| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سنان أحمد حقي

 

 

 

الثلاثاء 25/12/ 2012

 

الإحتجاج والشجب والإستنكار
إحدى أهم وسائل التعبئة الجماهيريّة..!

سنان أحمد حقّي *  

أودّ بهذا المقال القصير أن أشرح للسادة القرّاء كيفيّة الإنتفاع بأعمال الشجب والإستنكار والإحتجاج وكيف تعمل وبأيّة آليّة؟ لكي يتعرّف القارئ الكريم على فوائد هذه العمليات ويحرص على المشاركة فيها .

فلو رصدنا موقفا أو حالةً إجتماعيّة أو إداريّة أو حكوميّة أو سياسيّة ووجدنا بعد دراستها أنها تشكّل ظاهرة سيّئة وتستحقّ أن نواجهها وأن القضاء عليها سوف يُشكّل مصلحة للمواطنين أي مصلحة عامّة وبدأنا باستنكارها عبر الوسائل المتيسّرة إعلاميّا فقد ينبري قائلُ يقول:من يسمع ؟ أو من يقرأ ومن يكتب؟ أو كما نجد كثيرين يقولون هذه الأيام : لقد أسمعت لو ناديت حيّا ...وهكذا ولكن في الحقيقة أن هناك قوانين ثابتة تعمل على جعل هذا الإحتجاج أو الإستنكار يُصبح ذا نفع كبير ففي المنطق الجدلي للفكر الماركسي نرى أن هناك قانون إسمه قانون التراكم الكمّي يؤدّي إلى تحوّل نوعي وقد سبق لنا أن شرحناه في عدد من المقالات وهو من مبادئ المنطق الجدلي الذي إستخلصه الفيلسوف الألماني (إيجل)  ثم إعتمده الفيلسوف كارل ماركس في نظرياته كما فعل جميع المفكرين والفلاسفة من بعدهم من الذين ساروا على المنهج الجدلي ومثّلنا له في ظاهرة أو عمليّة تحوّل السائل إلى غاز فالماء عندما نقوم بتسخينه وهو سائل يبقى سائلا حتّى لو زدنا درجة الحرارة وبإهمال التبخّر الطبيعي الضئيل في مختلف الدرجات فإنه أي الماء سيبقى سائلا حتّى تتراكم الحرارة لتبلغ درجة الغليان (100 مئويّة او سيليزيّة) وبعد بلوغ درجة الغليان هذه يبدأ الماء بالتبخّر بقوّة وسرعة وكثافة عالية أي يتحوّل إلى غاز وهنا ندرك أن تراكم درجة الحرارة قد أدّى إلى تحوّل الماء من حالة السيولة إلى الحالة الغازيّة وهو تحوّل نوعي في المادّة .

ايها الأخوة الأعزاء إن هذا القانون المنطقي لا نجد له تعبيرا صادقا بقدر ما نجده في أنشطة التعبئة الجماهيريّة إذ أن طرح شعار للإحتجاج على ظاهرة أو خطوة إجتماعيّة أو سياسيّة سوف يُسهم في تعميق وعي الجماهير، وبدورهم ودورنا نُسهم في نوسيع و( تراكم) هذا الوعي شيئا فشيئا حتّى نجد بعد أن نعمل بجد ونشاط على إسهام شرائح وأعداد مختلفة بالتوقيع على شعارات الشجب والإستنكار والإحتجاج أن الذين ساهموا قد بلغوا عددا أو حدّا أو لنقل بلغة المنطق كمّا (من كمّيّة) يناسب الإنتقال النوعي فإن هذا بالطبع سوف يؤدّي بدوره إلى تغيير قناعات الجماهير والأوساط الشعبيّة المختلفة وسنرى أن أثره سيمتدّ نوعا وكمّا في الأنشطة الشعبيّة الأخرى كالمظاهرات أو الإضرابات أو حتى وبالتأكيد في الإنتخابات المختلفة وهذا هو أحد أركان التعبئة الشعبيّة الإشتراكيّة والديمقراطيّة التي تعتمد على التحولات في قناعات الشعب والأوساط صاحبة المصلحة الحقيقيّة ولا ينبغي أن ننظر للموضوع ببساطة وقدر من اليأس فإن العمليّة هذه على بساطتها تؤسس لتحولات في قناعات الشعب والرأي العام بشكل عجيب ومثير وقد إختبرها شعبنا عدّة مرات في تاريخه النضالي على مدى ما يقرب من قرن من الزمان ، ولكن طبعا هناك شروط وخصائص يجب أن تتوفّر في صياغة الشعارات وكيفيّة طرحها ومن يتم توجيهها إليه وبأية لغة أو خطاب فهي بقدر ما تكون على تماس بالواقع الذي تعيشه الأوساط الشعبيّة تكون ثمارها وحصادها أوفر وأغنى وهي أسلوب وطريقة تجعل المواطن يشعر بأهميّة موقفه ورأيه وانه يُساهم فعلا في بلورة الأهداف والمقاصد العليا وصياغة وجه من وجوه العمل السياسي

فلندع عبارة (وماذا يُفيد) أو عبارة (لقد أسمعت لو ناديت حيّا)

ولنعمل على صيانة الوسائل المجربّة في التعبئة الجماهيريّة والعمل السياسي بين الجماهير والتي هي أحد أهم الوسائل في إحداث الوعي بضرورة التحولات الجماهيريّة لمجتمعنا في الوقت الحاضر بل أشدّ ضرورة من أي وقت مضى.

 

* مهندس ومنشغل بالثقافة

 

 

free web counter