| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

رفعت نافع الكناني
 refaat_alkinani@yahoo.com

 

 

 


 

                                                                 الخميس 7/2/ 2013

 

 8 شباط تاريخ أسود لم تكتمل حلقاته !!

رفعت نافع الكناني

من خلال متابعة ودراسة حوادث التاريخ ، يلاحظ وبشكل شبة مطلق ان المسؤولين على هرم السلطة ومخططي جرائم الابادة الجماعية ومنفذيها الكبار لم ينالهم العقاب العادل والحساب العسير عن جرائمهم التي اقترفوها ضد شعوبهم ومخالفيهم الرأي او شعوب بلدان اخرى .. انهم يقتلون بدم بارد وبوحشية لا ترتقي اليها الحيوانات المفترسة والوحوش الكاسرة .

حوادث انقلاب 8 شباط 1963 ذلك العرس الدموي وما نتج عنه من جرائم نقطة سوداء في تاريخ من نفذ هذا الحدث الدموي الذي ادى الى سقوط ثورة 14 تموز 1958 ... وغدر بقائد هذه الثورة الزعيم عبد الكريم قاسم ورفاقه رجال الثورة وعشرات الالوف من الشعب العراقي من مختلف التيارات الوطنية والتقدمية . لقد كانت الحدث التاريخي الذي حرف مسيرة تقدم واستقرار العراق منذ ذلك الوقت والى الان .

بعد مرور حوالي نصف قرن من الزمان على هذه الحقبة الدموية وما تبعها من فترات زمنية عاصفة بكل انواع الخراب والحروب وكبت الحريات والتخلف الاقتصادي واقتطاع اراضي وانهار وبحار من جسد هذا البلد المستباح لحساب دول اخرى مجاورة ، جاء الاحتلال الامريكي في نيسان 2003 بعد ان دفع الشعب العراقي انهار من الدماء الطاهرة في معركته ضد الدكتاتورية ونظام حزب البعث طيلة تلك الفترة .
وبدأت الحياة السياسية تأخذ طابع التداول السلمي للسلطة بالرغم من السلبيات والاخطاء والانحرافات التي رافقت هذه المرحلة. وافضت هذه السلبيات الى فوضى سياسية قوامها تغليب القومية والطائفة والمذهب على الوطنية والخصوصية العراقية . وانقسم الشعب العراقي حسب القومية والمذهب مما ادى الى حالة من الصراع الجديد الخطير الذي يدافع عنه المنتفعين من المحاصصة الطائفية والاثنية لتكريس ماحصلوا عليه من مكاسب ومغانم .

فبدلا من تعميق مسيرة الحياة السياسية وانضاج مسيرة الديمقراطية في مجتمع يتمتع بحقوقه الكاملة وفق أسس ترسيخ مبدأ المواطنة والحياة الدستورية السليمة وسد كل الطرق لتدخل دول الجوار ، انعكست الاوضاع لترسم خطا تراجعيا في مسيرة البناء والاعمار وتحقيق العدالة والمساواة وانتشار الفساد في كافة مرافق الحياة ، واصبح الارهاب اشد خبثا واكثر ضررا واكثر دموية وبتسترهمن بعض السياسيين والبرلمانيين .

من خلال هذا الوضع المرتبك وفوضى الخطاب السياسي لمختلف التيارات ، والشعور بالغبن والظلم والحرمان من فئات كثيرة من الشعب ، انطلقت تظاهرات واعتصامات واحتجاجات في محافظات مختلفة من العراق والانبار كانت البداية . كانت المطاليب بداية الامرهمشروعة ومحدودة ومعرفة وتحت سقف محدد غير سائب ، ومع تتابع الايام وأستجابة الحكومة لبعض المطالب المشروعة ، تضاعفت المطالب الى حد رفع شعار اسقاط العملية السياسية برمتها . ان ما حصل كان نتيجة تدخل اطراف متطرفة واخرى تريد قيادة تلك الاحتجاجات من تنظيم القاعدة وعناصر بعثية مطلوبة وعناصر متشددة وبعض رجال الدين المتطرفين وشيوخ عشائر تريد ارجاع مجدها بالقوة والتهديد بقوى الخارج .

ان ما تحمله الايام من مفاجآت غير متوقعة تهدد كيان البلد ووحدة ترابه وشعبه . وسيجد الجميع ان البلد على مفترق طرق خطيرلا يمكن التنبأ به ... فعلى السياسيين والفرقاء الالتقاء تحت سقف الوطن احتراما لسيادة الوطن واستقراره وتحقيق الجزء اليسير من حقوق الناس والنظر في معاناتهم وتأمين الفرص المتساوية امامهم والسعي لتحقيق السلم والامن والاستقرار.. وسد الطريق امام البعض من السياسيين البارزين الذين بانت عوراتهم في بث المزيد من الفرقة وهم المستفيدون من هذا التعقيد في المشهد السياسي .

الاحداث اليومية على الساحة اثبتت ان العملية السياسية الوليدة هي المستهدفة ، بالرغم من سلبياتها وما رافقها من اخطاء وتجاوزات من قبل الكثير من القوى السياسية المتنفذة . وان الغطاء الديمقراطي اريد له ان يكون مظلة يحتمي بها اعداء الديمقراطية والحرية .. يجب سحب البساط من تحت اقدام الذين يريدون العودة لنظام دكتاتوري يقمع تطلعات الشعب لغد افضل .. لنحجب عن القتلة وحلفائهم طريق الحرية وتلمس ادوات الديمقراطية ، بعد ان بانت خيولهم وجمالهم المسروجة حقدا ... فالمسلسل لم تكتمل حلقاته .
 

free web counter