| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سنان أحمد حقي

 

 

 

السبت 17/3/ 2012

 

القصيدة الريفيّة

سنان أحمد حقّي *

تمهّل أيّها الوردُ................. فقد أودى بنا الوجدُ

وقد طوّقتَ مُختالا................. قلوبا راعها الودُّ

أريجُ الوصلِ فوّاحٌ............ ..فهل يدنو بنا البعدُ؟

تركنا خلفنا سفراً..... .............. شديداً كلّهُ صدُّ

تمهّل قد برا النّفسَ.................وجيبٌ ليسَ يرتدُّ

واشواقٌ لها رجعٌ ................ونجوى ما لها حدُّ

فإن كان ولا بدّ ....................... فممّا ما له ُبدُّ

فزدنا من شذا وصلٍ........... فقد أزرى بنا الوعدُ

أسيلَ الخدِّ لا تشكو..... ........فداكَ الخصرُ والقـدُّ

فدى عينيكَ يا نوراً .............يُراقصُ جيدهُ النَّـهدُ

تبدّى الحسنُ في وجهٍ ..........براهُ الخيرُ والسّـــعدُ

جنانٌ أزهرت عشقاً ..... ..وعَطّرَ صفوها الزُّهـــدُ

وأنفاسٌ بها حرّى............. يؤجّجُ نارها السّــــهد

أفقنا من ســـباتٍ مالهُ وعــــــــــــدٌ ولا عهــــــــــدُ

على أصواتِ أطيارٍ ............ براها الخالقُ الفردُ

ونصحو حيثُ عطرِ العشق ِ موجٌ هائجٌ نجــــــــــدُ

وقد وشّى ثيـــابَ الهمـــــس ِ وردٌ كلّــــــــهُ سعــــدُ

على عُشبٍ من الهــــــــــــجران ِ بحرُ السّهدِ يمتــدُّ

 ومن قيلولةٍ للـــوجدِ يلقـــى ثغـــــرَها الخــــــــــــدُّ

خطىً كسلى نرى فيها ....... رموشَ الشّوق ِ ترتـدُّ

خطرنا عبرَ أنواءٍ ....... نديّـــــــــاتٍ لها رعــــــدُ

وصوتُ الغيثِ موصولٌ.......وقصفُ الرَّعدِ مُشتدُّ

وشُؤبوبٌ لهُ يغشى......... حنيـــــــنا ما لهُ عــــــدُّ

تحمّمنا بهِ حينا..... .................وحينا عنهُ نرتدُّ

فلا ضدُّ ولا جهدٌ ..................ولا هزلٌ ولا جدُّ

تنسّمنا عبيـــــــرا عاطــــــراً يندى لهُ المجـــــــــــدُ

ورحنا في ربوع ٍ حالمـــــــاتٍ في المـدى نعـــــدو

ونمضي فوقَ أحراش ٍ............قريراتٍ بها نشدو

فلا حرٌّ ولا ضيقٌ....................ولا قرٌّ ولا بردُ

تخفّفنا من الشكوى............. وغنّى الطائرُ الغَرْدُ

بألحانٍ من الأنــــــوار ِ مخـــــــفوقٌ بها الشّـــــــهدُ

وكان الصّبحُ في رفقٍ .............بهيج ٍ رائقٍ يبدو

كأنّ النورَ يطـــوي الّليــــــــلَ والدّنيا لهـــــــــا زندُ

وبرقُ الفجر ِ يُغرينا ............ وصمتُ الّليلِ يرتدُّ

كأن بساطه ُ وشيٌ ..................بأزهار ٍ لهُ عقدُ

حواشٍ ليس يحكيها.............. سوى نورٍ بهِ زردُ

يلوحُ المركبُ الطّافي ........ .......على أفقٍ لهُ ندُّ

قلوعٌ تنجلي حتّى .............. يماسي نورها المجدُ

شراعُ الشّمسِ مُفترٌّ.............. ومسراها لهُ قصدُ

فيا مهداً لعشــقٍ صـــــارَللدنيـــا هو المهـــــــــــــدُ

فكوني فوق عُشبِ الحــــــــــــــبِّ عنواناً بهِ نحـدو

وغيثا ماؤهُ سحرٌ............... وسحرا طيبهُ رُشـدُ

وكوني ياابنةَ الأحــــــــراش ِليلا ثوبُهُ الحمــــــــــدُ

...

تعالي نعبقُ الإلهـــــــــامَ في سوح ٍ هي الخُلـــــــدُ

نناجي هاجسا ترعى حواشــــــــــي روضهِ الأسدُ

بعيدا نلثمُ الذّكرى ويبزغُ ســــــــــــــــــعدنا الرّغدُ

هداكِ اللهُ يا فجرا ............. سرى هونا به الجدُّ

فلا مكرٌ ولا كُرهٌ .............  ولا بُغضٌ ولا حقدُ

ولا حزنٌ ولا قهرٌ.............ولا عبءٌ ولا كــــدُّ

لنحيي العشقَ في قلبين ِ قد أضنــــــــــاهما الجهـدُ

فأنغامٌ وأضواءٌ.............. وأنســـــــــامٌ لها عودُ

فراديسٌ تلي بعضا ........ وبعضُ البعض ِ ممتدُّ

بها نخلٌ ورمّانٌ.................. والوانٌ لها وِردُ

رحيقٌ عاطرٌ فيها............... وأكوابٌ بها شهدُ

وجنّاتٌ وأنهارٌ .................. يُساوي ندّها الندُّ

فلا عدوٌ ولا غولٌ..............ولا شرْهٌ ولا وغدُ

هلمّوا حيثُ لا صخبٌ ..........ولا غدرٌ ولا فقدُ

وريحانٌ وأيكٌ في.............. حِماهُ تُسترُ الخودُ

بلى صمتُ الدّنى صوتٌ.......  لهُ في عمقهِ صدٌّ

وشجوٌ بين اطيافٍ.............. من الأنغامِ مرتدُّ

ووِرقٌ هاتفٌ في الدّوحِ  صـــــــــدّاحٌ لهُ وجــدُ

فتيها في جنان الخُلدِ قد سُـــــــــــرّت بكِ الخُلدُ

فلا لغوٌ ولا كربٌ ..... ولا حُــــــــــرٌّ ولا عبدُ

 

دهوك في16آذار2012
 

* مهندس ومنشغل بالثقافة

 

 

free web counter