أنني سردت بعضها أحيانا على تتابعها التاريخي وأحيانا على غير ما تتابع تاريخي بهدف تعزيز جمع العوامل والأسباب دون إعطاء أهميّة لتسلسلها ولهذا أعقّب بدوري إجابةً كما يلي :

1.. في معرض إستعراضي لسياسة الوفاق وسياسة الإنفتاح ومفاوضات إنهاء الحرب الباردة أو خيار الصفر ، لم نأتِ بها جميعا على سبيل السرد التاريخي بهدف التوصل إلى مفهوم تاريخي بل على سبيل التعداد والإستعراض وعلى سبيل جمع العوامل فقط.

فلا أظن أن الأستاذ المكرّم فلاح علي أراد لمقاله أن يكون مجرد سرد تاريخي دقيق إذ أنني أردت لمقاله أن يًعتبر سياسيا يتناول المواقف السياسيّة والفكريّة ويُحلل نتائج جميع تلك الحوارات والمفاوضات التي للأسف لم تأتِ بأفضل ما يمكن وبأقلّ التنازلات كما يقول السياسيون، ولا أدري كيف يبرر هذا السرد التاريخي لأستاذنا العزيز فكرة الوجود الروسي على الشواطئ الشرقيّة للمتوسّط؟!والذي لم نجد له تفسيرا مقنعا إلى الآن.

2.. إن تساؤلي عن حل حلف وارشو لا يأتي إنكاريا بل أتساءل عن أي مقابل تم حل الحلف؟

وما إذا كانت هناك ضمانات  كافية ضد مواجهات عسكريّة مستقبليّة أم لا؟ وإذا كان هناك شئ من هذا القبيل فلماذا تفكّر روسيا في الظهور الآن على المتوسّط؟

وفي أماكن لم يكن لها حضورأو نفوذ فيها أبدا.

3.. إن تساؤلي عن سبب طلب روسيا الإنضمام إلى الناتو هو بسبيل تقديم الدليل على عدم وجود نوايا لخوض مواجهات مستقبليّة بالمفهوم العسكري وما يجري هو مخالف لهذه النوايا والسياسات كلّيّا

إننا هنا في الشرق الإسلامي والعربي نحتاج من روسيا إلى تأكيد حُسن النوايا وتأكيد التضامن مع حركات التحرر والإستقلال وعدم العودة إلى سياسات التوسّع القيصريّة البائدة!على حساب حقوقنا التاريخيّة والجغرافيّة.

وأهم شئ أن روسيا اليوم لم تعد هي روسيا الأمس !

 

* مهندس ومنشغل بالثقافة

 

 

free web counter