| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سنان أحمد حقي

 

 

 

الأحد 4/1/ 2009

 

دكتور جرح الأوّلي عوفه .. جرح الجديد عيونك تشوفه!

سنان أحمد حقّي *

معلومٌ لدى أغلب الكوادر السياسيّة أن القيادات الكفوءة والمقتدرة هي التي تزجّ جماهيرها وأنصارها في معارك متكافئة أو فيها احتمال كبير من التكافؤ.
وعندما نعتقد أو نعتبر أن القتال إنما هو مغامرة نكون مخطئين جداً وأننا عند الإعتقاد والإيمان بأن الموت حقّ أو أن المنايا بيد الله أو كما يقول البدويّ:(الحيّ ماله قاتل) فهذا لا يعني أننا نغامر إذ أن أحد نتائج الإشتباك غير المتكافيء أن تسقط القيادات في أحيان كثيرة أو أن تضيع كثيرٌ من الأهداف أو الفرص الممكنة والتي كانت محتملةٌ بوجود قيادة كفوءة يمكن أن تحرز نصرٌ مرحليّ أو حتّى ستراتيتيجي!

لم يكن جمال عبد الناصر خائنا بل على العكس كان مخلصا وقائدا جماهيريا ممتازا ولكنّه أخطأ في زج جماهيره وقواته وبالتالي الأمة العربيّة في صراع غير متكافيء في تلك المرحلة من حيث الإستعداد والتهيّؤ و هو يعتقد أنه قادر على ذلك .

وكان ما كان مما عرفناه بالنكسة وقبلها كانت النكبة وكلما زججنا قوتنا وجماهيرنا في صراع غير متكافئء فإننا لا نحصد إلا النكسات والنكبات.
نعم إن التخلّي عن ما نحوز في ميدان القتال أشرف منه عن التخلي عنه في الإتفاقات السلميّة وذلك لأن الخسارة في الحرب يمكن أن تسمح بتكرير المعارك عندما تكون الجماهير أكثر خبرةً واقتدارا والقيادات في المستقبل أكثر كفاءة.
ليس من الحسابات السياسيّة السليمة أن نقدّم أرواح أعداد كبيرة من أبناء الشعب بناءً على حسابات أو احتمالات ضعيفة.

اليوم يتعرّض شعبنا وإخواننا في غزّة إلى مواجهة الآلة العسكريّة الإسرائيليّة برمتها وهو قطاع محدود وبالتالي فإن حجم المآسي متوقّعٌ وماثلٌ للعيان .
وحتى على أقل تقدير فإنه ليس هناك تنسيق مع باقي الوسط الفلسطيني ولا مشاركة من الحكومة الفلسطينيّة أمّا البلدان العربيّة الأخرى فهي ملتزمة بمواثيق رسميّة مع إسرائيل وهو حال مصر والأردن، ولبنان قد خرجت للتو من صراع تموز والظروف مشابهة لبقيّة البلاد العربيّة ،وسوريا ليست مستعدّة للتدخّل بسبب مباشرتها التفاوض مع إسرائيل بوساطة تركيا .
فعلى أي أسس تم زج جماهير غزّة في مواجهة مع إسرائيل بكل طاقاتها وإسنادها الأممي والتي نعرفها تماما؟

هل كلّ يوم نجرّب؟
نحن اليوم أمام خطأ قيادي جسيم .

ولنترك النكسة والنكبة ولننظر امامنا لئلا تحصل وكسة أو ما يماثلها من عبارات السجع التي يحبّها العرب!

أنا أتذكرالآن أغنية المطرب العراقي عبد الجبار الدراجي :

دكتور جرح الأوّلي عوفه
.. جرح الجديد عيونك تشوفه!

ولننظر إلى الحالة النفسيّة للجماهير والشعب الفلسطيني! والعرب والمسلمين وقوى التحرر فيما بعد الحرب .. لو أسفرت عن نتائج ليست كما تشتهي قيادة حماس!

النصر لنا
والحياة للشعب الفلسطيني وأبنائناوأخواننا في غزّة
المجد والخلود لشهداء غزّة وفلسطين والأمتين العربيّة والإسلاميّة وسائر قوى التحرر الوطني في العالم
ونسأله تعالى أن يكتب لنا صلاةً في الحرم الثالث وتحت ظلال علم فلسطين،إنه بالإجابة جدير!

اللهم يسّر لنا جلائل الآمال بقلائل الأعمال
يا ربّ!

 

* مهندس ومنشغل بالثقافة

 

free web counter