كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

الأحد 8/1/ 2012

خزعل المفرجي  قال لنا ( لا يوجد هواء خالي من الحزن ) رفعت نافع الكناني لا يمكن للحزن ان يجبرنا على التشاؤم والقنوط ... ولن انسى مقولته ( لا يوجد هواء خالي من الحزن!!)  لنتحد جميعا متضامنين  ....  من اجل ان نحول ذلك الحزن الكبير على فراقه الى مرحلة جديدة من التأمل والتذاكر والمواصلة ....  ليكون الاديب الراحل خزعل المفرجي بيننا دوما ...لان المأساة الانسانية تتركز في ملحمة الصراع الازلي ونضال الانسان من اجل حريته وتحطيم قيود استغلاله باعتبار المثقف مخلوق مميز عن الاخرين بوعيه لوجوده وشدة احساسه ...  انه رجل يبحث عن حريته وكرامته من خلال انجازاته الثقافية والادبية ...  ذلك الرجل العصامي العفيف الذي يسخر دوما من العوز والفاقة وشظف العيش ...  كانت ملامحه تعبر وتنبئنا بانه انسان غير عادي ... يمتلك العبقرية بجانب فيض من البساطة ... انه تلك الشخصية الواقعية التي اسرت قلوب محبيه وعشاقه وحاسديه ...  من خلال روعة كتاباته ورشاقة قصائده  ومقالاته الثرة التي ترغمك على متابعة ما يكتب الى آخر حرف  !!!! كانت صديقته  السيكارة لا تفارق شفتيه الا نادرا واصبحت جزءا من شخصيته .. ولعبت دورا غامضا في تكوين شخصيته وفي نجدته عند التأمل ليجعلها رفيقته الابدية من خلال سعادة عابرة . انه كاتب موهوب وقاص متفرد  وشاعر يمتلك المواصفات النادرة .... اعطى من روحه الملتهبة ما يمكن اعتباره مدرسة ادبية باتجاهات مختلفة ... كان اديبا ادرك بوعي وعفوية وظيفته الحقيقية والانسانية لمتطلبات وحاجات شعبه ... له مواصفات في البوح الشعري لا تجدها في غيره توحي بانه يمتلك ذائقة شعرية فريدة في  التعبير غنية في سرد الاحداث  ... لقد كانت تعليقاته عن ما يكتبه اصدقائه نادرة ومتفردة ينسج من الخيال كلمات تأسر المتلقي وتدعوه للتأمل مليا ...  انه يمتلك صفات الشخصية الخيالية الساحرة المستمدة  عبقها واصالتها من فضاءات الاهوار الواسعة وغربة اسراب طيورها المهاجرة ونظارة اسماكها وسحر وعبق ازهارها المائية المترامية الاطراف ... عندما اقرأ اية مقالة او قصيدة لغيره في كثير من المواقع ارى ان المفرجي قد حجز اولى بطاقات التعليق المتفرد بعبارات لا تخلو من الرشاقة والخفة والمرح اضافة للعلمية وواقعية الطرح والمناقشة الهادفة ... دائما اتندر مع نفسي هل ان المرحوم خزعل يتأبط الحاسوب في حله وترحاله ليكتب معقبا على كل ما هو ثري وناضج وبتلك السرعة المتفردة ... كنت احسده ومعي كل اصدقائه على تلك الالية العجيبة . لم يكن غريب الاطوار ...  لم يكن انسانا طوباويا  ...  لم يكن تلك الشخصية القلقة  ... بل كان شخصية ملتزمة في غاية الانسجام بين ما يرغب ويطمح وبين ما تتطلبه بيئته وظروفها القاهرة التي اتعبته ...  صادقها وعاداها .. سخر منها واجلهًا .. ابكته وابكاها ... كان صادقا وصريحا وهو يخاطب  زكية خيرهم في ( ملتقى الصراط ) بان الحياة هي الفترة الممتدة بيت الولادة والموت ... لا معنى لها ... انها عبث  ...  مأساة ساخرة ...  نظام قهر وظلم ..  ولكن الانسان بذاته يستطيع ان يملأ الحياة بمعنى !!!  نعم  كان رحمه الله في صراع مع ذلك المرض الخبيث الذي اصبح يتدخل ويتكاثر في كل جزء من اجزاء جسمه المتعب الذي اعياه ترف وبذخ ملوك وسلاطين الالفية الثالثة !! استوطنه ذلك الزائر المرعب منذ اكثر من سنتين ولم نسمعه يئن او يتأفف او يعلن عن اوجاعه وآلامه  بل كان انسانا سعيدا مبتهجا بيننا يشاركنا الافراح والتجمعات الثقافية والاجتماعية بقلب لا يعرف اليأس والقنوط ...  واخر مكالمة على الهاتف معه قبل فترة قصيرة من رحيله ... كان صوته الذي خفت دليلا على علته ومرضه ودنو ساعة رحيله الابدي ... نم قرير العين ابا احمد فانت في قلوب محبيك ... وانجازاتك وعطائك ميراث كبير .