| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سنان أحمد حقي

 

 

 

الأربعاء 2/7/ 2008



الحلّ ..! في فن العمل بين الجماهير

سنان أحمد حقّي *

دأب عدد متزايد من السادة السياسيين مع شديد الإحترام والتقدير لهم جميعا إلى ترديد الدعوة إلى التخلص من سياسة المحاصصة الطائفيّة وتقاسم المناصب والمسؤوليات بين القيادات الإثنيّة الوطنية وبالرغم من أننا نقف إلى جانبهم من حيث الأهداف ومن حيث الإنتقال إلى المجتمع الديمقراطي والتمتع بالحياة الدستوريّة السياسية على الأسس السليمة ولكن للأسف الشديد أننا لا نلمس أيّة آليات تناسب هذه الدعوات من حيث الممارسة العمليّة فالكل يُطالب ويدعو وكأن من تحصّلوا على مواقع المسؤوليّة سيقولون نعم هو ذاك وتفضّلوا خذوا المسؤوليّة وأننا نتنازل عن موقعنا لكم لأنكم على حقّ!
إن شيئا من هذا لن يحصل ابدا ولو تصوّر مهاجموا سياسة المحاصصة أن الوضع معكوسا وتبادلوا المواقع لما فعلوا شيئا من هذا أبدا!
نعم ! إن سياسة المحاصصة وتقاسم السلطة بين الإثنيات القائمة ليست ترجمة لآمال وتطلعات شعبنا في العيش الكريم على سبيل التقدم إلى جانب أمم وشعوب الأرض المختلفة
ولكن مالعمل؟
إن المعالجة الطبيعيّة والسليمة تكمن في فن العمل بين الجماهير !
إن معظم المكونات السياسيّة ولا أقول كلها لا تبذل جهودا جادّة في تفعيل فن العمل بين الجماهير ، فالمواطنون على اختلاف إثنياتهم بحاجة للإقتناع ببرامج المكونات السياسية وأهدافها وطرائق العمل من أجلها أي أن نوفر لهم القناعة في العمل السياسي من جديد، بدون ضغوط أو إغراءات لا أخلاقيّة ، إن المواطن يطلب أن يقتنع بأي منهج لا أن يسير وراء مطامح تفتقر إلى قيم وطنية عليا!
وعندما يقتنع المواطنون بالعمل السياسي من أجل أهداف سامية وأخلاقيّة سيتفانون في سبيل تحقيقها بل سيقدمون الغالي والنفيس من أجلها.
ولا ننسى أن العهد الماضي أساء للعمل السياسي بشكل عام وأعطى صورة كريهة ومنفّرة عن العمل الحزبي لذلك علينا أن نعتني في هاتين الصورتين وننبذ كل أساليب العمل الحزبي البائد وننبذ الأشكال المنفـّرة بشكل كامل من حياتنا السياسيّة.
كما إن التغلغل في صفوف الشعب إبتداءً من خلق الصداقات والعلاقات الطيبة مع أوسع القطاعات والأفراد وحتّى القيام بالتجمعات والإحتفالات والندوات والمهرجانات المختلفة وحضور المناسبات الجماهيريّة المتنوعة وإعطاءها الأهميّة الجادّة والتواضع مع أبناء الشعب ولا سيما الشرائح الفقيرة والسعي لحل مشاكلهم وتبنيها والدفاع عن مصالح الفقراء والأرامل والمعوزين والعاطلين ومحاولة جمع كلمتهم على سبيل إيجاد حلول لما يعانون منه من معضلات سيكون له كما كان في الماضي أثرٌ واسع النطاق في تفعيل جماهيرية المكون السياسي ويُعطي صورة واقعية لجدوى الإبتعاد عن تبني روح التعصّب الطائفي أو العنصري.
إن فن العمل بين الجماهير هو الحلّ ولن يكون للدعوات والنداءات والخطابات الإعلاميّة أي تأثير لو قارناه بتأثير ما نذكره، إنه عمل يتطلب الصبر والمواصلة ولكنه سبيل مضمون وقد جرّبه شعبنا في الماضي وأنجز بهذا السلاح أكبر المكاسب ونحن نعتقد أن العديد من أبناء شعبنا من المناضلين القدامى ما زالوا يُتقنون هذا الفن بكفاءة عالية وأن بوسعهم معاودة العمل بين الجماهير ليس بهدف تفعيل هذا الفن الضروري لأي عمل سياسي بل أيضا لتعليم وتدريب الشباب على ممارسة هذه الفنون التي أوشكت أن تختفي بعد ممارسات العهود الإستبداديّة ولستُ هنا معلّما لهذا الفن العظيم ولكن مذكّرا به وأنا مؤمن أن هناك من لا يُجارون في هذا الفن المؤثّر ولا أنسى أن أنوّه إلى عدم الخلط بين العمل السياسي والعمل الجماهيري والشعبي لأن لكلٍ من تلك الفنون النضاليّة واقعها ومتطلباتها ولكنها مدارس ضروريّة لا بدّ منها قبل الدخول إلى معترك الحياة السياسية .
إن مناضلين متخصصين ممن لهم الباع الطويل في العمل بين الجماهير يمكن لهم أن يفعلوا الأعاجيب.
كما أرجو الإنتباه إلى تفعيل كل ما سبق القضاء عليه في الأوضاع الماضية بسبب القمع والممارسات البولسيّة مثل النوادي والنقابات والمقاهي الأدبيّة وكل ما يساعد على قيام تجمعات شعبية ويُنمّيها .
 

* مهندس ومنشغل بالثقافة

 

free web counter