| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشاد الشلاه

 rashadalshalah@yahoo.se

 

 

 

 

السبت 14 /1/ 2006

 

 

 

بشارة الرئيس بوش في العام الجديد

 

رشاد الشلاه/السويد

أبى الرئيس الأمريكي جورج بوش، إلا أن يحرم الشعب العراقي وهو في أيام نكده السوداء الطويلة، من فرحة مثلومة وعابرة بمناسبة أعياد السنة الميلادية الجديدة و عيد الأضحى، فأعلن في خطابه في العاشر من هذا الشهر أمام قدامى المحاربين الأمريكيين، عن توقعه بازدياد ضراوة الحرب في العراق في السنة الميلادية الحالية، مبددا الأمل الضعيف وزيادة الشكوك في استتباب الأمن والسلام، وما على العراقيين إلا الاستعداد لحفر مزيد من القبور لأبنائهم وبناتهم في العام 2006 الميلادي.

إن هذا الإعلان " التوقع" هو بالضد من إعلان عدد من القادة السياسيين العراقيين من أن هذا العام سيشهد تعزيزا للعملية السياسية، وبالتالي انفراجا في الأزمة العراقية، خصوصا بعد انخراط أطراف عراقية عديدة في العملية السياسية السلمية، ومساهمتها في انتخاب مجلس النواب الدائم، بعد أن كانت غائبة أو مغيبة في الانتخابات السابقة، واستمرار الجهود والضغوطات لعقد لقاء للفرقاء العراقيين في بغداد تحت مظلة الجامعة العربية في الأشهر القادمة. كما وجه خطاب الرئيس الأمريكي في الوقت نفسه تحذيرا مباشرا للقوى السياسية العراقية المتنفذة من مغبة عدم الاتفاق على انبثاق حكومة وحدة وطنية، لان الفشل في ذلك يعني" المجازفة بالانزلاق نحو الطغيان".

فمن هو صاحب القراءة الأقرب للتحقق في الساحة العراقية في العام الجديد، هل الرئيس الأمريكي المبشر بحمامات دم عراقية أخرى و وراؤه مؤسساته المخابراتية ومستشاروه، أم قادة الأطياف العراقية المتفائلون مستمرئين الغوص في مستنقعات ظاهرة التفرقة الإثنية والطائفية والمذهبية، حتى غدا عنوانها اليومي جثثا عراقية ملقاة في المياه الآسنة وعلى جوانب الطرق ؟

إن الترابط الوثيق بين الأحداث اليومية العراقية وبين التطورات السياسية المتلاحقة في الدول الإقليمية المحيطة بالعراق والقريبة منه تؤشر إلى أن العام الحالي سيشهد صراعا مكشوفا تقوده الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون في الملفين المفتوحين حاليا،الملف الإيراني والسوري، ومن هنا يمكن قراءة تكهن الرئيس الأمريكي الدموي لتطورات الوضع في العراق، التي تبدو أنها قراءة للوضع اللاحق في البلدين المجاورين وانعكاسه على الساحة العراقية التي ستظل ساحة المجابه الأولى بين المجتمع الدولي وهذين البلدين، و مرشحة لتشهد صراعا دمويا مؤسيا. لكن ليس مستبعدا أن يمتد لهيب القتل و الفوضى إلى عواصم وبلدات تلك الدولتين، ثم يخرج الرئيس الأمريكي ليعلن فتحه المبين بان امن الولايات المتحدة قد تحقق بالكامل بعد أن تأكد الرئيس من نقل ساحة المعركة مع الإرهابيين خارجها، ومن ثم توسيع رقعتها لتشمل عدة بلدان في الشرق الأوسط.

تبدو بعض الدروس المريرة لتفاصيل المعضلة العراقية، ماثلة في ذهن الرئيس الأمريكي ومعاونيه ومستشاريه، حتى الآن، على الأقل، و مع ذلك فهناك إصرار على مواصلة السعي لإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط السياسية وفق منظور سيادة القطب الأوحد، و تتحقق اليوم فرصة الانفراد بفرض القرار الاممي المصاغ بالقلم الأمريكي المحظي بالدعم الأوربي الموحد والرضا الروسي والسكوت العالمي، و مما يوفر فرصة نجاحات للمخططات الأمريكية وذرائع لها وهو الأخطر، خطل قادة دول هذه المنطقة وعدم استيعاب عواقب حماقات نظام صدام حسين الدكتاتوري في سياساته وممارساته على الصعيدين المحلي والخارجي، وستكون شعوب المنطقة، كما هو حال الشعب العراقي اليوم، في مقدمة من يدفع الثمن من دماء أبنائها وثروات تربتها، وتزيدها بؤسا وشقاء، وتلك هي بشرى الرئيس الأمريكي للشعب العراقي وشعوب المنطقة بحلول العام 2006.