| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رياض الحسيني

 

 

 

الثلاثاء 24/3/ 2009



دولة يحكمها 316 اخطبوط
وجوازات سفر دبلوماسية للعشيقات والارهابيين!

رياض الحسيني *

من دون مقدمات هذه الدولة هي دولة "العراق الفيدرالي" فقد شرّع مجلس النواب العراقي في جلساته المتعددة عدة قوانين خاصة بامتيازاته كان اخرها القانون الذي يقضي بمعاملة نائب البرلمان كالوزير خصوصا في مجال المستحقات المالية ليرتفع بذلك عدد الوزراء من 40 الى 316 "والحبل على الجرار" كما يقول المثل العراقي. اضافة الى ذلك فقد اقر المجلس الموقر ايضا قانونا يمنح بموجبه النائب وافراد عائلته جوازا دبلوماسيا مدى الحياة... نعم مدى الحياة "لهم طول العمر ولعوائلهم الكريمة"!

الجدير بالذكر ان معظم عوائل النواب الموقّرين لم ترجع الى ارض الوطن طوال السنوات الستة الماضية ولم تذق طعم الحر او البرد ولا رائحة البارود التي تتغنى بها الموشحات واساطير المجاهدين ومذكرات المناظلين. علاوة على ذلك فان بعض النواب مجهولون للمواطن الذي انتخبهم وفقا لقاعدة "شروة وحدة" وذلك اسوة بمزايدات البقالين في "علوة المخضّر" ليصبح بين ليلة وضحاها مرتادي منظمات المساعدات الاجتماعية الاوربية والامريكية واصحاب ملفات الحالات النفسية نوابا لشعب كان ولازال يبحث عمن يحكمه بصدق وولاء للوطن العراقي وحسب! هؤلاء النواب قد دخلوا المجلس الموقّر حفاة وسوف يخرجون منه مثقلون بامتيازات وثروة كانوا يحلمون بها وبين هذا وذاك لم يحصل الوطن ولا المواطن على مقابل. بيد ان اغلبهم جاهلون مجهولون لنا فبدوا بذلك مشمولين بالمثل العربي الشهير "لا بالعير ولا بالنفير" او وفقا للمثل المصري القائل "كثرتهم زي قلتهم"!

276 نائب لايعرف المواطن العراقي منهم على اكثر التقديرات سوى عشرة والباقين مجهولون او بالاحرى مفقودون! السادة النوّاب مفقودن في العراق ولكي يثبتوا انهم ملاصقون لهموم المواطن ومتفانون في خدمة الوطن فهم متواجدون بشكل دائم بين دبي وعمّان ولندن بينما فضّل بعض الافراد منهم مقر الاقامة الدائمة في طهران!

الخطوات التي يقوم بها مجلس النوّاب العراقي بطاقمه الحالي انما تدلل على شئ فيه من البلاغة مايكفي ليبدو ابرزها ان السادة النواب قد تأكّد لهم انهم غير مرغوب بهم جماهيريا وانهم قد تسللوا الى تلك المراتب الرفيعة في غفلة من الزمن وانهم لن يروا مبنى البرلمان بعد انتهاء فترة نيابتهم او الاصح فترة استيزارهم! والامر كذلك فقد سارع هؤلاء اسوة بالسارق الذي احس به صاحب الدار ليسرع في حمل ماخف وزنه وغلا ثمنه، وليس هناك اغلى من الجواز الدبلوماسي اذا ماستثنينا طبعا الملايين الاخرى التي تأتي تارة بحجة "نثرية" واخرى بحجة "الحمايات" وثالثة بحجة "القروض" المستقطعة من راتب السيد النائب بشكل ميسّر!

كما هو معروف فان حملة الجواز الدبلوماسي يعاملون في المطارات الدولية والممرات البرية والبحرية والجوية معاملة تختلف عن تلك التي يتم التعامل بها مع باقي البشر على المعمورة والامر كذلك فلن يكون مستغربا ان يدخل ويخرج السيد النائب او ايا من افراد اسرته الكريمة وهم يحملون حقائب الله وحده يعلم مابداخلها من دون تفتيش او حتى سؤال ليواجه العراق مستقبلا طبقة اروستقراطية متمددة على حساب الوطن والمواطن هي في اضطراد وذلك تبعا لعدد الفترات الانتخابية، هذا اذا كان مستبعدا من الحسابات ان يبيع حامل الجواز الدبلوماسي جوازه لاحد قادة الارهابيين او المطلوبين دوليا!

الاغرب من ذلك ان القانون الاخير الذي تم تشريعه والخاص بجواز السفر الدبلوماسي لم يحدد "افراد العائلة" وترك الباب مواربا للتأويلات والقراءات اسوة بالكثير من مواد الدستور العراقي الذي شرّعه غير المشرّعون! لذلك لا يبدو غريبا ان يطالب عضو البرلمان المنتهية ولايته بجوز دبلوماسي لخالته واخر لحماته. كما ليس مستبعدا ان يطالب احدهم بجواز دبلوماسي عراقي لعشيقته لعدة اسباب يأتي في مقدمتها الخدمات الجليلة التي قدّمتها تلك العشيقة للنائب في مقر اقامته في المنطقة الخضراء الامر الذي اثر ايجابا على الحالة النفسية وبالتالي على ارتفاع منسوب الوطنية لديه الامر الذي قاد في نهاية الامر الى تحدّي الارهاب ودحر الارهابيين!



*
كاتب وناشط سياسي عراقي مستقل
 


 

free web counter