| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشاد الشلاه

 rashadalshalah@yahoo.se

 

 

 

 

الأثنين 30/10/ 2006

 

 

مؤتمر القوى السياسية للمصالحة الوطنية والفرصة الأخيرة


رشاد الشلاه

وفق إعلان للحكومة فان مؤتمر القوى السياسية للمصالحة الوطنية سيعقد في الرابع من شهر تشرين الثاني في بغداد. وقد تزامن وقت انعقاد هذا المؤتمر مع فترة استحقاقات أمريكية وعراقية، فبعد هذا التاريخ بثلاثة أيام ستتم الانتخابات النصفية للكونغرس الأمريكي، وفي شهر كانون الأول القادم يحين الموعد الدوري لمناقشة تطورات القضية العراقية في مجلس الأمن الدولي، ومن هذه الاستحقاقات يمكن فهم دواعي توالي تصريحات المسؤولين الأمريكان والعراقيين بخصوص معالجة التدهور الأمني ، فتصريحات الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في المؤتمر الصحفي الذي عقده في البيت الأبيض يوم الأربعاء الماضي، تشير الى ان الأشهر القليلة المقبلة ستكون حاسمة ومقررة لآفاق تطور القضية العراقية، وفي هذه التصريحات التي جاءت تحت ضغط هواجس إدارة الرئيس الأمريكي الجمهورية من خسارة حزبها في الانتخابات النصفية للكونغرس الأمريكي لصالح الحزب الديمقراطي ، رفض الرئيس بوش فكرة وضع جدول زمني للانسحاب من العراق، معتبرا تنبؤ قادة الجيش الأمريكي بتولي الحكومة العراقية مهام الأمن في موعد لا يتجاوز أواخر عام 2007، مجرد " تقدير حسب الظروف "، و مؤكدا ان فكرة وضع جدول زمني ثابت للانسحاب تعني الهزيمة ، كما حاول طمأنة مواطنيه بقوله "إننا نربح وسوف نفوز"، ومحذرا في الوقت نفسه الحكومة العراقية من ان صبر الولايات المتحدة «ليس بلا حدود».

وإذا كانت هذه التصريحات وغيرها الصادرة عن مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي ، موجهة أساسا الى الرأي العام الأمريكي لاعتبارات داخلية في المقام الأول، إلا ان صداها سرعان ما ينعكس سلبا أو إيجابا على عموم تطورات القضية العراقية، فتأكيدات عدم الانسحاب من العراق حتى إنجاز مهمة بناء مقومات حكومة عراقية قادرة على تحقيق الأمن، تلقى الترحيب من جميع الأطراف المساهمة في العملية السياسية، إلا ان التصريح بقرب نفاد صبر الولايات المتحدة أقلق هذه الأطراف، خصوصا قيادات الائتلاف العراقي الموحد التي يتولى ممثلها نوري المالكي رئاسة الحكومة الحالية. لأن الفشل في إنقاذ البلد من فوضى الإرهاب والميليشيات يعني فشل مشروع أطراف قائمة الائتلاف بالدرجة الأولى التي ظفرت بالسلطة لأول مرة في تاريخ العراق المعاصر.

وفي مسعى بحث هذه القائمة عن مدلولات وتداعيات التحذير الأمريكي بقرب نفاذ الصبر، وجدت قياداتها ممهدات لهذا التحذير بقراءة لجوء الإدارة الأمريكية كأجراء محتمل، الى إقامة حكومة عسكرية أو مدنية مؤقتة بديلة للحكومة الحالية قادرة على بسط سيطرة الدولة بتحقيق الأمن والقضاء على الإرهاب والميلشيات .

وعلى الرغم من استبعاد رئيس الوزراء نوري المالكي، لهذا المشهد بتصريح نشر يوم الجمعة 27 تشرين الأول قال فيه " لا اعتقد ان السياسة الأمريكية سترتكب خطأ استبدال رئيس حكومة عراقية، وإن فعلوا ذلك، فإنهم سيحرقون شعاراتهم». مضيفا «لا اعتقد أنهم يفكرون على هذا النحو لأن ذلك سيعني فشل العملية السياسية برمتها».

إلا ان الخوف من تحقق هذه السيناريو دفع شخصيات متنفذة في الائتلاف العراقي الموحد الى تسريب تفاصيل وافية عن عملية انقلابية متصورة و وشيكة. فهل ستحسن قائمة الائتلاف والأطراف الرافضة للعملية السياسية الاستفادة من الفرصة الأخيرة المتمثلة بإنجاح مؤتمر القوى السياسية للمصالحة الوطنية واستثمار الدعم الإقليمي والدولي لهذا المؤتمر ليكون خطوة هامة على طريق وقف نزيف الدم. أم سيخيم على عقول القادة ذات الهم الطائفي و الذاتي وتضيع عليهم وعلى الشعب فرصة نادرة أخرى ، وبعدها لن تجد هذه الأطراف من يسمع تبرمها من أي إجراء يتخذه مجلس الأمن كوضع العراق تحت الوصاية الدولية، أو لتستفيق على وقع قيام حكومة إنقاذ تطيح بمجمل العملية السياسية المتعثرة؟