| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سنان أحمد حقي

 

 

 

السبت 15 / 6 / 2013


 

هوامش في الماركسيّة والدولة والثورة ..!
(1)

سنان أحمد حقّي *

أتابع بعضا مما يُنشر على صفحات شبكة المعلومات من مقالات كثيرة تتناول النظريّة الماركسيّة والمباحث الملحقة بها من علوم فلسفيّة وإقتصاديّة وسياسيّة ، وأنا في الحقيقة مسرور جدا لأن هذه المقالات من شأنها مهما كانت طبيعة ومستوى العرض أن تضع القارئ على بيّنة من كثير من التفاصيل التي لم تكن ممكنة في ظل الظروف السابقة أيام كان الحصول على ورقة واحدة من أية جهة ثوريّة أمرا قد يُفضي إلى السجن والتغييب أو إلى ما لا يُحمد عقباه.

إن هذا الكم من الحوار والمناقشات والمقالات والأبحاث يجعل أبواب تناول إستيعاب النظريّة الماركسية مفتوحا على مصراعيه ويُبشّر بتنامي الحركة التقدّميّة ويجعل النخب الماركسيّة في مستوى فكري تستطيع معه أن تتدارس الإخفاقات السابقة ووضع الحلول المناسبة للمعضلات التي تواجهها الشرائح التقدميّة وبالخصوص الماركسيّة منها.
نودّ مخلصين أن نربت على أكتاف المحاورين كافّة سواء من نؤيّد طروحاتهم أم الذين لا نرى في طروحاتهم صوابا فإن إستمرار الحوار والمناقشة لا شك شيُفضي إلى تقويم وجهات النظر المختلفة وإلى فهم أعمق لحقائق الأمور .
الماركسيّة منهج علمي وطريقة للتفكير:

برأينا المتواضع أن الماركسية ليست وصفة جاهزة ولا منتجا سحريا لحل المشاكل أو قيام الثورات إنما هي طريقة أو منهج علمي للتفكير وهنا علينا أن نفيض بشرح معنى علمي فهي العبارة التي تميّزها عن سواها من مناهج البحث والمعرفة .

فلقد دأبت مختلف العلوم ومنذ القدم على إظهار منهج مختلف عن مناهج المعرفة المختلفة يقوم على تطوير نظريّة المعرفة وهي التي تسير وفق خوارزميّة بسيطة وواضحة وقبل ان نستعرض شيئا منها نحب أن نقول أن العلم كلفظ أو مفردة لغويّة إنما هو عكس الجهل أي أن العلم بالشئ عكس الجهل به وهذا يشمل جميع أنواع المعرفة وتقول نظريّة المعرفة التي يعتقد بها الماركسيون أن المعرفة تتم عن طريق ثلاثة مراحل مهمة ورئيسة أولها هي مرحلة التأمّل الحي وهي نفسها التي يبدأ بها العالم الطبيعي في مشغله أو مختبره فهو يبدأ بالنظر إلى عناصر أية عمليّة وكيفية حركتها ويُسجّل ويفحص ويقيس جميع الفعاليات والأجزاء وما يطرأ عليها من تغيّرات دون أن يتدخّل في أدائها ولا أن يربطها برغباته أو أهدافه أبدا وكلّيّا وهذه المرحلة لا تختلف عن تأمّل الإنسان للطبيعة أو الوجود أو الكون أو الأفكار فهي مرحلة يُراقب فيها الإنسان عناصر الواقع ويتفحصها كما هي ويرصد ويًسجّل حركتها وكيفية أدائها كما هي عليه أمّا المرحلة الثانية فتتم عن طريق جمع تلك المعلومات وتقييمها وتحليلها ومعالجتها وفق القواعد والأسس الموثوقة والمعروفة والمجرّبة وبحسب القوانين والنظريات التي ثبتت صحتها لغايته واستخلاص النتائج الفكريّة وتُدعى تلك بمرحلة التفكير المجرّد ومجرّد تجعلنا نفهم أنها أقرب ما تكون من معاني المفاهيم الرياضيّة باعتبار أن الرياضيات هي أكثر العلوم تجريدا وتجريد تقرّب لنا الصورة من عملية إزالة الجريد لسعف النخيل أي إزالة الحالات الخاصّة والتفرعات والتركيز على الهيكل الأساس ، ثم تلي هذه المرحلة مرحلة الممارسة الفعالة وهي وضع نتائج المرحلة السابقة موضع التنفيذ وتجربتها مع إخضاع التجربة للرصد والملاحظة واستخلاص النتائج وبعد ان تثبت صحّة معلوماتنا عن تلك الحقائق نعود إلى تأمّل الوضع بعد التحقّق وإعادة رصد مكونات الواقع وتسجيل الوقائع وحركته ثم وضعها جميعا موضع التحليل والتقويم وفق اسس التفكير المنطقي السليم ومن بعد ذلك أخذ النتائج إلى الحياة العمليّة عبر التجربة أولا وكلما أعدنا هذه العمليّة أو الخوارزميّة مرة بعد أخرى كانت النتائج التي نتحصّل عليها أكثر دقّة وصحّة ، هذه هي المعرفة وفق النظرية التي طوّرها الماركسيون ومنهم لينين وهي تعني عند الماركسيين ما نقصده بالعلم وهي نظريّة لا تفرّق بين أية معلومات وأخرى فكما هي صحيحة في الطبيعة والأحياء والكيمياء فهي أيضا كذلك في التاريخ والإقتصاد وعلوم الإجتماع وفروعها جميعا ولا شك أنها تنطبق على العلوم السياسيّة أيضا ولا ترفض هذه العملية أو النظرية التفاعل مع العلوم النفسيّة أو الظواهر الروحيّة ولكن توفّر المعطيات الماديّة مازال محدودا بيد أن المعرفة والعلم الذي قدّمنا له بهذا الشكل يكشف لنا يوما بعد يوم كثيرا من الظواهر التي كانت موضع إنكار واستهزاء فمثلا كانت الظواهر النفسيّة الخارقة كالتخاطر مرفوضة باعتبارها لا تمت للمنهج العلمي بصلة ولكننا أمسِ فقط شاهدنا كيف أن فريقا من المهندسين والعلماء إستطاعوا أن يُسيّروا طائرة سمتيّة دون إجراءات عمليّة بل بالإعتماد على التوجيه الذهني أي بالتخاطر فعلا وعن طريق ترجمة فعاليات الدماغ إلى إجراءات تعمل بموجبها الطائرة السمتيّة ، فما كان أمسِ أو في الأول من أمس خيالا فنطازيا أصبح أمسِ فقط حقيقةً واقعة فعلا، لقد قلنا مرارا أن دماغ الإنسان يمتلك القدرة على التعامل مع شتّى أنواع الخيال ولا يُشترط أن يكون خيالا واقعيا أو مجربا .

الماركسيّة والثورة :
إن الثورة إنما هي حالة من حالات المسيرة العامّة للمجتمع أي بمثابة نقطة على مسار المجتمع سياسيا وإقتصاديا ولكنها تختلف عن كل النقاط الأخرى في كونها نقطة تحوّل نوعي أي كما وصفنا في مناسبات متعددة ومثّلناها بالماء في حلات تغيّر الحرارة فإنه يبقى ماء كما نعرفه ولكننا إن أوصلنا درجة الحرارة إلى 100 سيليزية فإن الماء يبدأ بالتحوّل إلى غاز وكأي غاز تبدو عليه كافة الخصائص المتعلّقة بالغازات فعند تلك الدرجة يحصل تغيّر نوعي للماء من سائل إلى غاز وهكذا هو الأمر بالنسبة للمجتمع تكون الثورة حالة خاصّة في مساره يتحوّل المجتمع من علاقات إنتاج معيّنة واضحة المعالم إلى علاقات من نوع آخر ولهذا يُقال أن الثورة إنما هي حالة نوعيّة في العلاقة بين عناصر الإنتاج وعلاقات الإنتاج فعندما تبلغ أو يبلغ نمط الإنتاج تلك الأحوال فإنه يُتيح الفرصة للمجتمع بالتحوّل النوعي أو الثورة ، وللتبسيط هنا نقول أن نمط الإنتاج يحصل فيه تراكم كمّي فلاتعود علاقات الإنتاج توافق عناصر الإنتاج ولا تناسبها فتحصل الثورة ، وهكذا نجد أن للثورة شروط موضوعيّة يجب توفّرها وليس بمستطاع أحد أن يصنع ثورة حقيقية مهما كانت نواياه أو وسائله وأن جميع ما تم تجربته في القرن الماضي من محاولات لصنع الثورة لم تكن سليمة بل لا تتفق مع روح النظريّة الماركسيّة ، إن أهميّة التراكم لا تقل عن أهمية التحول النوعي ولابد أن يكون هناك زمن وفعاليات تراكميّة متواترة لكي نستطيع أن ننجز الثورة ولا أعتقد أن الثورة بالمعنى الماركسي وفي الطور الأعلى للعلاقات الإجتماعيّة الإقتصاديّة الحاليّة تعني نفس معاني الثورة في المجتمعات ما قبل الصناعة إذ لم تكن هناك طبقة بروليتاريا بل كان هناك عبيد وأقنان فقط ولم تتكون بعد طبقة البروليتاريا التي تستطيع وحدها إنجاز مرحلة الثورة الإشتراكيّة وحتّى في حال الوصول إلى النقطة الحرجة بين علاقات الإنتاج وعناصر الإنتاج فإن الثورة لا يمكن أن تقوم إلاّ بتحقق شروط موضوعيّة أخرى وهي كما حدّدها لينين ونحاول كما قلنا تبسيط العلوم والمعارف الماركسيّة فنحصرها في وجود قضيّة عادلة ، وهي عادلة بالنسبة للشعب والطبقة البروليتاريّة قائدة الثورة ومفجرها الأساس ثم وجود تنظيم ثوري يتمتع بانضباط عالي لإنجاز مهام الثورة وثالثها هو وجود قيادة مقتدرة وكفوءة وهذه الشروط لا يمكن عزلها عن الشروط الموضوعيّة الأخرى التي أتينا على ذكرها آنفاولهذا المفهوم العلمي دلالات مهمة إذ لا يستطيع أحد أن يصنع ثورة مهما كانت إلاّ بشروطها الموضوعيّة الموصوفة آنفا وكل ما قيل عن صناعة التاريخ أيضا ليس صحيحا مادام لا يمضي وفق الأسس العلميّة والموضوعيّة كما هي الحال في أدعاء تحويل الماء إلى غاز بغير رفع درجة الحرارة إلاّ اللهم بموجب تقنيات لم تُعرف بعد وهذا أي إتباع تقنيات أخرى لا يلغي خواص الأشياء كالماء والغازوالمائعات وسواها.

وهنا يتوجب علينا أن نتطرّق إلى التمييز بين الوضعيّة والموضوعيّة فالموضوعيّة هي اولويّة الموضوع على الواضع أي أن نبدأ بملاحظة الواقع الموضوعي الذي يمثّل الواقع المادّي بشكل عام وهو بالتالي كل ما هو خارج وعينا ومستقلّ عن إرادتنا امّا الوضعيّة فهي أن نتواضع على الواقع بالواضع أي أن نخضع الواقع الموضوعي أي الواقع المادي لوعينا وإرادتنا أي ان أحداهما هي نقيض الأخرى وبهدف تمييز بعض المفاهيم عن بعضها نضرب بعض الأمثلة ، فمثلا لو كنّا نبحث في المائعات والسوائل وحدث لنا كما حدث لأرخميدس أول أمره واستنتجنا أن الأجسام تطفو بفعل وجود قوة دافعة تعاكس وزن الأجسام الطافية ومقدارها هو بمقدار وزن السائل الذي يعادل حجم الجزء المغمور فإننا سنستخرج مفهوما شاملا أي قانونا ينطبق على كل الأجسام الطافية ولو كان هذا المفهوم ينطبق على كل الظواهر في الحياة سواء ما كان منها طبيعيا أم إجتماعيا فسنكون قد وضعنا مفهوما شاملا ونقول شاملا بمعنى ( Comprehensive ) أي انه نابع من الواقع الموضوعي ومعبّر عن سلوكه المستقل عن وعينا وعن إرادتنا ، ولكننا عندما نتدخّل في أية تفاعلات إجتماعية أو إقتصاديّة أو سياسيّة ونخضعها إلى إرادتنا سواء بالقوّة أو بالتحايل على الواقع بمعنى آخر نحاول أن نجعل الواقع الموضوعي مرتبطا بوعينا وخاضعا لإرادتنا فإننا جميع ما نستخرجه من مفاهيم وضعيّة لا يمكن إعتبارها مفاهيم شاملة بالمعنى السابق ذكره إنما تصبح مفهوما شموليّا أي ( Totalitarian) وهو نقيض المفهوم السابق تماماومعاكس له ،ولهذا السبب أيضا ليس سليما البحث عن طريق ثالث للتطور إذ أن الإشتراكيّة لا تقوم إلاّ بعد قيام صناعة متطوّرة وتراكم تناقضات النظام الرأسمالي حتّى تنهض البروليتاريا بمهمة إنجاز الثورة الإشتراكيّة أمّا الإنتقال من نمط انتاج الرعي إلى مابعد العصر الصناعي فهذا غير متوقّع وله عواقب كثيرة وقد لمسنا بعضا منها في النظام الذي ساد العالم بعد الحرب الثانية على وجه الخصوص وكانت الأسباب جميعها سياسيّة أي فوقيّة لا تستند إلى تغيرات تحدث في البناء التحتي وقد ذكرنا آنفا أن الثورة البروليتارية الإشتراكية لا تقوم إلاّ بعد إشتداد التناقضات ( المقصود هو مفهوم التراكم هنا) بين عناصر الإنتاج وعلاقات الإنتاج .

مفهوم التغيير في الماركسيّة:
يجب أن يكون واضحا أن التغيير يتم وفق الآليات العلمية التي ذكرناها آنفا فليس صوابا أن يقول هذا بحرق المراحل ولا يقول ذاك بطريق ثالث للتطور ويدّعي آخرون بالتطوّر اللارأسمالي وهكذا ، ولكي نوضح الآليات العلميّة للتغيير لابد لنا من أن ننهج منهج التبسيط الذي نوّهنا عنه فنقول أن هناك في عالم العلوم مثلا علماء يبحثون في حقائق الأشياء والظواهر ويستخرجون لنا قوانين ونتائج بعد بحثهم المتواصل المضني ولكن هؤلاء العلماء غير معنيين بتغيير الوقائع الموضوعيّة التي تصادفهم بقدر بحث علاقاتها مع بعضها أو منهج سيرها وتصرفها في الأحوال المختلفة أو سلوكها في الظروف المتعددة وعندما يتوصّل احدهم مثلا إلى أن الأجسام تتصرّف بشكل خطّي بين الإجهادات المختلفة وبين المطاوعة النسبية فيها يكون هذا قانونا يُراعيه الجميع سواء من كان عالما أو بنّاءً أم مهندسا أو إنسانا إعتياديا ولكن عندما يأتي من يبحث في هذا الشأن ويجد أن الأجسام لها حد معيّن للتصرف وفق العلاقة الخطيّة الموصوفة وعند زيادة الإجهاد بعد تلك النقطة فإن الأجسام الصلبة تخضع أي يتغيّر شكلها وتبدأ بالإستجابة للخضوع للإجهادات اكثر فأكثر ثم تستعيد قدرتها على المطاوعة حتّى تكل وتنفصل أجزاؤها عن بعضها ، هنا يُدرك العلماء والمهندسون والناس أجمعون أن المواد الصلبة والمعادن لها حدود ونقاط محددة تتصرف قبلها بطريقة تُعود إلى حالتها وشكلها الأساس بعد إزالة القوى المؤثّرة أو المسلّطة ولكن تصرفها يختلف بعد هذه النقطة الحرجة حيث لا تعود إلى حالتها الأساسيّة بعد زوال القوى المسلّطة أي أنها تبقى على حالتها الجديدة ، إلى هنا ونحن نتكلّم عن حقائق علميّة أظهرها لنا علماء ولكن أحدا لن يستثمرها في مشروع عملي ، وما أن يأتي مهندس يأخذ بفهم هذه الحقيقة ويُراعيها في عمل مجسّر معدني فيختار مقطعا معدنيا لا توصله الأثقال والأحمال المتحركة والثابتة معا إلى الخروج عن تلك النقطة الحرجة التي تكون فيها العلاقة بين الإجهاد والمطاوعة النسبية خطيّة فلا يعود بعد التشكّل الجديد إلى حالته الأصليّة وبالتالي يتزايد الهطول ويتراكم ويؤدّي إلى إنهيار المجسّر عندها نفهم بجلاء أن هذا المهندس قد إنتفع بالنتائج والحقائق العلميّة التي كشف عنها ذلك العالم ونقول فيما بعد أن الهندسة ما هي إلاّ تطبيق للحقائق العلميّة بعد فهمها واستيعابها بشكل وافٍ فالذي أقام المجسّر قد أنجز تغييرا في الطبيعة لم يكن موجودا ولكن بطبيعة الحال بموجب الحقائق التي كشف عنها ذلك العالم وتطبيق المعارف والحقائق شئ يختلف عن كشفها كليّا بحيث أننا نجد غالبا أن العالم غير منشغل بتطبيق المعارف التي يكشف عنها أو لا يعلم نوع وشكل التطبيقات الممكنة فلقد كشف نيوتن عن قوانين مهمة في العلوم وقوانينه معروفة الأهميّة ولكن تطبيقاتها فيما بعد شملت ميادين لم تكن تخطر لنيوتن على بال أبدا فقد تم إستخدامها في صناعة السيارات والطائرات والسفن ومختلف الرافعات والمباني العملاقة التي لم تكن موجودة في عصر نيوتن نفسه وما زلنا نستند إلى قوانينه في معالجة ترصين المباني ضد الزلازل وما أخرجه لنا من مفاهيم عن الطاقة والقدرة والكتلة وغيرها

إن التغيير لا يتم إلاّ بواسطة العمل الهندسي لأن المهندس هو المعني بالإستفادة من الحقائق العلميّة في تغيير الواقع أي بتطبيقات العلوم .

وهذا هو نفسه أسلوب السياسيين الذين يستوعبون الحقائق العلميّة التي كشف عنها علماء الإجتماع والإقتصاد وما يرتبط بهما فعندما يقوم السياسي بتطبيقات مبتكرة ومبدعة تراعي الحقائق الموضوعيّة الموصوفة فإنه يعمل بنفس طريقة المهندس العلميّة وكذلك عندما يفعل الطبيب في تطبيق الحقائق التي يتوصل لها علماء الأحياء والكيمياء والفسلجة وغيرها فإنه أي الطبيب يقوم بتطبيق العلوم ومراعاة الحقائق الموضوعيّة في إحداث تغيير حقيقي ، ولهذا لا يمكن أن يكون التغيير وضعيا أي بمعنى رغبة منّا في التواضع على الواقع أي إخضاع الواقع الموضوعي لإرادتنا ووعينا ومن هنا فإن أي قائل يقول إننا يمكن أن نعمل ثورة إشتراكيّة دون أن نبني مجتمعا صناعيا ونمرّ في مرحلة التطور الرأسمالي فإنما يخرج عن سياق المفاهيم والقوانين الموضوعيّة التي كشف عنها علماء الإقتصاد والإجتماع والسياسة ويُصبح كلاما يؤدّي إلى إنهيار إقتصادي إجتماعي ليس من اليسير معالجته بدلا من إحراز تقدّم إجتماعي إقتصادي كما يتصوّر البعض .

وللحديث صلة في الجزء الثاني

 

* مهندس ومنشغل بالثقافة

 

 

free web counter