| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سنان أحمد حقي

 

 

 

الجمعة 23/11/ 2012

 

تصويب في وداعا يا ابن الجنوب..!

سنان أحمد حقّي * 

السادة المحترمون مسؤولوا موقع الناس الموقّر

كتب الأستاذ نبيل عبد الأمير الربيعي مقالا جميلا في الذكرى السنويّة لوفاة فقيد البصرة والعراق الشاعر الراحل مهدي محمد علي بعنوان وداعا يا ابن الجنوب وقد وجدتُ بعض الملاحظات التي تستوجب التصويب ومنها أن الراحل لم يولد في أبي الخصيب بل ولد في مركز البصرة  في محلة الخضر التي كتب عن بستانهم الذي كان في تلك المنطقة قبل أن يتم فتح ما يُدعى بالشارع الجديد وهو الشارع الشمالي بين منطقتي البصرة والعشّار والذي سمّيَ في البدء باسم شارع نوري السعيد ثم تم إستبدال الإسم بشارع الجمهوريّة بعد ثورة الرابع عشر من تموز ثم إلى الشارع الشمالي وقد إبتاع والده الحاج محمد علي لهم بيتا في محلّة يحيى زكريا وهو بيت كبير كان مبنى لمدرسة الزهراء الإبتدائيّة للبنات وقد أمضى مهدي معظم حياته في هذا البيت مع أخوته أوّل الأمروهم عبد الكريم محمد علي وكان له محل خياطة معروف وهو خيّاط ماهر وأخوه الثاني وهو الملا عبد الحميد محمد علي وقد عمل في مهنة الخياطة شأنه شأن أخوته ولكنه إنصرف للكتب وحفظ القرآن وقرأه في بعض المناسبات الحسينيّة إضافة لمهنة الخياطة ولكنّه كان ربما أثقف أخوته وكذلك أخوه كاظم محمد علي الذي كان صاحب محل خياطة معروف أيضا في منطقة العشار وكان له ثلاث أخوات .

نعم وًلد في عام 45 ولكنّه درس في مدارس البصرة فأتم الإبتدائيّة في مدرسة الأصمعي الإبتدائيّة للبنين وكان مديرها الأستاذ سالم علوان الجلبي وهو شاعر له ديوان مطبوع باسم مجرى الأوشال كما أن له كثير من القصائد المنشورة أو التي تمت إذاعتها في بعض الإذاعات آنذاك مثل الشرق الأدنى وكان من معلّمي المدرسة الأستاذ كاظم مكّي حسن وهو شاعر أيضا وله ديوان مطبوع باسم دموع التماسيح وله قصائد كثيرة منشورة لم يسعفني الحظ أن أحصرها .ومن بين معلّمي المدرسة أيضا الأستاذ قاسم البدر وهو شاعر غزير الإنتاج حسن الإلقاء له  شعر مطبوع ومنشور لا يسعني إحصاؤه وقد توفّي قبل بضعة سنوات وهو مربٍّ فاضل ولهذا نجد أن مدرسة الأصمعي لا بدّ أن يكون لها بعض الأثر على ميول الشاعر الراحل مهدي محمد علي فيما بعد. ثم دخل متوسّطة النضال بالبصرة وأكمل فيها دراسته المتوسّطة ودخل ثانويّة الوثبة للبنين بالبصرة أيضا لإكمال دراسته الثانويّة وقد أصبحت فيما بعد تُسمّى بثانويّة البصرة للبنبن وبعد إتمامه الدراسة الثانويّة سافر إلى بغداد للإلتحاق بكليّة التربية / فرع اللغة العربيّة وبعد تخرّجه فيها تم تعيينه في مدينة البصرة في ثانويّة الكفاح وقد أمضى فيها بضعة سنوات مدرّسا لا طالبا حتّى وجد أن الحياة الثقافيّة والعامّة أصبحت غاية في الكبت والقمع فهرب إلى خارج العراق كما أورد الأستاذ نبيل في مقاله .

لقد تأثّر مهدي محمد علي منذ مطلع حياته ببدر شاكر السياب وكان لسيرة وحياة بدرالمأساويّة أثر عاطفي بالغ الأهمية ولا أظن أنه إلتقى به رغم أن السياب كان يتردّد سابقا على كثير من المناطق التي كان مهدي يعيش فيها  كما أنه أي مهدي كان معجبا جدا بكتابات سعدي يوسف ومحمود البريكان وبلند الحيدري قبل أن يتوجّه إلى الساحة العربيّة التي كان صلاح عبد الصبور يّشكّل أول مظاهرها كما أنه قرأ أحمد عبد المعطي حجازي ثم كان تأثير أدونيس ورفقائه وبصورة عامّة فهو يُحبّ كما يقول أي شعر جيد وكان رحمه الله يتأثّر بالمحيط من الأدباء والشعراء كثيرا  لفرط عاطفيتهوقرأ لعدد كبير من الشعراء الأجانب ولكن ليس بلغتهم الأصليّة وأعجبه جدا إيلوار وأراغون سان جون بيرس وطبعا كان أولهم لوركا ثم قرأ لعدد من الشعراء الروس كيفتيشينكو وغيره وكان يُحب الإطلاع على الآداب الأجنبيّة  وخاض إلى جانب كثير من العراقيين غمار النضال السياسي في سبيل الشعب ولكنّه لم يكن يُفكّر إلاّ  بالشعر أي أنه كان يُحب أن يكون شاعرا جيّدا قبل كل شئ.

أحب اللغة العربيّة كثيرا وكم فكّر لو يستطيع أن يجد الوقت ليؤلف كتابا مبسّطا أو تبسيطيا في النحو العربي يُيسّر فيه على الطلبة ويوجز به ما اتّسع من دراسات واجتهادات وأظنّه كان يجد في الكسائي الكوفي صاحب منهج مقبول على خلاف أقرانه من أهل البصرة الذين كانوا يجدون في البصريين منهجا صالحا جدا .

من أصحابه الذين كان لهم أثر على منهجه وسيرته في الحياة الأستاذ عبد الكريم كاصد وقد سبق له أن تأثّر بالأستاذ محمود عبد الوهاب كما أنه سبق له التأثّر في مطلع حياته بالأستاذ الفاضل خالد الذكر فيصل عودة ثم التقى بسعدي يوسف عندما كان يُدرّسه في المتوسّطة وتأثّر به طويلا وقد جمع في الماضي معظم ما تم نشره له وعندما سافر إلى الخارج إلتقى كثيرا من الأشخاص ذوي الأهمية ولكننا لا نعلم عن أغلبهم إلاّ القليل .

وبهدف تصويب ما ورد في المقال المذكور إقتضى التنويه وأرجو أن يتقبّل الأستاذ نبيل الربيعي بالغ تقديري واعتذاري كما أرجو أن يتقبّل شكري على مقاله الجميل وعالم الذكريات الذي غمرنا فيه.

تحيّة معطّرة من الأعماق موصولة لموقع الناس الموقّر

وللحديث صلةٌ إن شاء الله والسلام عليكم.

 

* مهندس ومنشغل بالثقافة

 

 

free web counter