| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سنان أحمد حقي

 

 

 

السبت 19/5/ 2012

 

تعقيبٌ على مقال الدكتور الأسدي

سنان أحمد حقّي *

لمّا كان موقع الناس الموقّر لا يتّبع آليّة تتيح فسحة للتعقيب على المقالات ولمّا كان مقالكم الرصين واحدا من نوادر المقالات التي تُكتب وتحتوي على كثير من الدفوعات عن النظام السياسي والإقتصادي الإشتراكي للإتحاد السوفييتي السابق فإنني لم أجد مناصا من أن أرسل تعقيبي على شكل مقال مع أنه لا يستكمل شروط مقال مستقلّ بالشكل الصحيح وأهم ما أرغب قوله ما يلي:

لو كان النظام الإقتصادي في الإتحاد السوفييتي السابق نظاما إشتراكيا وليس نظام رأسماليّة الدولة لكن المالك الحقيقي والمباشر لوسائل الإنتاج هو العمال أنفسهم ولو كان الأمر كذلك مع إتاحة الفرصة للدولة في الإشراف على كيفيّة التصرّف بما يملكه العمال من حيث تقديم النصح والمشورة ومن حيث استيفاء جزء من الأرباح أو فائض القيمة كحصّة للدولة الإشتراكيّة وفق ضرائب ونسب لا تثقل كاهل العمال مالكي وسائل الإنتاج لما أمكن أن تنهار الدولة الإشتراكيّة أبدا لأن العمال سيدافعون عن ما يملكون ولن يفرّطون بملكيّتهم لوسائل الإنتاج مطلقا ولكن الذي حصل أن الدولة هي التي قررت أن تخصص المنشآت والمعامل باعتبارها خاسرة أو لاعتبارات أخرىولم يعبأ العمال بالأمر لأنهم تعوّدوا على أن الدولة هي التي تقرر دوما أي أنها هي صاحبة حقّ التصرّف ويعني هذا أنهم يفهمون أن المالك الحقيقي لوسائل الإنتاج هو الدولة وليس هم أي المنتجون الحقيقيون كما أن العمال لو تصرّفوا كمالكين لوسائل الإنتاج بحق لما سمحوا بالخصّصة أو على الأقلّ لكان لهم النصيب الأوفى من ثمن بيع منشآتهم بدلا من الدولة أي أن السؤال يمكن أن نختصره كالآتي: من الذي قبض ثمن تلك المعامل والمنشآت بعد الخصّصة؟ إذا كانت الدولة فيعني أنها كانت تملك وسائل الإنتاج وإذا كان العمال هم الذين قبضوا الثمن فهذا يعني أن النظام كان اشتراكيا بحقّ ولو كان النظام اشتراكيا كيف خرج علينا بعد فترة وجيزة جدا من انهيار النظام السياسي مجموعة من المليارديريّة ؟ ووسائل الإنتاج من المفروض أنها مملوكة للعمال؟ ألا يعني هذا أن من قبض الثمن هم موظفو الدولة نيابة عن مؤسساتها وعبر منظومة فساد إداري ومالي ؟إن سرعة انهيار المؤسسات والمنشآت الإقتصاديّة والسياسيّة للإتحاد السوفييتي لا يمكن أن تتم إلاّ إذا كانت الأمور قد تم تنظيمها بشكل مركزي ومنذ أمد غير قصير ولا يدلّ استفحال أجهزة العمل السرّي إلاّ على تخلّي حزب العمال والفلاحين عن دوره القيادي والطليعي لتصبح تلك الأجهزة هي حزب الدولة والآمر الأساسي وقد طبخ هؤلاء طبختهم التي سقوا العالم كلّه مذاقها ( ...)

أرجو أن لا أكون قد تجاوزت حدود اختصاص أستاذنا العزيز وإن كانت لهجة المقال تكاد تخرج من هذه الزاوية أو تلك وأنا أُدرك أنني لست من أهل الإختصاص; فليس في القلب سوى التوقير والإحترام وإنني أقدّر لكم قيمة مقالكم الذي يكاد أن يكون الأول في تقديم عدد من الدفوعات كما أسلفت للوضع الذي كان سائدا وتقبّلوا وافر تقديري واحترامي.

 

 15.مايس.2012

 

* مهندس ومنشغل بالثقافة

 

 

free web counter